Beirut
16°
|
Homepage
كيف سحق حزب الله "فصيل أوسامة"؟
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 21 آب 2017 - 0:52

حزب الله اختار تكتيكاً خاصاً بـ"داعش"

استخدم للمرة الاولى صاروخ "المهدي 2"

بعد تقدم الجيش والحزب حصل انشطار في فصيل اوسامة التابع لداعش

الفصيل كان يستلم مهام قاطع الزمراني - مرطبية

المسلحون الذين سلموا انفسهم لحزب الله هم آخر من تبقى منه


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

ليل الخميس - الجمعة، كادت المنازل المُحاذية للجرود التي يحتلّها داعش أن تتحرّك من شدّةِ الاهتزاز الناتجِ عن الضربات المدفعيّة والصاروخيّة التي أحكم رُمَاتها من جيشٍ لبنانيّ وسوريّ وحزب الله قذفها نحو التلال الشاهقة التي تعلوها مواقع عسكريّة. كان حزب الله في تلك الليلة في أشدّ طوقِه للنزال، كونه لا زال منتشٍ من نصرٍ اوّل حقّقه في عرسال، بينما بلغ الجيش المستويات القصوى من الحماس بعد ان تفرّغ من تمهيده الناري.

في الصّباح لم يكن الوضع مختلفاً عن الظلام. شدّ في ضرباته المُحكمة نحو قاطع الزمراني، توازياً كان الجيش اللّبنانيّ يدكُّ من رأس بعلبك الأجزاء الشماليّة الشرقية من الجبهة. متانة القصف ودقّته رُسِمَت من فوهةِ صاروخ "المهدي 2" الذي استخدمه حزب الله للمرّةِ الأولى في الميدان ما أزاح الستار عن نوعٍ جديدٍ من التكتيك كان الحزب قد خبأهُ لـ"داعش" على الجبهة السوريّة، ليبدأ ممارسة لعبة "كيّ الحديد" باستخدام أقصى درجات الحرارة بدءاً من آذان الصُّبح من فجرِ ذلك اليوم.


ارتفاع حرارة المعركة في ساعاتِها الأولى على قدرٍ لم يكن التنظيم يتوقّعه، أجبر مقاتليه المُنتشرين على محورِ الزمراني الواقع إلى الجنوب الشرقيّ من الجبهة على التقهقرِ والتمزّق والتراجع مشتّتين نحو الخلف بعد أن تحوّلت المواقع العسكريّة إلى كُتَلِ لهب، ما سنحَ لعناصرِ المُشاة النخبويين التابعين لـ"تدخّل حزب الله" للتقدّم صوب تِلال الحشيشات وتلّة "أبو خديج" مسقطين اياها وممهدين لسقوط ومجموعة مُرتفعات أخرى.

غابت شمس نهار الجمعة لتُشرِقَ يوم السبت على أمرين أساسيين: الأوّل؛ إعلان الجيش اللّبنانيّ انطلاق عملياته تحت اسم "فجر الجرود"، بعد أن حقّق تمهيداً ناريّاً وميدانيّاً سمح بإنجاز وتأمين إنجاز التقدّمات اللّاحقة، والثّاني؛ انشطارٌ عاموديّ حصل في القاطع السادس التابع لداعش والمُسمّى "فصيل أوسامة" صاحب الإمرة على جبهةٍ تمتدُّ من الزمراني ومرطبية حتّى شمال جرود عرسال (الفاكهة) بعد سيل النيران التي تلقاها.

وبحسب مصادر عسكريّة، فإنّ الانشطار حصل على مستويين: الأوّل؛ خَرقُ الجيش اللّبنانيّ لعُمقِ منطقةِ عمل "فصيل أوسامة" واستحواذِه على مُرتفعَين أساسيّين هُمَا ضهور الخنزير ومرتفع خزعل، والثاني؛ نجاح حزب الله في بلوغِ قمّةِ الحشيشات على الجانب السوريّ، والتي كانت تُصنّف على أنّها خطّ دفاعٍ وتفريغٍ لوجستيّ أساسيّ يدعمُ ميسرة مجموعات التنظيم ومواقعها الأماميّة.

وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ الهجوم الذي تعرّض له الجيش في محيطِ التلّتين آنِفَتي الذكر، حصل من قِبلِ مُسلّحين قَدِمُوا من هذا القاطع مُستخدمين درّاجاتٍ ناريّة.

تكشف معلومات عسكريّة حصلَ عليها "ليبانون ديبايت"، أنّ المنطقة التي خاضت فيها المُقاومة كما الجيش اللّبنانيّ النِزَال التمهيديّ يومي الجمعة والسبت على مِحورين مختلفين من حيث الرسم الحدوديّ "سوريا - لبنان" يعتبران في الأساس قاطعاً واحداً لداعش كان يخضعُ لإمرة "فصيلِ أوسامة"، وهو واحد من خمسةِ فصائل تتألف منها القوّة العسكريّة لـ"داعش"، قُسِّمَت عليها نقاط السيطرة على اساس كل فصيل يحوز على قاطع ولكل قاطع اميران عسكري وشرعي، وذلك على طول خطِّ "الإمارة" التي تمتدّ على أراضٍ في الجرود اللّبنانيّة والسوريّة.

وتُشيرُ المعلومات إلى أنّ تِلالَ الحشيشات كانت تُعتَبرُ خطّ الإمداد اللّوجستيّ لهذا الفصيل، كما أنّ معبر الزمراني كان بمثابة خطّ الربط مع القسم اللّبنانيّ، ويُستفَادُ منه بما له علاقة بالإمداد وربط الجبهات والتنقّل.

وعلى وَقعِ الضربات والتقدّمات، وصل مستوى ثبات داعش إلى الحضيض، ما دفعهم إلى الانكفاء يميناً ويساراً، فاختار بعضهم التراجع إلى الخلف والانضمام إلى قواطع أخرى لتعزيزِ خطّ الدفاع، وقسم آخر غير الذي قُتِل، اختار التوجّه نحو الأعلى، فيما اختار قسم ثالث يتألّف من نحو 50 شخصاً الخروج من الجبهة كلّيّاً نحو مِنطقة عمل حزب الله والجيش السوري.

كيف حصل الاستسلام؟
تقول المصادر العسكريّة إنّ هؤلاء بعد أن انقطعت بِهم السّبل، وجدوا في تلك اللّحظة الملاذ الأخير للخروج من مناطق داعش، فأرسلوا نحو نقطة تابع لحزب الله مُقاتلاً مُستسلماً يستقلّ درّاجةً ناريّةً، وعند وصوله رافعاً علامة الاستسلام أخبر عناصر الحاجز بالرسالة التي يحملها، ومن ثمّ جرى التنسيق مع أفراد المجموعة، فحدّد وقت التسليم هو السّاعة الثامنة من صباحِ السبت ونقطة الاستسلام مع وجوب الحضور دون أيّ أسلحة؛ فجائوا مصطحبين معهم أفراداً من عائلاتهم.

وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ المُستسلمين كانوا أفراداً من العديد العسكريّ لـ"فصيل أوسامة" وهم كل ما تبقى منه في المنطقة بعد ان لاذ الاخرون بالفرار.

رسالة بالغة الدّقّة
ولعل اللّافت في الاستسلام، أنّه حصل بعد ساعاتٍ على بدء المعركة التي استخدم فيها حزب الله "القصف المُفرط" صوب مناطق داعش، وهو حقّق النظرة التي اعتمدها الحزب من أنّ الضربة الأولى لها اليد الطولى في تحقيق أساسيّات المعركة التي ربطها حزب الله باستعادة الزمراني والحشيشات كخطوةٍ أولى.

أمّا النقطة الثانية التي تُعدّ لافتةً في عمليّة الاستسلام، هي اعترافُ أحد مُقاتليّ داعش الصريح بقوله "خلصنا" وذلك ردّاً على سؤالِ عنصر "الإعلام الحربيّ" له، وهي نقطةٌ التفت إليها المعنيون والتي فُسِّرَت على أنّها "انتهاء دور فصيل أوسامة بعد أن تشتّت قِواه" والذي اختار الانسحاب من قاطعهِ تحت قوّة النار وإنهائه للمعركة على هذا النحو.

أمّا الأمر البالغ الدقّة، هو نجاح حزب الله بإنهاء فصيلٍ قبض على منطقةٍ أساسيّة في غضونِ ساعاتٍ قليلةٍ، إذ إنّ عمليّة الاستسلام حصلت بعد أقلّ من 24 ساعة على بداية المعركة، علماً أنّ المُتطلّبات اللّوجستيّة والعسكريّة كانت متوافرة لدى عناصر الفصيل، وهذا ما كشفتهُ المغاور والمواقع التي كانوا يثبتون عليها.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
التيار والسعودية 9 خرجوا عن الطاعة.. أم كبش محرقة جديد؟ 5 مخالفة دينية في قرية بقاعية! 1
"أيام صعبة وقاسية بانتظار لبنان"... العريضي: الآتي أعظم والله يستر! 10 جثة "مقطّعة" في هذه المنطقة! 6 مستجدات جريمة العزونية ...ما علاقة الزوجة السابقة؟ 2
يُرجّح أنه لبناني... معلومات عن طاعن الكاهن العراقي بأستراليا (فيديو) 11 الإستماع إلى نانسي عجرم بإشارة القاضي عقيقي! 7 بعد إتصال تلقتّه ابنة شقيقته... ما مستجدات جريمة العزونية؟! 3
لقاء الصدفة 12 "الجبل" يشهد على جريمة جديدة: مُخطّط محكم و"بصمة" سورية… التفاصيل الكاملة! 8 جريمة قتل في العزونية بتوقيع سوري... والأمور قد تخرج عن السيطرة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر