في هذا الإطار، حذّر أحد كبار تجار الذهب في لبنان بشير حسون، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، من الإقدام على شراء الذهب والفضة عند الأسعار الحالية، معتبرًا أن "الأسواق وصلت إلى مناطق تشبّع واضحة بعد بلوغ الذهب مستويات قياسية قاربت 4520 دولارًا للأونصة، فيما تخطّت الفضة بدورها 72 دولارًا للأونصة".
وأوضح حسون أن "هذه الارتفاعات، على الرغم من استنادها إلى معطيات سياسية واقتصادية عالمية داعمة، لا تعني بالضرورة أن الشراء الآن هو الخيار الصائب"، لافتًا إلى أن "الأسواق قد تشهد تصحيحات عميقة قد تتراوح بين 100 و120 دولارًا للأونصة، مع احتمال تراجع الذهب مجددًا إلى ما دون 4000 دولار، والفضة إلى مستويات أقل من 60 دولارًا".
وأشار إلى أن "ضعف الدولار الأميركي وتراجع الثقة به، سواء من قبل المؤسسات أو الأفراد أو التكتلات الاقتصادية العالمية، إضافة إلى الأزمات الجيوسياسية المتصاعدة، تشكّل عوامل أساسية تدعم الاتجاه الصاعد للذهب على المدى المتوسط والبعيد".
إلا أنه شدد في المقابل على أن "هذا المسار يحتاج إلى تصحيح وبناء قيعان جديدة قبل استكمال الصعود نحو أرقام قياسية إضافية".
وأكد حسون أن الذهب، من وجهة نظره، صاعد بقوة على المدى المتوسط والطويل ولا يمكن الحديث عن "سقف" واضح لأسعاره، لكنه نبّه من التفكير في شراء الذهب أو الفضة بهدف المضاربة السريعة والبيع بعد أيام أو أسابيع قليلة لتحقيق أرباح آنية، معتبرًا أن هذا النهج بات محفوفًا بالمخاطر عند هذه المستويات السعرية المرتفعة.
وختم بالتأكيد أن البيع في هذه المرحلة قد يكون مبرّرًا فقط في حال وجود حاجات مالية قريبة وملحّة، كشراء منزل أو عقار أو إطلاق مشروع خاص يحتاج إلى سيولة فورية، أما الاستثمار طويل الأمد فيبقى خاضعًا للتوقيت الصحيح وانتظار التصحيحات المطلوبة قبل الدخول إلى السوق.
الـــمــــزيــــــــــد
