هل سيفعلها نصرالله؟

Beirut

16°

Coming
Soon

هل سيفعلها نصرالله؟

المصدر: ليبانون ديبايت

الخميس 22 حزيران 2017 - 0:30

سيكون اللّقاء تشاوريّاً ولن يكون وحيداً

لقاء مختلف عن الحوارات السابقة

هناك محاذير أمنيّة من حضور نصرالله

"ليبانون ديبايت"

تتجه الأنظار اليوم إلى قصر بعبدا لمتابعة ما سيخرج عن "اللقاء" الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، لكن المُؤكّد أنّ اللّقاء سيكون مغايراً لما سلف من اجتماعات، وسيطرح على بساطهِ أموراً مختلفة عن الأيّام التي خلت.

الدعوة وُجّهت إلى 10 رؤساء أحزاب للحضور والتداول مع رئيس الجمهورية "في سبل تعزيز العهد". هكذا قِيل، لكن الاجتماع هو فعليّاً ليس كـ"اجتماعات الحوار" ذات النسخة القديمة بقدر ما هو "لقاء تشاوري" يؤرّخ لنمطٍ جديدٍ من العمل، وسيضع على بساط البحث نقاطاً جوهريّة تُعتبر من صلب السياسة في لبنان، معطوفٌ على أمور "إصلاحيّة" صِيغت زمن "الطائف" ولم تُطبّق، مضاف إليها التعديلات الدستوريّة التي طُرحت أخيراً خلال "الورشة الانتخابيّة" كـ"المناصفة ومجلس الشيوخ" وشؤون أخرى على صلةٍ باللامركزية الإدارية.

وحُصر التمثيل في رؤساء الأحزاب المدعوين دون مشاركة المساعدين، لكن الاجتماع وجهة اليه صفعة اعتذارات عدم المشاركة التي استهلها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الموجود في موسكو مكلفاً الوزير مروان حمادة تمثيله، وكان الاعتذار الثاني أشدُّ وطأةً اذ اتى من الشريك الثاني في العهد، رئيس حزب القوات اللبنانيّة الدكتور سمير جعجع حيث سينوب عنه وزير الاعلام ملحم رياشي، فيما ينصبّ الاهتمام على مستويين، الأوّل حول مشاركة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي تلقّى دعوةً بالاسم، والثاني إمكانيّة حصول لقاء "مصارحة" بين الرئيس عون والنائب سليمان فرنجية.

مصادر قريبة من الضاحية، استبعد لـ"ليبانون ديبايت" مشاركة نصرالله "نظراً للمخاطر الأمنيّة" التي يتحاشى "الأمنيون اللّصقاء تعريض نصرالله لها"، علماً أنّه وفي مرّاتٍ عديدة، كسر نصرالله البروتوكول وشارك شخصياً في لقاءاتٍ شعبيّةٍ ظهر خلالها على الهواء مباشرةً.

وتوقّعت المصادر "عدم مشاركة نصرالله الذي سينوب عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد الذي سيُكلّف التحدث بلسان السيّد" كاشفةً عن إمكانيّة حصول اتّصالٍ هاتفيّ يتداول خلاله الرجلين الأمور ذات الاهتمام.

وتكمن عدم قدرة نصرالله على المشاركة - وفق القراءات - عملاً بإرشادات الفريق الأمنيّ المحيط به والذي يفضّل عدم خروج نصرالله إلى حدود الوقت الطويل استدراكاً واستبعاداً للثغرات التي قد تنتج عن مثل هذه الخُطوة في الوقت الراهن. وهناك، وفق المصادر، أسباب عدّة تحول دون مشاركة نصرالله على الرغم من اهتمامه، ومنها:

- التهديدات الإرهابيّة، وارتفاع قدرة نشاطها، وخروج المنطقة التي سيزورها نصرالله عن دائرة عمل الرصد الأمنيّ لجهاز المقاومة.
- المسار الطويل الذي سيسلكه موكب نصرالله، ما سيزيد من أعباء عمليّة الحماية (في التمويه والحركة)، ومخاطر توفّر الثغرات.
- إمكانيّة بقاءه لوقتٍ طويل ضمن الاجتماع، ما سيترتّب عليه مخاطر يضعها الأمنيون على محمل الجدّ حتّى ولو كانت نسبة حصولها متدنّية.
- إمكانيّة أن تتعرض تحركاته لاهتمام الإعلام، ما يكشف عن أمورٍ سرّية تخصّ فريق العمل الأمنيّ الخاصّ بنصرالله.

لكن نصرالله شارك يوماً في مؤتمرات الحوار السابقة! لتُجيب المصادر أنّ ذلك "حصل قبل حرب تموز 2006. منذ ذلك الحين تغيّرت المعادلات وتبدّلت وأصبحت المسائل الأمنيّة ترمي بثقلِها أكثر فأكثر". وتخلص بالإشارة إلى أنَّ "الأمور في البلاد يوم دعا برّي إلى انعقاد طاولة الحوار، كانت تحتّم مشاركة الجميع في صوغ شكلِ البلد، أمّا اليوم فالأمور ممسوكة، وهناك هامش واسع من الاتّفاقات التي تحمينا وتنظّم العمل"، وبالتالي، أمور لبنان الحاليّة لا تحتّم مشاركة "استثنائيّة تتطلّب المخاطرة من نصرالله"، ويمكن لقيادي على مستوى إدراك وتعامل سياسي وعلى تماسّ مع الجميع أن ينوب عنه، كالشيخ نعيم قاسم والحاج محمد رعد.

لكن وعلى الرغم من كلّ المسوغات التي قد تتحوّل أسباباً لعدم تمكّن نصرالله من الحضور، تُبقي المصادر عنصر المفاجأة قائماً، حتّى ولو كلّف ذلك حضوره شخصيّاً لمدّة من الوقت ومغادرته لاحقاً.

بالعودة إلى "جلسة بعبدا"، تُبدي مصادر سياسية اعتقادها لـ"ليبانون ديبايت" أنّ "أموراً وُضِعَت للبحث بهذا الحجم وذات عمقٍ وقيمة، لا ينتهي بحثها في يوم أو يومين أو في اجتماعٍ واحد أو اثنين، بل هي "ورشة كاملة سيُخَصَّص لها جلسات"، واضعةً اجتماع اليوم في خانة "جس نبض رؤساء الأحزاب حول إمكانيّة تحقيق نقلة نوعيّة في بحث القضايا العالقة منذ زمن، في ظلِّ ما جرت مراكمته منذ وصول الرئيس عون إلى اليوم".

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا