"ليبانون ديبايت" - فادي عيد:

يعدّ وصول البطريرك جوزف العبسي إلى سدّة البطريركية لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، بحسب مصادر كاثوليكية مخضرمة، انتصار مدوّي للجمعية البولسية التي كانت أيضاً قد أحكمت السيطرة التامة على مطرانية بيروت، والتي كانت تضع نصب عينيها تسلّم مقاليد الكرسي البطريركي.

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الإطار، هو عما إذا كانت الرهبنة المخلصية والرهبنة الشويرية ستتعاملان مع الواقع المستجدّ وترضخان من دون أي ردّة فعل؟

على هذا السؤال، تجيب المصادر الكاثوليكية، بأن السفير البابوي في لبنان عمل كضابط إيقاع لمواكبة الجمعية البولسية على الوصول إلى أهدافها، والتي تمحورت حول تقليص تأثير النظام السوري برئاسة بشّار الأسد على الموقع الكاثوليكي الأول في المنطقة.

وكشفت المصادر نفسها، بأن المشاورات الإنتخابية التي حصلت أتت بجواب من القيادة السورية يقول "لا مانع لدينا من انتخاب المطران جوزف العبسي بطريركاً".

وفي هذا السياق، تساءلت المصادر، عن مدى إمكانية الجمعية البولسية من جمع التناقضات ما بين الرغبة السورية والرغبة البابوية في الأداء المستقبلي للبطريركية الكاثوليكية، لا سيما وأن النظام السوري كان يفضّل انتخاب المطران عصام درويش بطريركاً.

ويبقى أخيراً، وبحسب المصادر الكاثوليكية نفسها، ضرورة انتظار تسلّم البطريرك العبسي مهامه، لتبيان ما ستؤول إليه أوضاع المجلس الأعلى للروم الملكيين الكاثوليك، والذي كانت تتجاذبه الإنقسامات الحادة التي عصفت بالبلاد طويلاً ما بين 8 و14 آذار.