في مشهد يختصر مستوى خطيرًا من الانفلات والعنف، أظهر تسجيل مصوّر قيام جندي إسرائيلي بإطلاق النار على فلسطينيين ثم دهس أحدهم بواسطة دراجة رباعية، قرب قرية دير جرير شرق رام الله، في حادثة أثارت موجة استنكار واسعة.
وبحسب التفاصيل التي أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية، أقدم الجندي أولًا على إطلاق النار باتجاه فلسطينيين، ما أدى إلى إصابة اثنين بجروح لم تُحدَّد خطورتها، قبل أن يعتلي دراجته الرباعية ويقوم بدهس فلسطيني كان يقف إلى جانب الطريق، في مشهد صادم يوثّق استخدام القوة المفرطة بلا أي مبرر.
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه باشر تحقيقًا داخليًا في الحادثة، وقرّر إقالة الجندي من الخدمة الاحتياطية ومصادرة سلاحه، من دون الإعلان حتى الآن عن فتح تحقيق من قبل الشرطة العسكرية، ما أثار تساؤلات جدية حول مدى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
وقال الجيش في بيان مقتضب إن “ما جرى يشكّل تجاوزًا خطيرًا للصلاحيات”، مؤكدًا إدانته لما وصفه بـ“أي مظهر من مظاهر العنف”، ومطالبًا جنوده وقادته بالتصرف وفق ما يُسمّى “قيم الجيش”، من دون التطرق إلى مصير المصابين أو مسؤولية القيادة الميدانية عن ما جرى.
وتأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد مقلق للاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، سواء على يد جنود أو مستوطنين. ففي مطلع الأسبوع الحالي، أوقفت قوات إسرائيلية خمسة إسرائيليين بشبهة المشاركة في اعتداء عنيف استهدف عائلة فلسطينية في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أفراد من العائلة، بينهم أطفال، نُقلوا إلى المستشفى.
وبحسب شهادات السكان، اقتحمت مجموعة من المستوطنين من منطقة سوسيا منازل العائلة الفلسطينية، حطّمت النوافذ، وخرّبت الممتلكات، واعتدت على المركبات، إضافة إلى ذبح عدد من رؤوس الأغنام بالسكاكين، في هجوم وصفه الأهالي بأنه حلقة جديدة في سلسلة اعتداءات متواصلة منذ السابع من تشرين الأول.
وتعيد هذه الوقائع المتلاحقة تسليط الضوء على مشاهد موثّقة بالصوت والصورة لممارسات عنيفة ودموية بحق المدنيين الفلسطينيين، في ظل غياب واضح للمساءلة الفعلية، ما يعزّز الاتهامات بوجود سياسة إفلات ممنهجة من العقاب، ويكرّس صورة جيش يُتَّهم دوليًا بتجاهل القوانين الإنسانية وتحويل القوة العسكرية إلى أداة بطش يومي بحق السكان العزّل.
الـــمــــزيــــــــــد
