Beirut
16°
|
Homepage
قراصنة "الفدية" وحكم العالم
مشاري الذايدي | المصدر: الشرق الأوسط | الاربعاء 17 أيار 2017 - 6:22

الهجوم الرهيب على الحسابات والخدمات الإلكترونية للشركات العالمية والجهات الحكومية في عشرات الدول، المسمى فيروس "الفدية" أمر شديد الخطورة، متشعب الدلالات.

الهجوم الشرس حسب بعض التقديرات أطاح بأكثر من مائتي ألف ضحية في نحو 150 دولة بآسيا وأوروبا. الإنتربول الأوروبي قال إنه هجوم غير مسبوق على مستوى العالم.

حالة استنفار أصابت البنوك وشركات الطيران، وكل مقدمي الخدمات عبر الإنترنت للناس، من شركات تجارية أو مصالح حكومية، كما جرى للقطاع الصحي البريطاني.


الهجوم حسب بعض الخبراء ربما ينال حتى البيوت المصممة بطريقة ذكية، وطبعا، الحواسب والهواتف الشخصية.

الهجمة واضحة، والمطلوب أوضح، نفتح حسابك ونعيد بياناتك، ونمنحك المفتاح السري في حال دفعت المبلغ المطلوب، الفدية.

المضحك أن من اكتشف ثغرة في البرمجة الخبيثة، الفدية، مراهق بريطاني، مطرود من المدرسة بتهمة القرصنة أيضا. يعني القصة كلها يكفي لها «شوية» مراهقين حتى «يتلخبط» العالم كله.

رئيس الاستخبارات الهولندية روب بيرتولي، قال في مؤتمر عن الأمن الإلكتروني مؤخرا في لاهاي، إنه لا عاصم لأحد اليوم من هذا الخطر، وإنه علينا توقع هجوم رقمي آخر خطير، قريب وشيك عامّ طامّ!

وأشار بيرتولي إلى الهجوم الذي اخترق كومبيوترات شركة "أرامكو السعودية" العملاقة عام 2012، وكيف تمت قرصنة شركات الكهرباء الأوكرانية بعد ثلاث سنوات، ما تسبب في انقطاع الخدمة كليا لعدة ساعات.

لكن النقطة المثيرة التي أشار إليها المسؤول الأمني الهولندي، هي أنه كما أن الإنترنت وفّر للعالم بنية تحتية شاملة حول كوكب الأرض من الاتصالات ونقل المعلومات وتيسير الحياة، فإن هذه السهولة والاتساع تحمل في أحشائها جراثيم الخطر المميت.

السهولة هي سلاح لك وعليك، والانكشاف الكبير مثلما هو مدعاة للترفيه، أو تسهيل الخدمات العامة، بعد نهاية عصر المعاملات الورقية، والملفات الثقيلة، والأختام البيروقراطية، ليخضع العالم كله لحكم "الديجيتال"، مثلما هو الأمر كذلك في سماحته وسهولته، مثلما هو في شراسته وخطورته.

لنتخيل العالم تحت سيطرة عصابة غامضة، يقول البعض إن فيروس الفدية الأخير خلفه كوريا الشمالية، الغاضبة، مثلما قيل عن الروس واختراق الانتخابات في أميركا وفرنسا.
مجرد تصور هذا الخيال، مع خضوع العالم لسيطرة الإنترنت أمر مرعب.

الإنترنت، لا غنى عنه، في الخدمات العامة، وحجوزات الطيران، والمشافي، والبنوك... كل شيء تقريبا، دعك من عبث الترفيه والنميمة في السوشيال ميديا. من هنا صار الصرف والاستثمار في الأمن الإلكتروني نوعا من الأمن القومي بل العالمي.

للإنترنت نافذة على النعيم وأخرى على الجحيم... ورحم الله أيام البساطة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر