ليبانون ديبايت - فادي عيد

في إطار اللقاءات التي ينظمها جهاز "التواصل والإعلام" في "القوات اللبنانية" بشخص رئيسه الزميل شارل جبور، عقد لقاء ظهر أمس في معراب مع الدكتور سمير جعجع وعدد من الإعلاميين، حيث كان جولة أفق سلّط خلالها الدكتور جعجع الضوء على أربعة ملفات، إلا أن ضيق الوقت لم يسمح له بالتطرّق إلى المقلف الرابع المتعلّق ب"داعش" فتركه للجلسة المقبلة.

أما الملف الأول الذ أراد جعجع خوضه فتمحور حول دور الإعلام "الذي يجب أن لا يساعد في زيادة يأس الناس من خلال تضخيم صورة أي جريمة ترتكب على رغم فظاعتها، لأن ذلك سيؤدي بالشباب اللبناني إلى الهجرة" وأضاف جعجع،"أدرك أن هناك أكثر من ملف ضاغط، وأنا لا أقول أن الأمور كلها بألف خير، ولكن ما يحصل عندنا يحصل أيضاً في غالبية الدول، وحتى المتحضّرة منها".

وتطرّق جعجع إلى جريمة قتل الطالب روي حاموش، وقال" هي جريمة أكثر من بشعة، وكان القاتل ينوي قتل صديق روي أيضاً، إلا أن القوى الأمنية تمكّنت وفي 24 ساعة من توقيف الفاعلين، وهذا أمر جيد، على الإعلام أن يعطيه الحيّز المطلوب كونه يمثّل الجانب الإيجابي والمطمئن". ولفت إلى أنه ليس هناك مصلحة بالتركيز على السلبية وتظهيرها، مشيراً إلى أنه يجب عدم الخوض بين الجريمة التي تحصل والسلاح المتفلّت وضرب هيبة الدولة يومياً.

أما الملف الثاني الذي تطرّق إليه رئيس "القوات"، فهو ضرورة عودة النازحين السوريين إلى سوريا، مذكّراً بأن "القوات" كانت، ولأسباب محض إنسانية، دعت إلى استقبال "هؤلاء الهاربين من فم الأسد، أما اليوم، آن الأوان لعودتهم إلى بلادهم، لا سيما وأن مناطق آمنة باتت جاهزة لاستقبالهم كإدلب ودمشق والرقّة" مشيراً إلى أن مساحة كل منطقة تزيد مساحتها عن مساحة لبنان بنحو عشرة أضعاف.

وشدّد جعجع على أن هذه العودة لا يجب أن تتم بالتفاوض بين الحكومتين اللبنانية والسورية، لأن هذا القرار تتّخذه فقط الحكومة اللبنانية، معتبراً أن من يطرح التفاوض بين الحكومتين يحاول تعويم النظام السوري وإعادة تأهيله. وأشار إلى الإتفاقات حول سوريا تتم على 3 مستويات، فالإتفاقات الكبرى تتم بين روسيا وأميركا، والإتفاقات المتوسطة تتم بين تركيا وإيران، فيما الإتفاقات الصغرى تتم بين "حزب الله" وجبهة "النصرة".

وكشف جعجع، أن "القوات" ستقدّم مشروعاً حول عودة النازحين السوريين إلى الحكومة لتتم معالجته بشكل هادئ، لا سيما وأن الضغوطات باتت كبيرة على القوى الأمنية التي تهتم بأربعة ملايين لبناني، ونصف مليون فلسطيني، ومليون ونصف سوري، الأمر الذي أنهك هذه القوى الأمنية التي لم تعد تحتمل، هذا إضافة إلى الأعباء الإقتصادية التي يتحملها لبنان جراء النازحين، مشيراً إلى أن 15% من زحمة السير عائدة إلى وجود النازحين.

أما الملف الثالث، فكان ملف الفساد الذي استهلّه الدكتور جعجع بالحديث عن الكهرباء، حيث وزّع على الإعلاميين مقارنة بين مضمون قرار الحكومة حول إحالة الملف المتعلّق باستقدام معامل توليد الطاقة الكهربائية إلى إدارة المناقصات لفضّ العروض المالية، وإعداد تقرير كامل عن استدراج العروض وإحالته إلى الوزير لإعداد تقرير مفصّل ورفعه إلى مجلس الوزراء بأسرع وقت ممكن، وبين مضمون قرار التحويل الذي جاء مغايراً، بحيث اقتصر إعداد التقرير على "استدراج العروض المالية" فقط، وليس الجوانب الأخرى التي تتضمّن كيفية التلزيم ودفتر الشروط، وصولاً إلى فضّ العروض. وأشار جعجع إلى أن تغيير كلمة واحدة في القرار تؤدي إلى تغيير كل المعنى.

ولفت رئيس "القوات"، إلى أن مواجهة سياسة الفساد تكون ب"الإنتخابات المقبلة، بحيث يستطيع المواطن التغيير، لأن اللعبة في يده وحده، والإنتخابات فسحة أمل للمستقبل على المواطن معرفة استعمالها". وفي حين دعا جعجع إلى عدم تحميل الفساد ل"حزب الله" فقط، أشار إلى أن "هذا الفساد موجود عند الجميع، ولا نستطيع أن نواجه الحزب إذا لم نخلق وزارات نظيفة وشفافة ونواب وكوادر نظيفة أيضاً، والقوات تعمل على هذه الخلفية، وهي لذلك تقدّم النموذج الذي تحرج فيه القوى الأخرى، والتي قد تكون قوى حليفة".