Beirut
16°
|
Homepage
لهذه الأسباب الدور السعودي مطلوب في لبنان
احمد الأيوبي | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 06 أيلول 2017 - 17:33

ليبانون ديبايت - أحمد الأيوبي، أمين عام التحالف المدني الإسلامي

قالها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان بصراحة لا لَبْسَ فيها: "‏ما يفعله حزب الشيطان من جرائم لا إنسانية في أمّتنا سوف تنعكس اثارة على لبنان حتما، ويجب على اللبنانيين الاختيار معه او ضده. دماء العرب غالية".

‏ومن مؤسسات الدولة اللبنانية إختار السبهان الإشادة بـ"جهود الجيش اللبناني ومحافظته على أمن وإستقرار وطنه تثبت أنه لا يحمي الدول الا مؤسساتهاالشرعية . الوطنية وليست الطائفية هي من يبني الدول".


ــ الملاحظ في التغريدتين الآتي:

ـ إعلان واضح بضرورة إتخاذ الأفرقاء السياسيين موقفاً واضحاً من عدوان "حزب الله" على الدول العربية ، ومنها الخليجية ، وتحديداً بعد كشف خلية العبدلي في الكويت.

ــ التركيز على الجيش كمؤسسة ضامنة للإستقرار بعد أن تمكنت قيادته من التمايز عن "حزب الله" في معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من تنظيم داعش الإرهابي ، يقابله تجاهل للرئاسات في لبنان ، وخاصة رئاسيتي الجمهورية والحكومة ، بعد موقف الرئيس عون في مصر الذي رأى فيه أن الجيش ضعيف وأنه يحتاج إلى مساعدة "حزب الله" ، والرئيس سعد الحريري الذي غطى من فرنسا صفقة الجرود بين داعش والحزب.

ــ النقطة الثالثة في موقف السبهان هي تركيزه على رفض الممارسات الطائفية والمذهبية وتبيان أثرها الهدام على الأوطان.


تداعيات موقف السبهان

جاءت تغريدات الوزير السبهان بعد زيارة قام إلى لبنان ، إلقى خلالها رئيس الحكومة سعد الحريري وعدداً من القيادات اللبنانية وغادر دون أن يلتقي رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري.

كانت لقاءات السفير السبهان مع القيادات اللبنانية التي إلتقاها تركز على حرص المملكة على عدم خضوع لبنان للهيمنة الإيرانية وعلى التوازن وعدم السماح بإستخدام السلاح لضرب الحضور اللبناني الرافض لسيطرة "حزب الله" ، وأن هذه الثوابت هي التي تحكم السياسة السعودية تجاه لبنان ، رغم عدم اعتباره ساحة ساخنة نظراً للأولوية التي يفرضها ملفا سوريا واليمن.


إشكالية التطبيع مع النظام السوري

رفض التطبيع مع نظام بشار الأسد من ركائز السياسة السعودية ، خاصة أنه يأتي إستباقاً لتسوية ستأتي بتوازنات لجميع الدول المعنية بالملف السوري ، وليس كما يحاول الأسد والإيرانيون و"حزب الله" أن يروّجوا بأنهم إنتصروا وأنهم أعادوا إمتلاك الزمام في سوريا.

التسوية إذاً في مخاضها الكبير ، ودخول لبنان في عملية التطبيع مع نظام الأسد في هذه اللحظة هو إعطاء ورقة هامة مجانية للنظام ولإيران وحزبها في لبنان ، لذلك ، ليس من المنطقي الخضوع لـ"حزب الله" والإنخراط في التطبيع في هذه اللحظة السياسية التي يسعى الجميع فيها إلى تحقيق مكتسبات توسّع مساحات سيطرتهم ونفوذهم في الساحة السورية.

والتطبيع المنطقي والممكن ، هو مع النظام الناشئ عن التسوية الجارية ، حتى وإن بدت في حينها غير منصفة بشكل كامل ، لكنها بالتأكيد ستكون أفضل من الدخول الآن تحت ضغط وإبتزاز وإذلال "حزب الله".

وفي هذا النطاق الحسّاس يسود القلق من أن يكون الرئيس الحريري قد قرّر الإستجابة لضغط "حزب الله" ، خاصة أن زيارة الوزيرين حسين الحاج حسن وغازي زعيتر لدمشق مرت في أجواء تحدٍ وإستفزاز للحكومة ورئيسها ، من دون صدور أي ردة فعل جدية بإستثناء القول بأن الزيارة غير رسمية.

وزاد الطين بِلّةً تغطية الحريري لرواية أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله للضفقة مع تنظيم داعش الإرهابي ، فضلاً عن الكثير مما يجري في الوزارات والمرافق الحكومية من تسليم بسيطرة وهيمنة "حزب الله" مما يغيّر هوية الدولة ومؤسساتها.


أبعاد الموقف السعودي

أعطى موقف السفير السبهان إنطباعاً بعودة الإهتمام السعودي المباشر بلبنان وبسقف عالٍ مطلوب لتحقيق شيء من التوازن المختل منذ إنفراط عقد قوى 14 آذار ، لأنه دون سقفٍ إقليمي يكون من شبه المستحيل إدارة صراع مع قوة إقليمية (إيرانية) تمتلك آلاف الصواريخ وتمتلك جيشاً موازياً للجيش اللبناني.

