Beirut
16°
|
Homepage
طريق السّلاح الرّوسيّ تُفتح إلى بيروت
المحرر الأمني | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 07 أيلول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - المُحرِّر الأمنيّ

تَعزِّز روسيا دورها كلاعبٍ أساسٍ في المِنطقةِ عبرَ انفتاحها على ما هو أبعد من سوريا؛ من خلالِ تقديمِ نفسها شريكاً اقتصاديّاً وسياسيّاً للدولِ التي تُسمّى عُرفاً "دول طوق" لا بل عسكريّاً أيضاً لتدخلَ بذلكَ حلبة الصّراع مع الولاياتِ المُتّحدة الأميركيّة التي تُعدّ "ماسكةً" لهذا الشّقّ بقوةِ وجودِهَا العسكريّ والأمنيّ، وتُثيرُ ريبة "إسرائيل" التي تَعتَبِرُ نفسها "صاحب الأمر" في هذا القاطع.

بلغَ الاهتمامُ الروسيّ بلبنان مستوىً رفيعاً منذ فترةٍ لا بأس بها، إذ انفتحت موسكو ليس فقط على الحكومة، بل على الوسط السّياسيّ المحليّ من خِلالِ نسجها علاقات مع أحزاب محلّيّة حاكتها مُمثّليتها في بيروت بدقّة مُتناهية، ولعلّ أبرزها حزب الله الذي زارَ موسكو قبل فترةٍ قريبةٍ.


ومن الجدير الاعتراف بأنّ الدّبلوماسيّة الروسيّة في بيروت عرفت كيف تمر من بين الأضّاد اللّبنانيّة دون أيّة خسائر تُذكر، كذلك لا بدّ من الإشارة إلى دورها وانفتاحها على كافّة المُؤسّسات الرّسميّة مع الإشارة إلى أنّ انفتاحها وصل حدود نسج العلاقات مع البلديّات اللّبنانيّة من خلال دعم جمعيّات وتقديم أدوار أخرى تُعنى بالتّنمية بُغية مُساعدتها في العديد من المجالات الثّقافيّة.

تَعاظم وفق مراقبين هذا الانفتاح حتّى بلغَ النّواحي العسكريّة، إذ باتَ لبنان يُشكّل في السّنواتِ الأخيرة ضيفاً عزيزاً ودائماً مرحباً به في المُؤتمراتِ الرّوسيّة ذات العلاقة بالسّلاح والتّسلّح، حتّى إنّ المسؤولين اللّبنانيّين الزائرين لموسكو باتوا يستشعرونَ الحرارة الرّوسيّة في استقبالهم، لكنّ أبرز نقطةٍ جرى التوقّف عندها باهتمامٍ بالغٍ مُؤخراً هي زيارة وزير الدّفاع يعقوب الصّراف الّتي أحيطت بكمٍّ كبيرٍ من الأهمّيّة حتّى الدّرجات القصوى، إذ دُعِيَ للمشاركة وللمرّة الأولى بفعاليّاتِ مُنتدى "آراميا 2017" وهو مهرجانٌ خاصٌّ بالجيشِ الرّوسيّ، وذلك على هامشِ مُشاركته في مُؤتمر الدّفاع الذي انعقد في موسكو خلال الربيع الماضي.

وقد شاركَ الصّراف بحفلِ افتتاح المُنتدى مُستمِعاً إلى كلمةِ وزيرِ الدّفاع الرّوسيّ سيرغي شويغو قبل أن يُشاهِدَ مُناوراتٍ ضخمةٍ لقوّاتٍ بريّةٍ وجويّة في حقل "كوبينكا" في إحدى ضواحي موسكو، ثمّ يستعرضُ موجودات أكبر مصانع الأسلحة الرّوسيّة ذات الجودة والتي وضعتها وزارة الدّفاع الحمراء أمام المُشاركين بكلّ تفاصيِلِها وأُرِيدَ عبرها استعراض البضاعة الرّوسيّة والقدرات التّسليحيّة العالية والتّقنيّة والمُتطوّرة الجاهزة للبيع.

الانفتاح الرّوسيّ على لبنان، قُرِأَ من قِبَلِ خُبراءٍ على أنّه "ترويج روسيّ للقدراتِ التّسليحيّة" أمام الزّائر اللّبنانيّ، وينمُّ عن نيّةٍ موجودةٍ لإيجاد شراكةٍ عسكريّةٍ كان قد سبقَ طرحها من قِبَلِ أحدِ النوّابِ من أصحابِ العلاقات الوطيدة مع الإدارة الروسيّة. ويقول هؤلاء إنّ النائب المذكور كان قد نُقِلَ عنه خلال إحدى الجلسات أنّه اجتمع مع نائبِ وزيرِ الخارجيّة الرّوسيّة ميخائيل بوغدانوف مُطلِعاً إيّاه على ما خصّ المُساعدات العسكريّة إلى لبنان، إذ لم يُبدِ الأخير أي انزعاجٍ بل بادر للترحيب بهذه الخُطوة واعداً ببلورةِ خُطواتِها التي ربطها الخُبراء بمشاركةِ وزيرِ الدّفاع اللّبنانيّ شخصيّاً بنشاطٍ عسكريٍّ روسيٍّ "عالي القِيمة".

وتقودُ هذهِ المُشاركة، بحسب الخبراء، إلى تعزيز التّعاون العسكريّ، مما يقودُ إلى عقدِ صفقاتٍ جديدةٍ بين البلدين، لتُسرّب أن "الصّراف كان مُتحمّساً لهذا الأمر، وهو لاقى استحساناً روسيّاً أزالَ الفكرة التي كانت سائدةً في السّاحة الحمراء من أنّ لبنان ماطلَ في تنفيذِ العقودِ السّابقة ممّا أدّى إلى إلغائها، وإنّ روسيا لن تُعيدَ الكرّةَ مرّةً أخرى!".

أمّا تشجّع الوزير اللّبنانيّ فتعود أسبابه إلى وضعيّته السّياسيّة القريبة من السّياسة الرّوسيّة في المِنطقة، فضلاً عن العلاقات التي نسجها فريقه السّياسيّ مع مُوسكو، والتي تَصلح لأن تكون مَمرّاً سليماً له يُجرَى استثمارها لصالح الجيش.

لكنّ إدارة الملفّ العسكريّ مع روسيا بحاجةٍ إلى ممراتٍ وأطرٍ بالغة الوعورة، وعدَ الوزيرُ الزّائر بتأمينِها لتكونَ مقدمةً لبحثِ أيّة صفقاتٍ جديدةٍ يبدو أنّها آتية في الأشهر القليلة القادمة كون الورشة في بيروت فُعّلت بهذا الاتّجاه، وهناك أجواءٌ لدى المُؤسّسة العسكريّة تُوحي بذلك، لكن ما يُنغّصها النّفوذ الأميركيّ المُستشري في المُؤسّسات اللّبنانيّة والتي قد يقطع السّبيل على الإمدادات الرّوسيّة بحكمِ أنّ واشنطن تُصنّفُ الجيش اللّبنانيّ على أنّه "جيش حليف لها وفي محورها!"

هذه الإشارة التي سَمِعَها الصّراف في موسكو، بَالِغَةِ الدّقّة في هذا الوقت، إذ إنّ الجانب الأميركيّ، كما يقول الخبراء، لن يسمحَ بتزويدِ الجيش اللّبنانيّ بما يحتاجه خارج مُوافقتِهِ، وإنّ روسيا بطبيعةِ الحال لن تتجاوزَ الموقفَ الأميركيّ بِحُكمِ التّوازناتِ الدّوليّة القائمة إلّا إذا كانت المُبادرة من لبنان الذي عليه في حالِ أرادَ المُساعدات الرّوسيّة، أن يضربَ قدمهُ في الأرض ويقولُ جِهاراً إنّه ذاهب إلى موسكو لأخذ ما يُريده.

عُموماً تبقى هذه الاعتبارات بعيدةً عن الورشةِ الحاليّة التي سَخّرَ جهودِها كل أصدقاء موسكو في لبنان واضعين نصبَ أعينهم تعبيد طريق التّسليح الرّوسيّة، التي وفق رأيهم "باتت سالكةً لكنّها تحتاجُ إلى بعضِ الأمورِ التّقنيّة التي يجب أن تُنجِزها الدّولة".

وحتى ذلك الحين، يُتَوقّع أن يبحث الرئيس سعد الحريري في زيارته إلى موسكو هذا الملفّ الّذي ومن الطّبيعي أن يطرحَ في بلدٍ يُعتبر من كُبريَات الدّولة المُصنِّعة والمُصدِّرة للسلاح. غير أنّ الانفتاح بين لبنان وروسيا لن يتوقّف فقط عند حدّ زيارة الرّئيس الحريري إليها، بل يُسرّب الخبراء لـ"ليبانون ديبايت" عن إمكانيّةٍ لزيارةِ وزير الخارجيّة الرّوسيّ، سيرغي لافروف، بيروت في الفترة القريبة، وذلك ضمن جولةٍ خليجيّةٍ - عربيّةٍ من المُتوقّع أن يقومَ بها.

ويُردّد أنّ النّائب المُشار إليه أعلاه، كان له دور في تحريكِ المياه الرّوسيّة - السّياسيّة نحو بيروت عبر توفيرِ سُبُلِ نجاحِ زيارة لافروف المُتوقّعة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 9 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 5 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 6 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 2
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 11 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 7 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 3
"بسبب شائعة"... حرق منازل واعتداء على أقباط في مصر 12 "إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 8 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر