"طعنة جبهة النصرة" بظهر حزب الله

Beirut

16°

Coming
Soon

المصدر: ليبانون ديبايت

الجمعة 30 حزيران 2017 - 1:30

جبهة النصرة هاجمت حزب الله أثناء انهماكه في المفاوضات

النصرة استهدفت عن قصد "سرايا الشام" المعارضة

حزب الله أقفل الباب على التفاوض مع جبهة النصرة

ليبانون ديبايت - المُحرّر الأمني

قبل أسبوع، هاجمت فلول "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) موقعاً لحزب الله يقع على أطراف بلدة فليطة من جهة الجرد القريب من عرسال (القلمون الغربي) يدعى "جوار القبر" مدنياً أو "محسن 1" عسكرياً ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بصفوف القوّة الموجودة فيه. حزب الله استطاع ردّ الهجوم الذي لم يتوقّعه أو يتوقّع متى سيكون الهجوم القادم.

الضربة المفاجئة والتي جاءت عند غروب الشمس وحلول موعد الإفطار، أتت بعد فترة هدوءٍ طويلة على هذه الجبهة، ما يُنذر بارتفاع منسوب السخونة، وما يزيدها، إرهاصات الحلّ السلميّ الذي يبدو أنّ "النصرة" تحاول عرقلته بأي سبيل، من هنا تُفهَم أسباب الهجوم الحقيقية.

قبل أيّامٍ قليلة، وفي تطوّرٍ أمنيّ غير منفصل، فجّرت عبوة ناسفة على طريق مدينة الملاهي في وادي عطا بجرود عرسال استهدفت سيارة فيها "أبو الرسم الجراجيري" وهو قيادي في "سرايا أهل الشام" ما أدّى لإصابته بجروحٍ بالغةٍ جداً، وتدمير سيارته بشكلٍ شبهِ كامل. الطريق عادةً يسلكه قياديو "السرايا" التابعة للجيش الحر، والمشكلة بغالبية أفرادها من نازحين سوريين من أهالي القصير والقلمون تحديداً.

مصادر عسكرية ميدانيّة أكدت لـ"ليبانون ديبايت" ارتباط الحادثين ببعضهما لناحية الأهداف، خاصّةً وأنّها تأتي في ظلّ عودة المفاوضات بين "السرايا" و "حزب الله" الهادفة لإخراج النازحين من بعض مخيّمات عرسال إلى زخمها السابق، والتي قدّمت على مذبحها نوايا حسنة تجلّت بإعادة ما يقارب الـ50 عائلة إلى بلدة عسال الورد قبل نحو الشهر.

وعلم "ليبانون ديبايت" أنّ القيادي المستهدف هو من الأشخاص المكلّفين التفاوض مع الجهات السورية وحزب الله وابتكار الحلّ القاضي بإخراج المدنيين وتوفير سبل وحوافز لهم في قرى القلمون تحت إشراف النظام.

وقالت المصادر، إنّ العمليتين أتتا في لحظةٍ كان يُحضّر فيها لعودة نحو 500 عائلة إلى قرى القلمون من عرسال، بعد أن وُضِعَ تاريخ بعد عيد الفطر موعداً لذلك، فأتى الهجومان ليؤخّرا العملية، ويخدمان مشروع إسقاط الحلّ السلميّ في المنطقة. وعلى الرغم من ذلك، تؤكّد المصادر أن "المفاوضات وإن تأثّرت بحكم استهداف أركان التفاوض، لكنّها ستستمر".

إلى ذلك، حلّلت مصادر متابعة لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ هجوم فليطة تحديداً، أقفل "الأبواب" أمام إمكانيّة التفاوض مع جبهة النصرة في الجرود وسحب عناصرها نحو إدلب، وفقاً لما جرى تداوله سابقاً، مضيفةً أنّ "الهجوم هو أبلغ رسالة يمكن إيصالها إلى من يدير التفاوض، وحزب الله فَهِمَ محتواها الدمويّ"، وبالتالي، "أسقط من قاموسه إمكانيّة التفاوض مجدداً".

وهذا يقود إلى إمكانية فتح الباب نحو شنِّ هجومٍ حاسم على الثغور التي يتخفّى فيها مسلحي جبهة النصرة، وهذا ما لم تستبعده مصادر "ليبانون ديبايت"، لكنّها أشارت إلى أنّ مثل هذا الحِراك "مرتبط بأمورِ التفاوض الحاصلة الآن مع سرايا الشام" ما يفهم أن إتمام التفاوض قد يستتبعه مباشرة سريعة لعمل عسكريّ من الحزب والجيش السوري.

أمّا وعن أسباب محاولة "النصرة" إسقاط التفاوض، فيعود لأسبابٍ عدّة أوّلها عدم إخراج ورقة "المخيّمات" من قائمة ضغوطها على الجبهة، وثانيها درايتها بأنّ خروج النازحين سيتبعه هجوم يؤدّي إلى فرض إخراجها بالقوّة، وهناك أيضاً خطر "داعش" الذي يطرق بابها وتخوّفها منه كونها ترابط معه في مناطق متداخلة ذات خطوط تماسٍ مفتوحةٍ وغير مضبوطة.

انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا