Beirut
16°
|
Homepage
الحريري يقودُ مخرجاً لـ"أبو طاقية"
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 05 أيلول 2017 - 0:00

الفيديوهات شكّلت أدلّة دامغة على دورِ أبو طاقية في دعمِ الإرهابيّين

استثمر في مسألة إخراج النّصرة لكي يجري تسوية ملفّه

المسرّبون اختاروا التوقيت الصحيح لفرملةِ تسوية ملفّه


"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

شاءَ القدرُ أن يُكشَف الدّور الخفيّ الّذي كان يلعبهُ الشّيخ مصطفى الحجيري "أبو طاقية" في مسألةِ التّنسيقِ مع تنظيمِ جبهةِ النّصرة الإرهابيّ الذي احتلَّ جزءاً يسيرَاً من الأراضي اللّبنانيّة. قِيلَ الكثيرُ عن الرّجل وأدوارِهِ المُعلومِ منها وغير المعلوم، لكنّ تِلكَ الاتّهامات بَقِيَت اتّهاماتٌ غير مَقرونةٍ بوقائعَ دامغة تُثبتُ رواية التّورّط بفعلٍ جُرميٍّ حتّى أتى وقت الإثبات بشريطيّ فيديو يكشفانِ الكثير عن شكلِ العلاقةِ التي جمعتهُ بأميرِ جبهةِ النّصرة في قاطعِ القلمونِ الغربيّ وعرسال -سابقاً- أبو مالك التّلي.

لم يكن "أبو طاقية" بظهورِهِ في أشرطةِ الفيديو الّتي صوّرتها "النّصرة" مُختلفاً من حيث المفاهيمِ عن التّلي، لا بل فاقَهُ -كما تُبرِزُ المقاطع- عِداءً واضحاً للجيشِ اللّبنانيّ على الرّغم من ترويجِهِ المُتكرّر لروايةِ "حماية العسكريّين واستضافتِهِم في منزلِهِ" قبل أن تسوقَهُم "جبهة النّصرة" إلى داخلِ الجرود. لفّ الرّجل نفسهُ بعباءةِ الطّاعة، وما ساعدَ في تصديقِ تلكَ الرّواية هو عدمُ وجودِ الدّليلِ الكافي الذي يدحضُ المَزاعِمَ ويخدمُ كشفَ حقيقة تورّطهِ بالمكيدةِ الّتي دُبِّرَت للجيشِ وقِوى الأمن الدّاخليّ.


كان "أبو طاقية" خلال تلك الفيديوهات يعمل على مستوى الوِسَاطَةِ بين المُسلّحين والدّولة اللّبنانيّة، بينما نشط بعد الإعلام على تصويرِهِ بمثابةِ "الحريص على الجيشِ والدّافعِ نحو إخراج الإرهابيّين" وهو ما أثبتَ عكسه في المشاهد.

"غرق أبو طاقية" إذاً بعد أن أتاهُ الشّريط بوقتٍ حسّاسٍ كان يَحزم فيه حقائب عودتِهِ "الشّرعيّة" إلى عرسال من بوّابةِ إبرام صفقةِ "تحصيلِ تعبٍ" مع الدّولة اللّبنانيّة، بعد أن أنجزَ ما عليه ضمنَ صفقةِ انتقال عناصر جبهة النّصرة من عرسال إلى إدلب وتسليفِهِ الدّولة خدماتٍ في التّفاوض! فانتظر التّعويض عليه بثمنِ تنظيفِ سجلّه من أيّة مُلاحقات. وفي لحظةٍ كان يُحاولُ إظهارَ الجانب الإيجابيّ من شخصيّتهِ، أتتهُ الصّفعة مِمَن وَثِقَ بِهم، فسرّبت المشاهد إلى قناةٍ تكفّلت بفضحِهِ، فصفّقَ الشّيخ الرّاح على الراحِ حُزناً.

وتأسيساً على ما تقدّم، باتَ واضحاً للعيانِ أنّه "أبو طاقية" لا يفرق بشيءٍ عن المُحتلّين السّابقين، وسوّيت بروايةِ "وقوفِهِ إلى جانبِ الدّولة" بالأرض. لكن وعلى الرّغم من كلّ الوضوحِ في المواقف والخلفيّات، ثمّةَ من لا زال يُراهنُ على انتشالِ "الشّيخ" من الحُفرةِ انسجاماً مع أدوارٍ سياسيّةٍ وخدمةً لمصالح انتخابيّة ربّما!

أمّا وإن سُرِّبَ الفيديو في هذا التّوقيت بالذات ففتحَ باب التّساؤل عن الجهةِ المُستفيدةِ - المُتضرِّرةِ من تبيّض صفحة "أبو طاقية" وقدّم إشارةً عن "طبخةٍ" كان يجري إعدادها خلف الكواليس، فسعى من يرفضها إلى استخدامِ "سلاحِ تدميرٍ شاملٍ" فرملَ كلّ المُحاولات، وحوّل مشروع تبرِئَةِ "أبو طاقية إلى سراب!

يقودُنا الفيديو إلى التّاريخ الذي سَبِقَ عمليّة الإخلاء، إذ تقول مراجع سياسيّة معنيّة لـ"ليبانون ديبايت"، إنّ أبو طاقية باعَ الدّولة دوراً في ملفّ إخلاءِ النّصرة مُقابل ترييحهِ من ثقلِ الدّعاوى القضائيّة، فركنتِ الفِكرة إلى جِهةٍ أمنيّةٍ فاعلةٍ وعدت بتحقِيقها بطلبٍ من سياسيٍّ نافذٍ أصرَّ على أنّ لـ"الشّيخ مصطفى" دوراً إيجابيّاً بـ"إدخالِ الدّولة في الصّفقة"، وعليه تلقّى عهداً بحلِّ ملفّهِ الأمنيّ عند انتهاءِ مسألة عرسال، وكان هذا العهد بالنسبةِ إلى من كشفَ أمرَ الفيديو، إيذاناً باغتيالِ أبو طاقية معنويّاً.

وكبادرة ضمانةٍ، تقول المراجع السّياسيّة المعنيّة إنّ الرئيس سعد الحريري وضعَ على عاتِقِهِ ملفّ تسويةِ وضعِ "أبو طاقية" إذ كلّف من يلزم البحث عن مَخارجَ قانونيّةٍ لحلِّ الملفّ.

ويعودُ ذلكَ إلى أنّ نظرتَهُ استندت على ربطِ قضيّة "الشّيخ" بعرسال، وبالتالي وجب إنهاء هذه القضيّة بحكمِ انتهاءِ مسألة عرسال، وهو ما لم تهضمه الجّهات الأمنيّة التي ترى "أبو طاقية" مُتورطاً بمسائل لها علاقة بالإرهابِ والخطف والتّحريضِ على خطفِ عسكريّين والتّسبّب بمقتلِ آخرين والتّحريض على الجيش، فردّت على مُحاولات إخراجِهِ بخطوةٍ ميدانيّةٍ قضت بتوقيفِ نجلِهِ "عبيدة الحجيري" في سيّارتِه تطبيقاً لمُذكراتٍ أمنيّةٍ صادرةٍ بحقّهِ، وكأنها تُريد عبر هذه الخطوة ايصال رسالة إلى من يهمّه الامر، بأنها ماضية في تنفيذ التدابير القضائية وغير خاضعة لشروط الظرف السياسي واجندته المصلحيّة، لا بل ابدت استعداداً لمواجهته.

إلّا أنّه -والحديث للمصادر- لم يَبرح المُكلّفين مكانهم وما زالوا مستمرّين في البحثِ عن سًبلٍ لمعالجةِ القضيّة وتأمين خروجٍ هادئٍ لـ"أبو طاقية" من الملفّ.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
المهندس "أبو علي" ضحيّة جديدة للإعتداءات الإسرائيلية! 9 "إجتياح من نوع آخر" لمدينة لبنانية! 5 الضاحية الجنوبية تغلي عسكريًا: تفاصيل ليلة سقوط "السفّاح"! 1
الشامي يكشف عن موعد حصول لبنان على دعم مالي! 10 هذا ما يحصل متنياً 6 يخضع منذ الصباح للتحقيق... والتهمة صادمة! 2
بعد فصل طالبة لبنانية من جامعة أميركية... دعوةٌ من إعلامي لبناني! (فيديو) 11 بعد إصابته بجروح خطرة جراء طلق ناري... نقل كينجي جيراك إلى المستشفى! 7 بالتفاصيل… شعبة المعلومات تفك لغر فرار داني الرشيد 3
أسعارٌ جديدة للمحروقات! 12 "الثمن مُكلف جدًا"... لافتة تُثير الإستغراب في الغبيري! 8 صدمةٌ بين الأهالي... بلدة لبنانية تستفيق على مأساة! (صورة) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر