ليبانون ديبايت

لم يعد خفيّاً التناغم بين الرئيس الأسبق للحكومة نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي انتخابيّاً. الأوّل يحاول تأمين كتلة انتخابيّة وازنة، أمّا الثاني فيؤسس لحالةِ تناقضِ سياسات الرئيس الحريري، أمّا القاسم المشترك بينهما فهو الاستفادة من تَرِكَة الحريري والعناصر الخارجة عن تيّاره.

على المقلب الآخر لا يبدو أنّ الحريري فقد كلّ شيء طرابلسيّاً، فما زالت لديه أوراق يمكن أن تعوّضه إلى حدٍّ ما. وكما استغلّ ميقاتي خروج ريفي، يستغل الحريري التباعد في المواقف كما المصالح بين ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي، الذي تتقاطع معلومات "ليبانون ديبايت" من أنّ الحريري ينجح في جذبه نحوه ضمن تحالفٍ انتخابيٍّ طرابلسيّ، ما يعني أنّ عاصمة الشمال قادمة على معركة كسر عظم، ربّما تضمّ أكثر من لائحتين مع وجود حالة آل كرامي أيضاً.

والتقط رادار "ليبانون ديبايت" إشارات مساعٍ تُبذل من أجل بلّورة تفاهمٍ بين الحريري والصفدي على الخطوط العريضة يقود لأن يكون تحالف انتخابيّ قادم. ويبني الحريري في ذلك على علاقة قديمة تجمعه بالصفدي أيّام حِراك الرابع عشر من آذار ومصالح مشتركة بينهما.

وتواتر لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ سلسلة اجتماعات ولقاءات عقدت بعيداً عن الإعلام بين ممثلين عن الجانبين أفضت إلى بلّورة صيغة مسودة تحالف عمادها تأليف لائحة مكتملة مقفلة، على أن يكون الصفدي هو رأس اللّائحة. وبحسب المعلومات، فإنّ الحديث بين الطرفين انتقل إلى طبيعة حياكة أشكال حول الماكينة والحملة الانتخابيّة في الشمال، لتفلت أنّ الحريري استغلّها قبل بلورة صورتها النهائيّة من خلال الجولات التي قام بها منذ بداية شهر رمضان المبارك إلى الشمال والمشاريع التي قام بافتتاحها أو الإعلان عنها هناك.

ولعلّ ما يلفت في سياق التقارب بين الرجلين، المدى الذي وصلته العلاقة بينهما، فبعد أن فتح الحريري أبواب السراي الحكومي للصفدي من بوّابة عقد مؤتمرٍ إنمائي تحت اسم"إنماء طرابلس" ردّ عليه الصفدي بأحسن منعها داعياً لمائدةِ "سحورٍ" على شرف الحريري في منزل الأوّل في البترون يوم 14 حزيران، والتي حضرها حشد غفير من الشخصيّات الشماليّة.