"ليبانون ديبايت" - فادي عيد:

أعجوبة منتظرة ستتحقّق بعد فترة وجيزة، وستعيد القديس شربل مخلوف إلى جبال لبنان، الخبر ليس بمفاجئ، لأن قديس كفيفان حاضر دوماً لحماية لبنان وحماية شعبه.
نعم أعجوبة، لكنها فنية هذه المرّة، يجري العمل عليها في شركة بيروت الدولية التي يرأسها مؤسّس جمعية المخترعين اللبنانيين، مخترع "الجزيرة العائمة" الدكتور عبدالله ضو، والذي تطوّع لتنفيذ هذا العمل الضخم بكلفة المواد واليد العاملة.

عشرات العمال يعملون بجدّ وبدقة بالغة داخل تمثال القديس شربل، الذي بات في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، والذي يزيد بحجمه عن حجم أكبر تمثال في العالم ب21 مرة، وهو بطول 23،3 متر، بحيث سيكون أكبر تمثال في العالم من ال"فيبر غلاس"، كون أكبر تمثال موجود حالياً هو تمثال القديس جان بول 2 الذي يبلغ طوله 13 متراً في موطنه الأصلي في بولندا.

ويقول منفّذ المشروع الدكتور عبدالله ضو، أن هذا التمثال سيكون بطول بناء من تسع طوابق، وسيوضع على قمة جبل من جبال لبنان، حيث تصل سرعة الرياح إلى 165 كيلومتراً في الساعة، والثلج يتراكم إلى حدود ألثمانية أمتار، وتكتل الجليد على أطرافه يشكّل عوامل خطيرة على التمثال الذي يتطلّب مهارات كثيرة في عملية تنفيذه.
ويشير الدكتور ضو، إلى ثلاث ميّزات بارزة في هذا العمل الضخم، الأولى من حيث القيمة الفنية بحيث تمكّن النحّات العبقري نايف علوان، الذي كان قد نحت في لبنان تمثال القديسة ريتا من الصخر اللبناني بارتفاع ستة أمتار ووزن 24 طناً ثم تم نقله من لبنان إلى باحة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث قام البابا فرانسيس بمباركته، ليكون أول تمثال غير إيطالي ينصب في الفاتيكان. وقد أنجز النحّات العبقري نايف علوان نحت التمثال من مادة الباطون في ظروف غير مؤاتية، وتمكّن من إظهار الملامح الشخصية للقديس شربل، في ظل غياب وجود مشغل فني حقيقي، ولا معدّات لرفع التمثال، وفي ظروف معاكسة لإنجاز هذا العمل الفني الضخم.
أما الميّزة الثانية فتمحورت حول القدرة على التصنيع والتصميم، كون التمثال هو الأكبر الذي يجري تصنيعه من مادة "فيبر غلاس" يجري وضعه في ظروف طبيعية تتجاوز المقاييس المعتمدة لتصميم المباني في المدن والقرى المأهولة عبر العالم.

والميّزة الثالثة تمثّلت في البعد الوطني الذي تحقّق من خلال إنجاز هذا العمل من قبل القيّم عليه الدكتور ضو الدرزي الوطني والمتعالي عن أي طائفية أو مذهبية، وفريق عمله المكوّن من دروز الجبل وسنّة طرابلس وعرسال ومسيحيي كسروان ومختلف الطوائف والمناطق اللبنانية، جميعهم عملوا على تنفيذ التمثال بإتقان يفوق المستويات العالمية.

أما عن عمليات الصيانة المفترض إتمامها على التمثال كل فترة، يكشف الدكتور ضو، أن هذا التمثال المصنوع من ال"فيبر غلاس" و"الريزين" المخصّص للإنشاءات المماثلة، ليس بحاجة إلا إلى عمليات صيانة خفيفة كالتنظيف، على الرغم من الظروف المناخية القاسية في موقع التمثال، يؤكد أن العمر الإفتراضي للمواد التي صنع منها التمثال هو 400 سنة.
القديس شربل في أعالي قمم جبل لبنان، على أمل أن تشمل قداسته كل اللبنانيين في كل المناطق اللبنانية، فالوطن بأكمله بحاجة لأعجوبة والقديس شربل هو الأعجوبة.