ضربة غير مسبوقة… الاستخبارات الأميركية تستهدف ميناءً فنزويليًا

قالت مصادر مطلعة لشبكة CNN إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA نفّذت، في وقت سابق من هذا الشهر، ضربة بطائرة من دون طيار استهدفت ميناءً على الساحل الفنزويلي، في أول هجوم أميركي معروف يطال هدفًا داخل فنزويلا.

وبحسب المصادر، فإن الغارة التي لم يُكشف عن تفاصيلها سابقًا، استهدفت رصيفًا نائيًا تعتقد الحكومة الأميركية أن عصابة ترين دي أراغوا تستخدمه لتخزين المخدرات ونقلها إلى سفن تمهيدًا لشحنها لاحقًا. وأكدت المصادر عدم وجود أي أشخاص في الموقع وقت الهجوم، ما حال دون وقوع إصابات.

وقال مصدران إن قوات العمليات الخاصة الأميركية قدّمت دعمًا استخباراتيًا للعملية، في مؤشر إلى استمرار انخراطها في المنطقة، إلا أن المتحدث باسم قيادة العمليات الخاصة الأميركية، العقيد آلي وايسكوف، نفى ذلك، مؤكدًا أن القوات الخاصة "لم تقدّم أي دعم، بما في ذلك الدعم الاستخباراتي".

وفي السياق، بدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقرّ للمرة الأولى بوقوع الهجوم، خلال مقابلة أُجريت معه الأسبوع الماضي، من دون تقديم تفاصيل إضافية، حتى عندما سُئل مباشرة عن الأمر يوم الاثنين.

وقد تؤدي هذه الضربة إلى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي تمارس واشنطن ضغوطًا عليه للتنحي، ضمن حملة عسكرية مشددة.

وفي هذا الإطار، نفذت الولايات المتحدة ضربات دمّرت أكثر من 30 قاربًا في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، في إطار ما وصفته بحملة لمكافحة المخدرات، كما أمر ترامب بفرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات المتجهة إلى فنزويلا أو المغادرة منها. وكان ترامب قد هدّد مرارًا بتنفيذ ضربات داخل فنزويلا، إلا أن الضربة الأخيرة تُعد الأولى المعروفة التي تستهدف موقعًا بريًا داخل البلاد.

ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق، فيما طلبت شبكة CNN من البيت الأبيض، وقيادة العمليات الخاصة الأميركية، ووزارتي الاتصالات والخارجية الفنزويليتين، الإدلاء بمواقف رسمية من دون تلقي رد.

وأقرّ ترامب في مقابلة بتاريخ 26 كانون الأول بأن الولايات المتحدة دمّرت ما وصفه بـ"المنشأة الكبيرة التي تنطلق منها السفن"، قبل أن يؤكد، يوم الاثنين، استهداف "منطقة الرصيف حيث يتم تحميل القوارب بالمخدرات"، من دون أن يوضح ما إذا كان الهجوم نُفّذ من قبل الجيش الأميركي أو وكالة الاستخبارات المركزية.

وقال أحد المصادر إن الضربة كانت ناجحة من حيث تدمير المنشأة والقوارب، لكنه وصفها بأنها ذات طابع رمزي، نظرًا إلى تعدد المرافق التي يستخدمها مهربو المخدرات على الساحل الفنزويلي، مشيرًا إلى أنها لم تحظَ باهتمام واسع حتى داخل البلاد.

وفي وقت سابق، أفادت CNN بأن إدارة ترامب وسّعت صلاحيات وكالة الاستخبارات المركزية لتنفيذ عمليات في أميركا اللاتينية، بما في ذلك داخل فنزويلا، في حين كانت صلاحيات الجيش الأميركي تقتصر سابقًا على استهداف مهربي المخدرات في المياه الدولية فقط.

وبررت إدارة ترامب حملتها في فنزويلا بمكافحة المخدرات، وسط حشد عسكري واسع في منطقة الكاريبي، فيما قالت كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز إن الضربات تهدف إلى الضغط على مادورو للتنحي، وهو ما لم يُظهر أي استعداد له حتى الآن.

وفي هذا السياق، شبّه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث تجار المخدرات بتنظيم القاعدة، مؤكدًا أن واشنطن ستواصل ملاحقتهم "بالدقة نفسها" التي استُخدمت خلال الحرب على الإرهاب.