اقليمي ودولي

الجزيرة
الأحد 21 كانون الأول 2025 - 17:13 الجزيرة
الجزيرة

إغراءات غير متوقعة تقود مقاتلين كولومبيين إلى حرب السودان

إغراءات غير متوقعة تقود مقاتلين كولومبيين إلى حرب السودان

كشف تحقيق صحافي عن انتقال مئات الجنود الكولومبيين السابقين إلى السودان للمشاركة في الحرب الدائرة هناك، مقابل وعود برواتب مرتفعة، قبل أن يلقى عدد كبير منهم مصرعه في ساحات القتال، فيما وُجّهت اتهامات لبعض الناجين بارتكاب جرائم حرب.


ووفق تحقيق أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، تمتد شبكة تجنيد هؤلاء المقاتلين من أميركا الجنوبية وصولًا إلى إقليم دارفور غربي السودان، حيث يقاتل كولومبيون إلى جانب قوات الدعم السريع في حرب مدمّرة تخوضها منذ أكثر من عامين مع الجيش السوداني.


واستند التحقيق إلى مقابلات مع مقاتلين سابقين وأفراد من عائلاتهم، إضافة إلى سجلات شركات وتحليل مواقع جغرافية لمقاطع مصوّرة من ساحات القتال، ما أظهر دور الكولومبيين في تعزيز القدرات القتالية لقوات الدعم السريع، المتهمة بارتكاب إبادة جماعية.


واندلعت الحرب في السودان في نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما تسبّب بمقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح نحو 13 مليون شخص.


وبحسب التحقيق، جرى تجنيد هؤلاء عبر تطبيقات تواصل اجتماعي، ثم خضعوا لتدريبات قصيرة قبل نقلهم إلى مناطق القتال في السودان، حيث شاركوا في معارك وُصفت بالأعنف، ولا سيما في إقليم دارفور.


ووفقًا لشريك منفصل عن عقيد كولومبي سابق، يخضع لعقوبات أميركية لكونه جزءًا من "شبكة التجنيد" هذه، تمثّلت المهمة في ضم 2500 رجل إلى صفوف قوات الدعم السريع.


كما أشار التحقيق إلى ظهور مقاتلين أجانب إلى جانب طرفي النزاع، غالبيتهم من دول أفريقية مثل إريتريا وتشاد، إلا أنهم لم ينفّذوا عمليات معقّدة ومتطوّرة كتلك التي نفّذها الكولومبيون، المعروفون بخبرتهم في حرب المسيّرات والمدفعية.


ولفت التحقيق إلى أن بعض هؤلاء وثّقوا وجودهم في مناطق الاشتباكات، وتبيّن من خلال تحديد المواقع الجغرافية أنهم شاركوا في عمليات عسكرية قرب مدن ومخيمات للنازحين، في وقت تتهم فيه منظمات دولية قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر وعمليات تهجير واسعة.


وذكر التحقيق أن المرتزقة الكولومبيين يتمتعون بخبرة عسكرية متقدمة، لا سيما في تشغيل المسيّرات والمدفعية، ما منحهم دورًا مختلفًا عن مقاتلين أجانب آخرين شاركوا في النزاع، ومعظمهم من دول أفريقية مجاورة.


وأفاد مقاتلون سابقون بأنهم كانوا يتقاضون رواتب شهرية تراوح بين 2500 و4000 دولار، أي ما يفوق بأضعاف معاشاتهم التقاعدية في كولومبيا، حيث يتقاعد الجنود في سن مبكرة ويتقاضون مخصصات محدودة.


وفي 9 كانون الأول، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من الأشخاص والشركات الكولومبية، على خلفية دورهم في شبكة عابرة للحدود لتجنيد مقاتلين وإرسالهم إلى السودان.


وتشير تقديرات السلطات السودانية الموالية للجيش إلى مقتل عشرات المرتزقة الكولومبيين خلال المعارك، في حين أعلنت وزارة الخارجية الكولومبية أن عددًا من مواطنيها "تعرّضوا للخداع" من قبل شبكات اتجار بالبشر دفعتهم للانخراط في النزاع السوداني.


وقبل يومين، دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى التوصل إلى هدنة إنسانية في السودان، مشيرًا إلى أن العام الجديد يشكّل فرصة لتحقيق ذلك، وحاضًّا الدول على استخدام نفوذها لإحلال السلام.


وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ذكر الأسبوع الماضي أنه سيتدخل لوقف الحرب في السودان.


ومنذ اندلاع الحرب، تتواصل المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تدخلات إقليمية ووجود مقاتلين أجانب، ما فاقم الأزمة الإنسانية وأدّى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة