نشعر في بعض الأحيان أننا بحاجة للتخلص من بعض الذكريات غير المرغوب فيها للأبد، وهي الأمنية التي قد تبدو ضربا من ضروب الخيال العلمي للوهلة الأولى. غير أن فيلما وثائقيا تم عرضه مؤخرا للمرة الأولى في الولايات المتحدة أظهر أن فريقا من العلماء نجح في انجاز تلك المهمة وتمكن من تحقيق ذلك وأكثر.


وقال مخرجو الفيلم بعد اطلاعهم على أبحاث متطورة عن طبيعة الذاكرة وكيف يمكن تطويعها لصالح البشرية: ينظر إلى الذاكرة على مدار جزء كبير من التاريخ البشري على أنها شريط تسجيل يوثق بدقة المعلومات ويعيد تشغيلها كما هي من دون تلاعب.

وتابع المخرجون: لكن الباحثين تمكنوا الآن من اكتشاف أن الذاكرة طيعة ومرنة بشكل كبير، وأنها عادة ما تصاغ وتعاد صياغتها، ليس فقط من جانبنا وانما من جانب الآخرين أيضا. وقد اكتشفنا الآليات الدقيقة التي يمكنها تفسير الذاكرة وكذلك التحكم بها.


ونقلت صحيفة التلغراف البريطانية عن أندريه فينتون، عالم الأعصاب البارز الذي يعمل حاليا على تقنية جديدة تفيد في محو الذكريات المؤلمة، قوله: يمكن القول إن النسيان ربما من أهم الأشياء التي ستقوم بها الأدمغة البشرية. وما فهمناه وتوصلنا إليه من معلومات ما هو إلا فيض من غيض بخصوص ذاكرة الانسان وطريقة عملها، وستتواصل الأبحاث لنصل في النهاية إلى ما نصبو إليه بهذا الصدد.