Beirut
16°
|
Homepage
من المسؤول؟
المحرر الأمني | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 28 آب 2017 - 0:30

"ليبانون ديبايت" - المُحرِّر الأمنيّ

بغصتينِ، دمعتينِ ووردة، استقبل ذوي العسكريين المخطوفين أبنائهم العائدون من الأَسر لكن بنعوشٍ بدلاً من الزيّ المُرقّط بعد أن غدوا شهداء على مذبحِ الظّلمِ. قُتِلُوا مرّتين بأيادٍ ظالمةٍ، مرّةً يومَ تُرِكُوا وشأنهم كنتيجةٍ لعدمِ إعطاء الجيش الغطاء السّياسيّ، وأخرى على يدِ إرهابيّين سودٍ لا يفقهونَ منَ الدينِ شيئاً.

ليس الآن وقت النّقاش وفتحِ ملفّ المسؤوليّةِ عن التفريط بحياةِ هؤلاء، فغداً سيُرفَعُ الحُزنُ وتنجلي الحواجز التي وقفت حائلاً أمام الحديث، ويفتحُ بابُ تسميةِ الأمورِ بمسمّياتِها، ولن يجد من كان مسؤولاً في ذلك التاريخِ مَهرباً للفِرار، وسنرى كيف يكون ردّه في حالِ سأل من العائلات المفجوعة وسنرَى إذا ما كان ولاة الأمر جاهزين للذّهاب بعيداً، ومُساءَلة كلّ من تواطئ على ظهرِ الجيش.


المُؤسّسة العسكريّة ليست مسؤولةً عمّا آلت إليهِ أمور البعضِ ورِهاناتِهم أو مصالِحهم الخاصّة؛ بل هي مفجوعةٌ وشهيدةٌ ولا تختلف عن الأهالي بشيءٍ؛ بل تتقاسمُ معهم طعنةَ السّياسيّين في الظّهر، بعد أن نُغِّص عليها انتصارها.

كانت تدري بمصيرِ هؤلاء قبل مدّةٍ من الزّمن، لكنّها كانت تُمنِّي النّفسَ أن تكونَ اعترافات من أُوقِفَ لديها خاطئة. آمنت حتّى اليوم الأخير بحياةِ هؤلاء، وكانت تسعى إلى إعادتِهم، لكن دونَ أن تجدَ سِوى الكلام المعسول. ما كشفهُ المديرُ العام للأمن العام اللّواء عبّاس إبراهيم يُعدّ خَطيراً وصكّ إدانةٍ للطبقةِ السّياسيّة التي مارست المكائِدَ طِوال أعوام، ولم تجد من يُحاسِبها، وترك الأمن يزيل وينظّف من خلفِهِ أصحاب البدلات.

عُموماً بِتنا في يومٍ آخر. اليوم هوَ يوم حزنٍ وانتصارٍ في آنٍ معاً. حُزنٌ على ما وصلَ بِنَا الحال، وانتصارٌ على دحرِ من اجتاح جرودنا ذات يوم. وبينما يَقِفُ سائلٌ ليسألَ، من سيتحمّل المسؤوليّة؟

في الميدان
وصلت "داعش" في الأيّامِ الأخيرةِ من المعركةِ إلى حاجزِ اللاعودة، فلم تَعُد تنفعُ لا الطّبخات الانتحاريّة ولا جرعات الدّعم، فضيفُ الهامش حتّم على المجموعة المُتبقّية من المُسلّحين أن تجنح نحو السِّلم، وتختار المِعراجَ إلى إحدى مناطق دير الزّور عوضاً عن الجلوسِ في بُقعةٍ لا تتعدّى مِساحتها الـ20 كيلومتراً مربّعاً.

وكانت معلومات عسكريّة دقيقة قد أشارت إلى أنّ ما تبقّى من مُسلّحين في الجرودِ ككلّ، باتوا مُتواجدين ضمن مساحة 62 كلم2، (27 كلم2 من الأراضي اللّبنانيّة و35 كلم2 في الدّاخلِ السّوريّ) في دائرةٍ تتركّز بشكلٍ رئيسٍ بين وادي مِيرا وقرية مرطبية والحليمة الشّمالية لقارة أو ما يُصطلح تسميته بـ"حليمات قارة" ووادي الشاحوط تشمل كهفاً كبيراً يضمّ غرفة عملياتٍ ومخازن أسلحة. ولاحقاً تمكّن حزب الله من الوصول إلى مسافة 1 كيلومتر من أوّل نقطة سيطرة لـ"داعش" في حليمات قارة.

وبحسب جردة الميدان، فوصول حزب الله إلى هذهِ المسافة حتّمَ على المُسلّحين تفعيل خطوطِ المُفاوضات عبر وسيطٍ "مجهول الهويّ’"، والتي كانت تجري تفاصيلها داخل الأراضي السّوريّة، والتي سَبِقَ للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله أن أعلن عنها قبل أيّام.

ووُضِعَت لهذه المفاوضات خُطوط حمر يُجرَى على أساسِها التّباحث. ففي البندِ الأوّل وُضِعَ الكشف عن مصيرِ العسكريّين اللّبنانيّين المُختطفين كمنطلقٍ لبحثِ باقي البنودِ التي تشتملُ على إعلانِ داعش عن مصيرِ مقاتلين من حزب الله وقائد ميدانيّ إيرانيّ جرى اعتقالهم في محيطِ تدمر في الباديةِ السّورية.

وتوازياً مع التفاوض التي بقيت السّاحة اللّبنانيّة بمنأى عنه، كانت المُقاومة تعملُ على تتبّع وترصّد آخر مِنطقةِ سيطرةٍ للمسلّحين مُضاف إليها إجراء عمليّة استطلاعٍ أخيرٍ لها بُغيةَ الحصولِ على كمٍّ من المعلومات قد تُستخدَم في جولةِ القِتالِ الرّابعة التي يبدو أنّها كانت بمثابة إشعارِ ضغطٍ لفرضِ الأوراق أكثر من كونها عمليّةً فعليّة.

وبعد أن حقّق الجيشان اللّبنانّي والسّوري مع حزب الله غاياتِهم من الوصولِ إلى أفضل نقطةِ تموضعٍ وحصر المُسلّحينَ في نطاقٍ ضيّقٍ، حقّقوا بالتالي أهداف العمليّة، وبات الجزء الأخير كنوعٍ من فرضِ الشّروط معوماً بوابلٍ ناريّ، ما فتح البابَ أمام فرض المطالب على المُسلّحين وإجبارِهم على تطبيقها.

وبدا لافتاً أنّ وقف إطلاق النار الأخير الذي حصل في الجرودِ اللّبنانيّة كان مُتزامناً مع آخرِ فرض على الجبهةِ السّوريّة، وهو أمرٌ تكرّر خلالَ إعلان انتهاء المرحلةِ الثالثة والإعداد لبدايةِ المرحلة الرّابعة والأخيرة، ما يدلّ على تكاملِ الخياراتِ بين العسكر.

وتوازياً مع هدوء الجبهة، لكن بال بعض المسلّحين الذين يفضّلونَ الخروج من الجبهة على أن يتحوّلوا انتحاريين لم يهدأ. وكما أعلنَ الأمين العام لحزب الله من أن بعضهم آثرَ الاستسلام لحزب الله، لكن المقاومة لم تعلن عن ذلك "من منطلقاتٍ احتراميّة"، علم "ليبانون ديبايت" أنّ أحد قادة "داعش" الميدانيّين في قاطع مرطبية المدعو "أبو يزيد "قام بتسليم نفسه للمقاومة إلى جانب بض أفرادٍ من كتيبته المؤلّفة من نحو 50 عنصراً.

وعلى عكس التّوقّعات، ظهر تنظيم "داعش" في المنطقة الجرديّة على عكس ما رُوِّجَ له، ضعيفاً هزيلاً ويفتقد إلى الإمكانيّات وفي أضعف صورةٍ مُمكنة برزت من خلالِ إقدامِهم على إخلاء مواقِعهم بسرعة والتراجع إلى الخلف واعتماد أسلوب الفِرار السّريع من دون أخذِ عناء الدفاع عن النقاط، فضلاً عن استسلام مجموعةٍ منهم وظهورِ تبايناتٍ داخل صُفوفِهم عبّر عنها من خلالِ التّفرّد بالاستسلام.

وتعودُ بعض أسبابِ هذا الضّعف إلى العوامل العسكريّة التي سَبِقَت المعركة وعلى رأسها الحصار الطّويل للمِنطقة التي كانت خاضعة لداعش فضلاً عن الرميات النارية الكثيفة التي مهّد عبرها كلّ من الجيشين اللّبنانيّ والسّوريّ وحزب الله لأيّامٍ عبر الجبهة، وهو ما أوقع داعش بهذا السيناريو.

ويلفت مراقبون إلى أنّه على الجبهة اللّبنانيّة، لم يُسجّل حصول أّيّ اشتباكٍ أو التحامٍ مُباشرٍ بين الدواعش والجيش، ما يُعطي صورةً عن "نمر الروق" الذي تكوّن مِنه هذا التّنظيم.

واستطاع الجيش في خمسةِ أيّام من عمرِ المعركةِ أن يُحقّقَ أهدافاً كبيرةً أهمّها السّيطرة على مُختلفِ التِلالِ والوديانِ التي كانَ يحتلّها تنظيمُ داعش، وعَمِلَ على ربطِها ببعضهِا البعض وفتح خطوط عسكريّة والشّروع في تنظيفِها من مُخلّفات التنظيم، وهذا يعكسُ راحةً للجيشِ في مكان.

أسلوبُ الجيش الفذّ لم يكن بعيداً عن تعليقاتِ البِعثاتِ الدّبلوماسيّة في بيروت، التي لا تُخفي مصادر "ليبانون ديبايت" أنّها أبدت إعجاباً بما حقّقه الجش خلال سيرِ المعركة التي واكبتها منذ لحظةِ بدايتها إلى المكان الذي وصلت إليه مُبدياً ارتياحاً إلى ما تحقّقَ، والذي يُفترض أن يُعمَّم إلى ما بعد الجرود وصولاً للاستمرار في اجتثاث الخلايا الإرهابيّة في الداخل.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
مذكرةٌ من ميقاتي بشأن عطل رسمية... اليكم التفاصيل 9 "الحالة كانت خطيرة جداً"... الحريري يتعافى 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
في ذكرى اعتقال جعجع ... نائب سابق يكشف عن حقائق كبرى! 10 سقطة غير مبرّرة لنائب التغيير... من أنتَ؟ 6 الأب إيلي خنيصر يُحذّر من الشهر "المزاجي"... أسبوعان مجنونان بانتظاركم! 2
بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 11 بيان "هام" من هيئة ادارة السير ! 7 حفل يتحوّل إلى مأساة... ابن بيروت جثّة هامدة! 3
تعميم أوصاف جثّة رجل مجهول الهوية... هل من يَعرف عنه شيئًا؟ 12 لاعادة النازحين وكشف خبايا جريمة سليمان... تعاون بين الدولة اللبنانية والسورية! 8 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر