إستقبالٌ "فاترٌ" لـ مبادرةِ الحريري... دسّ سمّ في العَسل

وليد خوري

2020 -

أيلول -

"ليبانون ديبايت" - وليد خوري

لم تمرّ مبادرةُ الرئيس سعد الحريري لحلّ أزمة تشكيل الحكومة برداً وسلاماً على الثنائي الشيعي ورئاسة الجمهورية وإن كان كل فريق يُعارضها من زاوية خاصة ووفق قراءته للمشهد.

اعلان

فالثنائي الشيعي وبحسب مصدر مطّلع، يرى في المبادرة عملية دسّ سمّ في العسل، ووفق حساباتهما هي تلغي "اتفاق الدوحة" وكذلك عرف الثلث المعطل وتعيد الى الرئيس المكلّف صلاحية تسمية جميع الوزراء، وحتى لو قام الثنائي بتسمية وزير المال ففي المقابل سيسمي الرئيس المكلّف باقي الوزراء بمَن فيهم الوزراء الشيعة، وهذا ما لن يتم القبول به!

كما ويعتبر الثنائي ان المبادرة الحريرية لم تعالج معضلة ما يسمّونه انقلاب على نتائج الانتخابات، إذ أنها الحكومة الاولى منذ 2005 التي لا تراعي التمثيل النيابي ويتمّ تجاهل محاورة الكتل والاكتفاء بالاستشارات النيابية التقليدية التي تجرى في المجلس النيابي.

أما رئاسة الجمهورية من جهتها، فتعتبر أن مبادرة الحريري سلبت الرئيس آخر صلاحياته الدستورية التي أبقى الطائف عليها وهي صلاحية المشاركة في تشكيل الحكومة التي تحتاج الى توقيعه لتبصرَ النور من خلال الادّعاء ان الرئيس المكلّف هو وحده من يحدّد أسماء الوزراء.

لقد رمى الرئيس الحريري حجراً في بركة التّشكيل الراكدة ولعب ورقة بارزة أظهرته أمام المجتمع الدولي مسهّلاً في عملية التأليف لينالَ على إثرها المديح الغربي.

فهل يقبل الثنائي الشيعي تجرّع كأس التأليف المرّة أم ان الضغوط الخارجية عليه اقوى من ان يجابهها حتى لو كان البلد على شفير "جهنّم"؟

واستطراداً، ماذا لو سهّل الثنائي؟ هل سيتنازل الرئيس عون عن صلاحيته الوحيدة لرئيس الحكومة السنّي الذي أغدق عليه "الطائف" صلاحيات وافرة؟

اليوم، تتساوى فرص النجاح في تشكيل الحكومة مع إمكانية الفشل، والعبرة في مدى لجم التّدخلات الخارجية من قبل الجانب الفرنسي وإلّا سيستقبل لبنان الرئيس الاميركي بعد الانتخابات المقبلة دون حكومة و... من "جهنم"!