مقاعد الثنائي الشيعي مهدّدة في الجنوب الثالثة؟

ريتا الجمّال

ليبانون ديبايت

2018 -

آذار -

"ليبانون ديبايت"- ريتا الجمّال:

ستّة وثلاثون يوماً تفصل لبنان عن موعد الانتخابات النيابيّة. ساعات قليلة ويُقفل الباب على شهر شهدت لحظات لياليه الأخيرة مصير ترشيحات ولوائح لم تنته بعد سهراتها الطويلة، بعكس عازفين أنهوا جولتهم باكراً، ليَفتح شهر نيسان مداخله التي سيسلكها المرشّحون للوصول الى مجلس النوّاب في السّادس من أيّار المُقبل.

اعلان

تسعة وأربعون مرشّحاً من الذين صمّموا على البقاء في ميدان "الجنوب الثالثة" يتنافسون اليوم على إحدى عشر مقعد نيابيّاً، بعدما نجحوا في حجز أماكن لهم ضمن اللّوائح الست التي سجّلت على صعيد "النبطية ـ بنت جبيل ـ مرجعيون وحاصبيا". بيد أن التحديّ الكبير لا يقتصر فقط على تجربة قانون انتخابيّ جديد تُجرى الانتخابات النيابيّة للمرّة الأولى على أساسه، بل يشمل امتحاناً أصعب فرضه التقسيم الإداري ـ الانتخابي ـ الجغرافي الذي يختلف عن الدورات السّابقة مع دمج الأقضية الأربعة معاً، في تعديلٍ يجعل اللاعبون أمام معركة مزدوجة، ورحلة بحث دقيقة للوصول الى الناخبين الذين بلغ مجموع عددهم المحليّ والاغترابي 460491 ناخباً، ورفع نسبة الاقتراع ضماناً للحاصل الانتخابي، والصوت التفضيليّ الذي يصل الجنوب مباشرة بساحة النجمة.

هذه التغييرات قد تحمل بعض المفاجآت على صعيد النتائج الانتخابية تماماً كتلك التي احدثتها خلال فترتي الترشّح وتسجيل اللّوائح وعقد التحالفات، بدءً بخطوة التيّار الوطنيّ الحرّ الذي نزل في لائحة "الجنوب يستحق" مع تيّار المستقبل، ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" وزير المهجرين طلال ارسلان، في محاولة بحسب مصادر مُطلعة على الملفّ الانتخابي لخرق الثنائيّ الشيعيّ الأقوى في هذه الدائرة.

بالإضافة إلى مواجهة لائحته "الأمل والوفاء" وتثبيت الوجود الذي يسعى التيّار بشكل خاص الى تحقيقه في اغلب الدوائر، وصولاً الى تشكيل أربع لوائح تضم مستقلين ومعارضين، ومدنيين، وهي كل من "كلنا وطني"، و"فينا نغير"، و"صوت واحد للتغيير"، و"شبعنا حكي" تضع نصب عينيها المقاعد الشيعيّة الثمانيّة خصوصاً.

المصادر توقّفت عند دعم "الوطنيّ الحرّ" خمسة مرشحين شيعة بينهم مرشحه الرسمي مرهف رمضان، وتأكيد رئيس التيّار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في آخر اجتماع لتكتّل التغيير والإصلاح عند قوله إن أحد أسباب عدم السير بالبطاقة الممغنطة ومخالفة القانون بهذا الشأن هو لمنع الناس من المشاركة بكثافة في التصويت بالدائرة الثالثة في الجنوب لتحقيق التغيير المطلوب. واعتبرت أنّ "باسيل سعى الى تشكيل لائحة قوية لإحداث خرق ما لكنّه يعلم تماماً أنّ معركته على المقعد الشيعي خاسرة ولا حظوظ له بالفوز بوجه شخصيّات ذات حيثيّة شعبيّة كبيرة مثل علي حسن خليل، وعلي فياض، ومحمد رعد، وحسن فضل اللّه. لكن استمراره فيها يأتي في إطار التجاذبات السياسيّة خصوصاً بينه وبين حركة امل صاحبة القوّة الأكبر. بيد أن معركته الحقيقيّة وتركيزه الأوّل يصبّ على كسب المقعد الارثوذكسي لصالح المرشح شادي مسعد".

ولفتت المصادر الى أنّ "الخرق لن يطاول المقاعد الشيعيّة خصوصاً أنّ القوى المعارضة والمدنيّة توزّعت على خمسة لوائح الامر الذي يضرب كلّ حظوظها في كسب مقعد نيابيّ فيما كان بإمكانها تحقيق هذه الخطوة لو توحّدت. كما انّ الانتكاسة التي يمرّ بها الحزب الشيوعي والمجموعات المدنيّة ستقضي بدورها على آمالهم في اضعاف احزاب السلطة". في المقابل، أشارت الى أنّ "هذا الموزاييك الحزبي والطائفي الموجود في دائرة الجنوب الثالثة وكيفيّة منح الدروز والروم الارثوذكس والسنة مقعد واحد لكلّ منهم سينقل المعركة بين هؤلاء حيث الخرق وارد جدّاً".

وانطلاقاً من هذه الوقائع، فإنّ اللائحة الوحيدة التي تشكل خطراً على الثنائيّ الشيعيّ في الدائرة التي يبلغ فيها الحاصل الانتخابيّ حوالي الواحد وعشرين ألف صوت، هي "الجنوب يستحقّ" التي قد تحصد فيها المقعدين السني والارثوذكسي في حال كانت نسبة اقتراع السنة والمسيحيّين كثيفة خصوصاً أنّ عدد الناخبين السنة يصل الى حوالي الاثني وثلاثين ألف ناخب، فيما يبلغ عدد الناخبين المسيحيين حوالي الخمسة وثلاثين ألف. وهذا رقم من شأنه ان يحدث فرقاً في ما لو ترجم في صناديق الاقتراع الى جانب الصوت الشيعي المعارض الذي بمقدوره ايضاً ان يدخل المقعد الدرزي الى المنافسة".

ورأت المصادر أنّ حزب القوات اللبنانيّة خارج هذه المنافسة بعدما اختار طريقاً منفصلاً عن تيّار المستقبل، الامر الذي خفضّ كثيراً حظوظ فوزه في مقعد نيابيّ عن هذه الدائرة، وذلك من خلال نزوله في لائحة "شبعنا حكي" التي يخوض فيها انتخابات الجنوب الثالثة الى جانب شخصيّات مستقلّة.