"ليبانون ديبايت"

وُضِعَت العلاقة بين الرئيس ميشال عون والنائب سليمان فرنجية على السكة الصحيحة منذ تلبية الأخير دعوة الأوّل للقاءِ التشاوريّ لأقطاب الحكم في قصر بعبدا. كان ذلك اللّقاء نقطة تحوّل في العلاقة بين الرجلين بعد أن شابتها الخلافات العميقة.

على الرغم من أنّ عون لم يجتمع ثنائيّاً مع فرنجيّة، لكنّ المواقف التي خرجت عن اللّقاء العام يومها يُبنى عليها في أحداث التغييرات، والتي يمكن التماس نتائجها بشكلٍ واضح من خلال المواقف الأخيرة لفرنجيّة التي ارتكزت على تهدئة الأجواء وإرسال الرسائل الإيجابيّة إلى قصر بعبدا، وهذا يقرأ من إبداء استعداده لزيارةٍ ثانية إلى قصر بعبدا "في حال تلقّى دعوة"، وهو ما كرّره مِراراً في الأيّام الماضية.

هل هي إشارة إلى أنّ هناك تحضيراً للقاءِ "تصفية قلوب" بين الرجلين، ولهذا يوزّع فرنجيّة رسائل الاستعداد؟ ربّما، ولما لا؛ طالما أنّ الأجواء مفتوحة على الحلّ، تقول أوساط سياسيّة مراقبة لـ"ليبانون ديبايت".

"الأمور ليست شخصيّة، بل كان هناك التباسات" هكذا تعلّق مصادر "المردة" على المواقف، لكنّها في الوقت نفسه، لا تربط تصحيح مسار العلاقة مع بعبدا بالعلاقة مع التّيّار الوطنيّ الحرّ التي تبعده عن هذا الجو، على الرغم من أنّ الجبهات هادئة بينهما.

حزب الله قرأ إيجابيّات صادرة عن زيارة فرنجية إلى بعبدا، وبالنسبة إليه، "انتهت القطيعة بين الرجلين" ويمكن من الآن فصاعداً فتح ورشة إعادة ترميم ما تضرّر. لكن تطبيعها مجدّداً يمرّ من خنادق عدّة ليست سهلة، أوّلها العمل على استعادة الثقة بين الطرفين. وعلم "ليبانون ديبايت"، أنّ حزب الله الذي قاد مشوار "تصفية القلوب"، سيزخّم حركته واتّصالاته على خطّ الجهتين بانياً على الإيجابيّة التي خرجت عن اللّقاء الأخير.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت"، فإنّ الإعداد الحالي يهدف إلى تأمين لقاءٍ ثنائيٍّ في قصر بعبدا. وبحسب الأوساط، بات هذا اللّقاء ممكناً استناداً إلى الأجواء الأخيرة، ولم يعد هناك من حائل لتأخير هذا اللّقاء. كذلك، عُلِمَ أنّ حِراكاً مضافاً يحصل على خطِّ المردة - التّيّار الوطنيّ الحرّ يهدف إلى طمر الفجوة بين الجانبين تمهيداً لعودة الأمور إلى عهدها السابق.

وكان رئيس تيّار المردة النائب سليمان فرنجية قد أعلن عبر صفحته الرسميّة على تويتر أنّ "قواعدنا تملك من الوعي ما يجعلها تحكم على النتائج.. وهذه هي الواقعيّة في السياسة وفي أي قطاع عملي"، مضيفاً أنّ "قواعدنا مؤمنة وغير متطرّفة والثقة بينها وبين القيادة متبادلة".. "إنّنا منفتحون على الجميع، وبهذه الروحيّة كان اللّقاء في بعبدا حيث لبّينا دعوة فخامة الرئيس وكرّرنا القول إذا تلقّينا دعوةً أخرى سنلبّيها".