واصل تجار وأصحاب محلات في إيران، اليوم الإثنين، احتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي، على خلفية الانهيار المتواصل لقيمة العملة الوطنية التي سجلت مستوى قياسيًا جديدًا مقابل الدولار الأميركي، وذلك بالتزامن مع تقديم محافظ البنك المركزي استقالته.
وأظهرت مقاطع مصوّرة متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة مئات المحتجين في تجمعات نُظّمت في شارع سعدي وسط طهران، إضافة إلى حي شوش القريب من بازار طهران الكبير، الذي كان له دور محوري خلال “الثورة الإسلامية” عام 1979 التي أطاحت بنظام الشاه.
ونقل شهود لوكالة “أسوشيتد برس” أن عددًا من التجار عمدوا إلى إقفال محالهم التجارية، ودعوا آخرين إلى اتخاذ الخطوة نفسها. وفي السياق، أفادت وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية “إيلنا” بأن العديد من الشركات والتجار أوقفوا أعمالهم، في حين أبقى بعضهم محلاته مفتوحة. ولم تُسجَّل تقارير عن مداهمات أمنية، رغم تشديد الإجراءات خلال الاحتجاجات، بحسب ما أكده شهود عيان.
وفي تطور موازٍ، ذكرت وكالة “نور نيوز” الإيرانية شبه الرسمية، نقلًا عن مسؤول في مكتب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين قدّم استقالته من منصبه، مشيرًا إلى أن بزشكيان يدرس طلب الاستقالة.
وكان سعر الدولار الأميركي قد تجاوز في تعاملات يوم الأحد عتبة 144 ألف تومان، فيما أظهرت المتابعات اللحظية لمواقع أسعار العملات والذهب أن الدولار تخطى 142 ألف تومان، في حين تجاوز سعر اليورو 167 ألف تومان، والجنيه الإسترليني 192 ألف تومان. ويُذكر أن التومان يعادل 10 آلاف ريال رسمية جديدة.
ويأتي هذا التطور في وقت يحذّر فيه مسؤولون ومحللون من أن الاقتصاد الإيراني يواجه خطر الدخول في مرحلة تضخم مفرط بالتزامن مع ركود عميق، في ظل مساعٍ حكومية للحفاظ على الاستقرار، وسط خيارات محدودة بعد إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
الـــمــــزيــــــــــد
