في ظل استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما رافقها من سقوط آلاف الشهداء المدنيين، تتزايد مؤشرات الاحتقان والعداء تجاه إسرائيليين خارج الأراضي الفلسطينية، حيث لم يعد هذا المناخ محصورًا بالمواقف السياسية أو التظاهرات، بل بدأ يترجم بحوادث فردية وأمنية في عدد من الدول.
وفي هذا السياق، شهدت مدينة ليماسول القبرصية حادثة اعتداء وُصفت بالخطيرة، بعدما تعرّض شاب إسرائيلي لهجوم عنيف خارج الفندق الذي كان يقيم فيه خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسط شبهات بأن خلفية الاعتداء مرتبطة بتحدّثه باللغة العبرية.
وبحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن والد الشاب، فإن ابنه كان في رحلة سياحية عقب إنهائه خدمته العسكرية، وكان يتحدث عبر الهاتف بالعبرية مساء السبت، عندما اقترب منه شخص وطلب منه سيجارة، قبل أن يهاجمه بعد لحظات بعنف شديد.
وأوضح الأب أن الاعتداء أسفر عن إصابات خطرة في الرأس والوجه، ما استدعى نقل ابنه إلى مستشفى محلي في قبرص، قبل أن يُنقل جوًا إلى إسرائيل يوم الأحد، حيث خضع لعملية جراحية في إحدى عينيه، مؤكّدًا أنه فقد البصر فيها نتيجة الضرب.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تتابع القضية وتتحقق من ملابساتها، في وقت لم تصدر فيه السلطات القبرصية أي بيان رسمي حتى الآن بشأن هوية المعتدي أو ما إذا جرى توقيفه.
وفي منشور عبر موقع "فيسبوك"، عبّر والد الشاب عن استيائه مما اعتبره تقصيرًا في التعاطي مع الحادث، لافتًا إلى أن الاعتداء وقع عند مدخل الفندق، وهو مكان يُفترض أن يتمتع بدرجة عالية من الأمان. وأضاف أن ابنه تعرّض للضرب المبرح قبل نقله لتلقي العلاج.
كما انتقد ما وصفه بغياب الاستجابة السريعة من الجهات الرسمية، مشيرًا إلى أن العائلة تواصلت مع القنصلية الإسرائيلية وجهات أخرى، إلا أن الرد كان بأن المتابعة ستتأخر بسبب عطلة نهاية الأسبوع، رغم وجود توثيق للحادث وتقارير طبية وشهادات.
وتأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من التوتر الدولي المتصاعد، حيث يرى مراقبون أن مشاهد الحرب في غزة وما خلّفته من تداعيات إنسانية قاسية أسهمت في رفع منسوب الغضب الشعبي تجاه إسرائيل في عدد من الدول، وهو ما بدأ ينعكس بشكل متزايد في احتكاكات مباشرة وحوادث أمنية تطال إسرائيليين في الخارج، وتطرح تساؤلات حول امتداد آثار الحرب إلى ما وراء ساحات القتال.
الـــمــــزيــــــــــد
