ليبانون ديبايت - فادي عيد

تتنافس في المتن الشمالي لائحتان في انتخابات 2018 المقبلة، وذلك وفق القانون النسبي الجديد. الأولى تضم "القوات اللبنانية و"التيار الوطني الحر" والطاشناق، والثانية تضم حزب الكتائب والحزب السوري القومي الإجتماعي والنائب ميشال المر.

وتتّجه المعركة التي ستكون حامية جداً انطلاقاً من القانون الجديد والصوت التفضيلي، إلى معارك داخل اللوائح قبل أن تكون بين بعضها البعض، ليتشكّ ل المشهد الإنتخابي على الشكل الآتي:

1ـ في لائحة "التيار" و"القوات" والطاشناق، سيعمد كل مرشّح إلى رفع منسوب صوته التفضيلي على حساب الآخرين. فنواب "التيار" الموارنة والأرثوذكس لن يقبلوا بتجيير اي صوت من أصواتهم لأي رفيق من رفاقهم، كما أن مرشّح الموارنة القواتي، كما المرشّح الكاثوليكي، سيعملان على تجميع أكبر نسبة من الصوت التفضيلي، وكذلك حزب الطاشناق، الذي سيحصر صوته التفضيلي لمرشحه الأرمني، لأن حزب الكتائب سوف يوزّع أصواته بين المقعد الماروني للنائب سامي الجميّل، والمقعد الأرمني الأرثوذكسي للمرشّح ألبير كوستانيان، في حين سيتّكل المرشحون الآخرون على أنفسهم في رفع منسوب أرقامهم التفضيلية، ومحاولة المرور باللائحة بأعلى نسبة ممكنة من الأصوات، إذ بالقدر الذي ترتفع فيه نسبة التصويت في اللائحة، تزداد حظوظ المرشحين فيها.

2ـ في لائحة الكتائب ـ القومي ـ المر، سيسجّل صراع حتى داخل القوة التجييرية للأول، أي حزب الكتائب، إذ أن أي تلاعب في تجيير الأصوات التفضيلية لمرشّح غير الجميّل، قد يعرّضه للسقوط نتيجة قوة الدفع التي يمتلكها "التيار الوطني" في المتن. وباستثناء المرشّح الأرمني الذي ستعمد ماكينة الكتائب على تجيير أصوات تفضيلية له وفق حساب دقيق كي لا يؤثّر على النائب الجميّل، فإن أي مرشّح آخر لن يكون له الحظ بأصوات تفضيلية، إلا من خلال جهده الخاص وعلاقاته الخاصة.

من هنا، يبقى على مرشّح القومي أن يساهم في رفع الحاصل الإنتخابي لصالح اللائحة (القوميون في المتن لا يزيدون عن 4 آلاف صوت بحسب خبير انتخابي موثوق). وكذلك على النائب المر، الذي تتشكّل أصواته من خدمات شخصية ومن كتائبيين وقواتيين وعونيين وقوميين، قد يتراجعون عن صوت تفضيلي لصالحه بسبب التزاماتهم الحزبية، فتبقى له بعض الخدمات الإنتخابية التي لا تتعدّى نسبة اقتراع أصحابها الستة آلاف صوت.

في الخلاصة، فإن معركة المتن الشمالي، قد تشهد تحوّلاً سياسياً كبيراً يتناسب مع قانون الإنتخاب الجديد، ولكن لا يتناسب مع المعارضين والموالين وطموحاتهم على السواء.