نداء الوطن في ندائها الأخير... لا حياة لمن تنادي؟

2024 -

آذار -

"ليبانون ديبايت"

أن تحتجب صحيفة "نداء الوطن"، بعد خمس سنوات من انطلاقتها، وهي في ذروة نجاحها، ليس بالتفصيل العابر في الحياة السياسية اللبنانية. فالصحيفة السياسية، السيادية والمستقلّة، نجحت على امتداد السنوات الخمس السابقة، بأن تتحوّل إلى ممثلة وناطقة بإسم المشروع السيادي أو المشروع النقيض لمشروع "حزب الله" واتجاهاته في المجالات كافةً، إنطلاقاً من جهود وتضحيات وتفاني فريق عملها وحرصه على القيام بواجباته الإعلامية والوطنية على أكمل وجه.

اعلان

في احتجاب الصحيفة التي أصدرت نسختها الورقية الأخيرة اليوم، يجد القارئ المتابع للشؤون السياسية، نفسه في موقع المظلوم اليوم، لسببٍ وحيد، وهو أن احتجاب "نداء الوطن"، سيحجب معه عن الرأي العام، جانباً من الحقيقة، وتحديداً الرأي الآخر في المشهد الإعلامي العام، كما سيخنق الصوت الصارخ بإسم الذين ينتظرون الإنصاف والعدالة في زمنٍ ضاعت فيه الحقوق البديهية للمواطن اللبناني.

وإذا كانت الصحيفة تعاني من شحٍ في التمويل، فإن إدارتها ليست المسؤولة، بقدر ما يتحمل هذه المسؤولية، خطّها السيادي، الذي يزعم العجز، وعن سابق تصورٍ وتصميم، عن تأمين بعض الدولارات، وذلك في الوقت الذي يقود فيه خصوم هذا الخطّ، المعارك على عدة جبهاتٍ، من المضيق إلى النهر، من دون أن يبخلوا بمالٍ أو دعمٍ أو بنفسٍ، ذوداً عمّا يؤمنون به.

إحتجاب "نداء الوطن" بعد اليوم، يكاد يكون وصمة عار على جبين كل مسؤول سيادي، إكتنز وراكم الأموال، على "ظهر السيادة"، ولكن حين دقّت ساعة الحقيقة والدعم والدفع من دولاراته، كسر يده ومشى، وأقفل أبواب مشروع صحافي واعد.