Beirut
16°
|
Homepage
اب وابن فحفيد.. حزب العائلة يجدد نفسه
كبريال مراد | المصدر: البلد | الاربعاء 20 أيار 2015 - 9:26

لا شيء مستغرباً في ما يحدث هذه الأيام في حزب الكتائب الذي لطالما كانت النظرة اليه انه من آل الجميل خرج والى آل الجميل يعود. لذا، لم يتفاجأ اهل البيت الكتائبي ولا القريبون او الابعدون بالموقف الذي اعلنه الرئيس امين الجميل عن نيته عدم الترشّح للانتخابات الحزبية المنتظرة بعد اسابيع. فكل التحضيرات تسير منذ اشهر ليجلس جميلي آخر على كرسي الصيفي.

تاريخياً، ومنذ تأسيس حزب الكتائب في العام 1936 وحتى وفاة المؤسس في العام 1984، بقي بيار الجميل الرئيس الأوحد على مدى خمسين عاماً. لم ير احد طوال تلك الفترة بديلاً عنه. وعندما وصل الدكتور ايلي كرامة الى الرئاسة بالتزكية في العام 1984، شعر كثيرون انه الوكيل في انتظار الاصيل الذي لن يكون الاّ من آل الجميل. بعدها بسنتين، تواجه كرامة مع جورج سعادة الذي كان مدعوماً في حينه من سمير جعجع. وفي العام 1992، عاد اصدقاء الامس، جعجع وسعادة ليتواجها في اشرس عملية انتخابية، حسمت لمصلحة سعادة الذي رفع شعار من المؤسس الى المؤسسة.

لكن المؤسسة التي مرّت بطلعات ونزلات، استقرت بعد وفاة سعادة على متني غير جميّلي هو منير الحاج. قبل أن يصعد الى قمرة القيادة ابن مهاجر ارمني ويصبح رئيساً لاكبر حزب مسيحي في الشرق هو كريم بقرادوني.


مع بقرادوني احتدم الصراع مع الرئيس امين الجميل العائد من منفاه في العام 2000. وقف الجميل يوماً ليقول " إن العهر يسلّم العهر من العهر والى العهر". انطلقت الحركة الاصلاحية الكتائبية في اولى الخطوات لعودة آل الجميل الى الحزب. التقى الوزير الشهيد بيار الجميل مع بقرادوني، فخرجا بتوليفة ابقت بقرادوني على رأس الحزب مستحدثة منصب الرئيس الأعلى ليتسلّمه امين الجميل.

كل المؤشرات كانت توحي بأن تركيبة الرأسين هذه كانت مرحلية اعدادية لتسليم بيار الجميل الحفيد مقاليد الرئاسة الحزبية. طوال هذه الفترة بقي سامي يغرّد خارج السرب. لكن اغتيال شقيقه قلب كل الموازين. ومنذ سنوات بدأت رحلة "الابن الضال" الى الحضن الابوي الحزبي.

في الاسابيع المقبلة سيمارس امين الجميل مع نجله ما اعتاد عليه هو طوال حياته السياسية. ورث عن خاله المقعد النيابي، وورث الرئاسة عن شقيقه الشهيد. وبعد اغتيال نجله،خاض فرعية المتن وخسرها امام مرشح التيار الوطني الحر كميل خوري في العام 2007. في حزيران، ستكون ساعة نقل الارث قد حانت، ولا يبدو أن احداً سيكون في مقدوره الوقوف في وجه وصول سامي الى رئاسة الصيفي. واليوم، هناك من يقول إن الحزب في حاجة الى نبض الشباب واندفاعة سامي. فيما يعتبر آخرون إن هذا الانتقال يأتي متسرّعاً.

في الواقع، فشلت كل محاولات النائب سامي الجميل للخروج من جلباب ابيه والظهور بمظهر المتمرد على منطق الوراثة السياسية. استسلم للامر الواقع القائل بأن على حفيد الرئيس المؤسس خلافة والده على رأس حزب "الله والوطن والعائلة". والشاب الذي كان قبل سنوات يبحث عن حالة مستقلة اسماها "لبنانا" سارت بموازاة "الحركة الاصلاحية الكتائبية"، رمى سلاح التمرّد ليعود الى موقعه الطبيعي الذي يراه فيه الكتائبيون، تحت سقف الصيفي.

في كواليس الصيفي من يقول إن الجميل الاب ما كان ليعلن قرار ذهابه الى التقاعد الحزبي، لو لم يكن واثقاً من ان الطريق الى كرسي الصيفي باتت معبّدة امام نجله، وان الاعتراضات التي ستظهر لن تحول دون اتمام ذلك. حتى نديم بشير الجميل، لن ينجح في وقف هذا المسار على رغم اعتراضاته على الاسلوب الذي جرى فيه تهيئة "انقلاب سامي" كما يردد القريبون منه في مجالسهم.

من يتابع الحياة السياسية اللبنانية، لن يجد هذا الامر مستغرباً. فالبيوتات السياسية اعتادت على تناقل المناصب السياسية كما تتناقل الاملاك، فيلبس الاب العباءة الى ابنه وهكذا دواليك...حزب الكتائب لم يشذ عن القاعدة من الجميل الاب الى الابن فالحفيد.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 10 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 6 الحقيقة بشأن جريمة باسكال سليمان 2
نائب يتعرض لوعكة صحية! 11 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 7 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 3
إشتباك أميركي - سعودي.. البخاري يعلق مشاركته في الخماسية؟ 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر