Beirut
16°
|
Homepage
"الهيبة".. في صبرا وشاتيلا
المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 03 تموز 2017 - 0:30

ليبانون ديبايت - المحرّر الأمني

ذاع سيط مسلسل "الهيبة" الذي عرض في رمضان المنصرم ودخل كلّ المنازل تقريباً مميطاً اللّثام عن خفايا عالم المافيات وكيف تدور فصول حلقاتها. في الحقيقة، هناك عالمٌ واقعيٌّ مشابه للذي تابعناه في المسلسل، تجري أحداثه في عددٍ لا بأس به من المناطق اللّبنانيّة. وشأنها شأن كلّ المافيات في العالم، تدور صراعات وتحصل نزاعات في تلك البؤر الأمنيّة التي تقبع عادةً خارج صلاحية أو فعاليّة الدولة وعلى ضفّة الحرمان.

ما شهده مخيّم صبرا وشاتيلا في الأيّام الماضية، هو صورة مشابهة تقريباً، من حيث الأفكار، للذي شاهدناه في "الهيبة". ففي المسلسل الدرامي، برزت أدوار الصراعات العائليّة وانحلال الرابط الدموي بين الشخصيّات - أعضاء المافيا - والتنازع على القوّة ومن قادر على النجاح بفرض السيطرة والهيمنة على البلدة، وهذا يشبه تقريباً ما دار أو يدور قبل مدّة في مخيّم صبرا.


أواخر شهر أيلول من عام 2014، وبينما كان المطلوب فوزي شحرور في طريقه نحو الجنوب، تفاجئ بدوريّةٍ تابعةٍ لمخابرات الجيش اللّبنانيّ، ففر من أمامها قبل أن تتطوّر الأمور إلى اشتباكٍ ومن ثمّ إصابته برصاصاتٍ قاتلةٍ أنهت حياته. كان الرجل الذي يسمّى في منطقة صبرا - شاتيلا - حي فرحات بـ"روبن هوود"، صاحب قبضةٍ حديديّةٍ ومن أبرز الذين ركبوا خطوط تماس بين أعضاء العصابات المتنوّعة، وأحد أبرز الذين "مسكوا الأرض"، لا بل ثمّة من يقول إنّه كان يساعد الدولة في جلب بعض المطلوبين، وخلق توازن فلسطينيّ - لبنانيّ بين المنطقتين. ذاع سيطه بقضايا فرض الخوّة على المحالّ التجاريّة والتجارة بالأسلحة وتأليف مجموعة مسلّحة، وغير ذلك، لكن خلف كلّ هذا العنف، كان يتّسم الرجل بقربه من الناس ومساعدة من يطرق بابه.. تماماً كحال "جبل" في الهيبة.

عموماً، قتل "شحرور" عام 2014 لـ"يفلت الملق" في صبرا وشاتيلا ومحيطهما اللّبنانيّ وتظهر إلى العلن عصابات حاولت استغلال الفراغ الذي تركه "الشحرور" محاولين الدخول إلى المناطق التي كان يسيطر عليها، ما ولد نزاعاً دومياً بين اثنتين، واحدة يقودها المدعو "بلال عكر" وآخر يدعى "محمد بدران" ما كان يتسبّب مِراراً باشتباكات ومعارك بينهما استمرت منذ ذلك التاريخ حتّى الأمس القريب.

يقول عليم لـ"ليبانون ديبايت"، إنّ أحد أبرز عوامل الاشتباك بين المجموعتين، كان الرغبة في استثمار فائق القوّة والاستحواذ على مناطق سيطرة "شحرور" السابقة، وتجاوز "اتّفاق تقسيم السيطرة" الذي تفاهم الجانبان عليه حول رسم حدود المناطق التي تعاظمت فيها تجارة المخدّرات حتّى بات من المستحيل إنهاء هذه الظاهرة.

يقول "العليم" إنّ أحوال المنطقة تبدّلت كثيراً منذ مقتل الشحرور الذي كان وفاقاً لكلامه "يضبط إيقاع اللّعبة"، فلم يكن يجرؤ أحد على المساس بالمناطق أو "إعادة تقسيمها" خوفاً منه، وكان المنافسون يضمرون الكره له لا بل التآمر عليه، لكن لم يكن في اليد حيلة.. فجاءت وفاته المفاجئة لتفتح الشهيّة وتفجير الصراع.

تعاظم الاشتباك والصراع على السيطرة، أدّى في نهاية المطاف لمواجهة بين قادة العصابتين، بلال عكر ومحمد بدران، وما نتج عنها مقتلهما بإطلاق نارٍ متبادل حصل بينهما يوم الثلاثاء الماضي، ليتفجّر صراع مسلّح بين أعضاء العصابتين.

حالياً وعلى ذمّة الراوي، الأمور مشدودة في المنطقتين الفقيرتين، وكلتا العصابتين تحضّر النفس لجولةٍ جديدةٍ من القتال بعد الانتهاء من تعيين "الأمير الجديد" لتدور الدائرة مجدّداً على "من ينجح بالاستحواذ على المخيّم"، مع معلوماتٍ تُرجّح بروز عصابات جديدة يمكن أن تدخل على الخطّ أيضاً.

يشبّه "العليم" حال صبرا وشاتيلا بـ"إسكوبار إنبيغادو" (في كولومبيا) وهي بلدة أشهر تاجر كوكايين في العالم "بابلو إسكوبار" (قتل عام 1993 بإطلاق النار على نفسه في الرأس قبل أن تصل الشرطة إليه)، حيث لا سلطة للدولة فيها، بل إنّ الكلمة العليا هي لمافيات المخدرات.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
"سوريا الثورة" تثير البلبلة في البترون! (صور) 9 الحزن يخيم على عائلة الحريري! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
نائب يتعرض لوعكة صحية! 10 "الرجل الطيب الودود"... الحريري ينعى زوج عمته 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
"الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 11 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 7 إشكال وجرحى في بلدة لبنانية... ما علاقة "الزوجة الثانية"؟! (فيديو) 3
"عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 12 في جونية... سوريّون يسرقون مخزناً للبزورات! 8 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر