نسمع كتيراً من أهل سلطة أنهم حريصون عل الشباب وأن الشباب هو مستقبل لبنان وهو العمود الفقري للنهوض بالبلد، ولكن ليت القول يقترن بالفعل ولمرة واحدة عل الأقل فيعطى الشباب دوراً في أتخاذ القرار واشراكه في الحياة السياسية بدل اقصائه وتوزيع المراكز الكبرى عل المقربين من هذا الحزب أو ذاك بغض نظر عن الكفاءة المطلوبة لهذا المركز.

يدعون الشباب للتشبث في وطنه وهم بنفس الوقت يقطعون الطريق امامهم للتقدم من أي مركز رفيع في الدولة من خلال التوظيف في الادارات الرسمية بالواسطة ضاربين عرض الحائط كل الأسس العلمية للتوظيف، فعلى سبيل المثال لا للحصر ألتعيبنات التي شهدناها مؤخراً لرئاسة مجلس إدارة كازينو لبنان التي من حق الشعب اللبناني عموماً والشباب خصوصا أن يعلم ما هي المعايير التي اعتمدت وما هي الية التعيين؟ لماذا لم يتم التعيين على غرار ما حصل في وزارة الإعلام لتعيين رئيس مجلس إدارة في تلفزيون لبنان؟

قد تأملت من العهد الجديد في مقالتي بتاريخ 27 شباط 2017 (ليبانون ديبايت)أن يكون له رأي في موضوع ألتعينات الادارية وذلك للحد من هجرة الكفاءات ولمحاربة اليأس الذي إنقض على الشباب وخاصةً المتعلم منه ليقطع أمامه باب الأمل والتفاؤل، واني اعيد مناشدة العهد اليوم بنفس المضمون.

انها السكيزوفرينيا السياسية، يقول المسؤولون شيئا ويعملون عكسه تماما ومن ثم يقولون للشباب لا تهاجر.نهاجر لانكم اغتصبتم حقوقنا ، نهاجر لانكم إستهزأتم بطموحنا، نهاجر لانكم تاجرتم بكفاءاتنا.

انها ليست فقط سكيزوفرينيا لا بل وقاحة وإستخفاف بعقل وفكر الشباب اللبناني الذي بات اليوم أقرب إلى الواقعية منه إلى المشاعر والغرائز التي أصبحت جزءًا من الماضي ودرساً لإستخلاص العبر.

كلمة أخيرة: لقد تأملت من رئيس الجمهورية بالامس، ولا ازال، أن يتطلع إلى أصحاب الكفاءة وقطع طريق أمام التوظيف السياسي، وانا اليوم احذر من خطر إزدياد الهجرة بين الشباب إذا ما استمرت تلك الممارسات على حالها.