أحيا حزب الله احتفالًا تكريميًا في بلدة مجدل سلم للشهيد محمد إبراهيم علاء الدين، حيث ألقى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض كلمة تناول فيها المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان.
وقال فياض إنّ المرحلة الراهنة تستدعي "صبرًا وحكمة، وفي الوقت نفسه ثباتًا وشجاعة"، معتبرًا أنّ المخاطر التي يتعرّض لها لبنان وحجم الاستهداف القائم، وما يُخطّط له من قبل الإسرائيليين والأميركيين، كبير وخطير.
ولفت إلى أنّ عنوان هذا الاستهداف يتمثّل في نزع سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أنّ المسألة تتجاوز السلاح لتطال مسارًا سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا يدفع بالبلاد نحو تموضع جديد يغيّر هويتها السياسية، ويضرب توازناتها الداخلية، ويُخضعها للوصاية الخارجية، ويصادر سيادتها الأمنية، ويُدرجها ضمن شبكة مصالح اقتصادية إقليمية محكومة بالتعاون مع إسرائيل في مجالي الغاز والنفط.
ورأى فياض أنّ هذا المسار يشكّل تكرارًا لأخطاء الماضي التي أدخلت البلاد في دوّامة اضطراب وعدم استقرار وتعقيدات خطيرة، لا تراعي خصوصية التركيبة اللبنانية الحساسة والهشّة، والتي تفرض، بحسب تعبيره، الابتعاد عن التموضعات المتطرفة التي لا تنسجم مع هذه الخصوصية وتتعارض أساسًا مع مصالح لبنان.
وفي المقابل، شدّد على أنّ حزب الله يدعو إلى مقاربة أكثر اعتدالًا وواقعية ومسؤولية، تقوم على الالتزام بالقرار الدولي 1701 وإعلان وقف إطلاق النار، وأولوية الانسحاب الإسرائيلي ووقف الأعمال العدائية، إلى جانب إطلاق عملية إعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى، ثم الشروع في مسار التعافي الاقتصادي والاجتماعي والإصلاحات السياسية.
كما دعا إلى مناقشة استراتيجية دفاعية تراعي الخصوصية اللبنانية وحاجات البلاد الواقعية والممكنة لحماية أرضها وسيادتها والدفاع عن نفسها.
وأكد فياض أنّ الامتداد الطبيعي السياسي والاقتصادي للبنان هو البيئة العربية – الإسلامية إقليميًا، داعيًا إلى ترميم علاقات لبنان بها وجعلها في أفضل حال، ضمن إطار احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
وختم بالتأكيد أنّ حزب الله هو الحزب السياسي الأكبر من حيث القاعدة الشعبية في لبنان، وأنّ وزنه ودوره لا يمكن تجاوزهما، معتبرًا أنّ المعيارين الميثاقي والديموقراطي يفرضان التفاهم معه.
وقال إنّ لبنان يقف اليوم على مفترق طرق، داعيًا جميع الأطراف إلى التعاون من أجل إنقاذ السيادة، وإطلاق مسار التعافي، وحماية الاستقرار، وبناء الدولة.
الـــمــــزيــــــــــد