لكن يبقى السؤال: هل الموقف السعودي له ما بعده عملياً ، أم أنه إشارة تهديد لإيران أن تقف عند حدود معينة حتى لا تضطر السعودية إلى التدخل الفعلي؟


ضرورات الحضور السعودي

إن الدور السعودي أكثر من ضروري للببنان للأسباب الآتية:

ــ أن السعودية هي الراعي العربي الكبير لإتفاق الطائف ، والضامن لإستمراريته في ظل المتغيرات الهائلة التي تعصف بالعالم العربي ، بما هو إتفاق أنهى الحرب ، وبما هو وسيلة للحفاظ على التنوّع والحريات والإستقرار في لبنان.

ــ أن السعودية أبقت على نظرتها بدعم الدولة والجيش ، رغم الإنتكاسات التي حصلت وأدت إلى وقف هبة المملكة للجيش.

ــ أن حلفاء السعودية في لبنان رغم ما أصابهم من ضعف ، إلا أنهم لا يزال يشكلون قوة إعتراض وممانعة فاعلة بإمكانها إستعادة حيويتها في إطار تكامل الرؤية الوطنية والإقليمية بين المملكة والحلفاء.

ــ أن الواقع السنـّي بحاجة ماسة لإعادة بناء على المستوى الإقتصادي والإجتماعي والتربوي ، والنظر إلى المؤسسات العريقة التي أصابها الضرر الشديد بسبب غياب الرعاية لها ، مما جعل الساحة السنية نهباً لكلّ أشكال الإستغلال والتطرف والإقصاء.

ــ ان هناك أهمية وضرورة للإنفتاح على المعارضة الشيعية لـ"حزب الله" وعدم تكرار أخطاء تيار المستقبل بتهميشها وإقصائها لصالح إسترضاء مبطن أو معلن للحزب، خاصة أن هذه المعارضة أثبتت أستمراريتها رغم غياب الدعم لها.


جسور البناء والتواصل

لا شكّ أن السعودية عانت من سوء إدارة بعض حلفائها للملفات المحلية والإقليمية ، وإنعكس ذلك خسائر متراكمة أدت إلى تراجع دور هؤلاء الحلفاء ، وإلى ضعف في الموقف العام ، وربما هي الآن تنفتح على كل القيادات السنية وتتعامل مع الجميع ، لأن حصرية التمثيل السنّي جلبت نتائج سلبية على مدى السنوات الماضية.

اليوم ، نحتاج من المملكة العربية السعودية إلى جملة خطوات هامة ، أبرزها:

ــ إطلاق آلية دعم تنموية فاعلة عبر إنشاء "وكالة التنمية السعودية" ، التي تعمل كمؤسسة محترفة تتعاطى الشأن التنموي المباشر ، مثل وكالات التنمية الأميركية والفرنسية والأوروبية، وتضع قواعد ومعايير علمية دقيقة تحول دون وقوع ثغرات إدارية أو حصول عمليات فساد وهدر.

ــ إن لبنان سيبقى ساحة مواجهة للنفوذ الإيراني أياً كان شكل التسوية في سوريا ، ومن الأهمية بمكان إعادة بناء إستراتيجية سياسية تسهم في إعادة إحياء المشروع السيادي بصيغة أكثر واقعية وأشدّ تماسكاً وفاعلية.


واجب المجتمع المدني السني

إن من واجب المجتمع المدني السني أن يتحرّك لتقديم رؤية تدمج بين الموقف السياسي السيادي والرافض لهيمنة السلاح وحزبه ، والإستجابة للحاجات التنموية ، والقدرة على مواجهة الفكر المتطرف ودعم الإعتدال في المجتمع المسلم ، ضمن مشروع سياسي متكامل يغتنم فرصة التغيير المتوقعة في الإنتخابات النيابية المقبلة ، ليفرز نـُخـَباً قيادية جديدة تستجيب لكل هذه التحديات ، وتمدّ يـدَ التعاون للملكة العربية السعودية ، في سعيها للحفاظ على العروبة والإسلام الصحيح ، وفي تصديها للمشروع الإيراني وأدواته التخريبية في لبنان والمنطقة.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
لتخفيف استعمال الدفع النقدي... بيان من مصرف لبنان 9 "عبوهن بالباصات وكبوهن بسوريا": سياسي يدعو الى التحرك سريعاً… ونسب مقلقة في السجون اللبنانية! 5 بو صعب خارج "التيّار" رسميًا! 1
بالفيديو: لحظة فرار منفّذي جريمة العزونية! 10 "الموس وصل عالرقبة"... على الحكومة التحرّك فورًا! 6 كلاب بوليسية وانتشار أمني... ماذا يجري في الضاحية؟ 2
بعد أسبوع... لماذا كشفت إسرائيل إصابة مواقع حساسة بالهجوم الإيراني؟ 11 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 7 "رح نحمي بيوتنا" و"الله أكبر سوريا"... غضبٌ عارمٌ وثورة سورية قريباً في البترون! 3
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 12 بيان "هام" من الشؤون العقارية 8 إنتشار عسكري "غربي" في لبنان وحشود إيرانية وروسية وصلت.. عماد رزق: بيروت ستقصف وحرب التحرير بدأت! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر