فاقمت الأحوال الجوية العاصفة والأمطار الغزيرة معاناة النازحين في قطاع غزة، في وقت تواصل فيه إسرائيل قصفها للقطاع. وأفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي قصف مناطق عدة شرقي مدينة خان يونس جنوب غزة، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات ناجمة عن غارات وقصف عنيف استهدف مناطق متعددة في محيط المدينة.
وتتدهور الأوضاع الإنسانية للنازحين يوماً بعد يوم، لا سيما مع وصول المنخفض الجوي إلى المنطقة، ما أدى إلى تفاقم غير مسبوق لمعاناتهم في ظل انعدام المأوى والنقص الحاد في المواد الأساسية اللازمة للإيواء.
وقال الدفاع المدني في رفح، في تصريح للعربية/الحدث، إن أوضاع مناطق النزوح تشهد تدهوراً خطيراً في هذه اللحظات، مع تزايد نداءات الاستغاثة من العائلات المتضررة جراء العاصفة العنيفة المصحوبة بأمطار غزيرة ورياح شديدة. وأوضح أن الخيام المتهالكة لم تصمد أمام قوة الرياح، ما أدى إلى تمزق عدد كبير منها واقتلاع بعضها بالكامل، تاركاً عشرات العائلات في العراء من دون أبسط مقومات الإيواء.
وأكد أن طواقم الدفاع المدني تواصل العمل رغم محدودية الإمكانات وشحّ المعدات، في ظروف إنسانية قاسية تفوق القدرة على الاحتمال، مجدداً مناشدته الجهات الدولية والإنسانية التدخل العاجل والفوري قبل تفاقم الكارثة.
وأظهرت مقاطع مصوّرة غرق عدد كبير من خيام النازحين في غزة، ودخول مياه البحر إلى بعضها في المناطق القريبة من الشاطئ.
وحذّر اتحاد بلديات غزة من مخاطر انتشار الأوبئة وتدهور الوضع الصحي في القطاع، مع استمرار منع إسرائيل إدخال كميات كافية من الوقود لتشغيل المرافق الحيوية. وقال في بيان صدر مساء السبت إن البلديات تعاني أزمة وقود حادة أثّرت بشكل مباشر على قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية، خصوصاً في حالات الطوارئ ومع دخول فصل الشتاء، موضحاً أن هذا النقص حال دون تشغيل مضخات المياه والصرف الصحي، ما يرفع من احتمالات انتشار الأوبئة وتدهور الصحة العامة.
وأضاف الاتحاد أن استمرار الأزمة ينذر بتداعيات بيئية وصحية خطيرة، مشيراً إلى أن تراكم النفايات وعدم القدرة على إزالتها يزيدان من التهديدات البيئية، في وقت تعجز فيه الآليات المتبقية عن إزالة الركام وفتح الطرق، ما يعيق حركة مركبات البلديات والدفاع المدني والإسعاف ويضعف الاستجابة للحالات الطارئة. وأشار إلى أن الأوضاع الإنسانية والخدمية مرشحة لمزيد من التدهور مع استمرار المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة، في ظل الحاجة الملحّة إلى كميات كبيرة من الوقود لتشغيل المضخات والمعدات.
وتسببت رياح قوية وأمطار غزيرة، مساء أمس، في غرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى في مناطق متفرقة من غزة بفعل منخفض جوي يضرب القطاع، ما فاقم معاناة العائلات الفلسطينية النازحة. إذ غمرت المياه خياماً في مناطق منخفضة، فيما اقتلعَت الرياح خياماً أخرى، ما اضطر عائلات، بينها أطفال، إلى الخروج إلى العراء وسط طقس بارد.
ومنذ بدء تأثير المنخفضات الجوية على قطاع غزة في كانون الأول الجاري، قضى 17 فلسطينياً، بينهم أربعة أطفال، فيما غرقت نحو 90 في المئة من مراكز إيواء النازحين الذين دُمّرت منازلهم، وفق ما نقلت وكالة الأناضول. كما تضرر أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو 1.5 مليون شخص يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية.
الـــمــــزيــــــــــد
