Beirut
16°
|
Homepage
إلغاء احتفال الجيش: انتصار لحزب الله أم مأزق في الحشد الشعبي؟
فيفيان الخولي | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 13 أيلول 2017 - 14:37

"ليبانون ديبايت"- فيفيان الخولي

تساؤلات عدة تطرح اليوم عن ماهية الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إلغاء الاحتفال "الوطني"، في ساحة الشهداء، تكريماً للجيش اللبناني بانتصاره في معركة "فجر الجرود" في رأس بعلبك والقاع.

وللوقوف عند هذه النقطة لا بد من العودة أولاً إلى بداية المشهد الذي تلا الانتصار، إذ خرج الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مهنئاً، ومحدداً يوم النصر، ليستدرك في حديثه أن الأمر يعود في نهاية المطاف للدولة بتحديد هذا الموعد، داعياً إلى الاحتفال في بعلبك، وشاكراً رئيس النظام السوري على الإحراج الذي سبّبه له بالرضوخ للمفاوضة التي قضت بخروج "داعش" إلى الأراضي السورية... بسلام.


بعدها، طالب وزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحرّ، أنصاره، المشاركة في هذا الاحتفال، داعياً إلى احتفال "وطني" لاحقاً. ولإبعاده عن طابعه الحزبي، وجّه كل من وزيري السياحة والدفاع، منذ أيام، دعوة لكل اللبنانيين للمشاركة في الاحتفال، مع التذكير أن الوزيرين ينتميان إلى التيار ذاته.

كان لنصرالله إطلالات عدة، في ذلك الوقت، باعتبار أن الحزب خاض بدوره معركة ضد جبهة النصرة في جرود عرسال، وشارك، وفقاً للأمين العام، في معركة "فجر الجرود"، من الجانب السوري لدحر "داعش".

إذاً، بدا الجيش، منذ البداية، أنه لم ينتصر، وإنْ فعل، فليس وحده، بل بمشاركة عناصر الحزب، وبالتنسيق مع الجيش السوري، بحسب الأمين العام.

في الأمس، صدر بيان يلغي الاحتفال في ساحة الشهداء، الذي دعي إليه كل اللبنانيين من دون استثناء "لأسباب لوجستية بحتة"، في الوقت الذي أقام فيه الحزب احتفاله الذي طغت عليه رسائل إقليمية بعيدة عن الانتماء الوطني.

في ظل هذه الوقائع، يجري الحديث حول دور الحزب في إلغاء الاحتفال الوطني، كي لا يُسجَّل لفريق 14 آذار انتصار من خلال مطالبته بالدولة القوية، وهو ما أثبته الجيش. كما يرى البعض أنه تزامن مع ذكرى اغتيال رئيس الجمهورية بشير الجميل، ما دفع الحزب لمنعه، في حين يتردد في المجالس الخاصة أن المنتصر ضمنياً هو حزب الله.

في هذا السياق، يستغرب رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور إلغاء الاحتفال الذي صدرت الدعوة للمشاركة فيه من قبل الحكومة اللبنانية، لافتاً إلى أنه "مع الاحترام لوزيري الدفاع والسياحة، لإعطاء قيمة الانتصار الذي تحقق، كان يجب صدور دعوة واضحة بتحديد اليوم والساعة، وتأليف لجنة وزارية متابعة على المستوى العام".

أما على المستوى السياسي، فالأعذار التي وضعت لتبرير التأجيل غير مقنعة، علماً أن المدعوين هم الشعب اللبناني، "وعلمنا أن الجهة التي دعت إلى الاحتفال كانت تجهز لإصدار بيان يمنع رفع أعلام غير تلك الخاصة بالجيش اللبناني للاحتفال تحت عنوان وانتصار واحد". لم يجد جبور حتى مبرراً أن ما حصل لدواع أمنية، باعتبار أن هذا الأمر يمكن التحسب له قبل الدعوة، متمنياً أن يكون تأجيلاً وليس إلغاء، لأن الأخير يعني أن الجيش ممنوع من الاحتفال بانتصاراته، وأنه يحق لحزب الله الاحتفال بانتصاراته الفئوية.

ويشير إلى أن الحزب يرفض أن يكون هناك مقارنة بين احتفالين، الأول فئوي، مع رفع أعلام صفراء وكلام لا علاقة له بالمصلحة اللبنانية والدولة والجيش، بل يحمل طابعاً إقليمياً، يتضمن عبارات لحسابات حزب الله الإيرانية، ولا يريد أن يرى احتفالاً بانتصار ذي طابع وطني. ويضيف، أنه "تجنباً لمقارنة من هذا النوع، ألغي الاحتفال. الحزب لا يريد تكريس انتصار 14 أيلول ذكرى استشهاد شخصية ارتبط اسمها بالدولة والجمهورية القوية ألا هو بشير الجميّل، والتي أثبت وجودها الجيش اليوم".

لكنه في المقابل، يشكك بدور الحزب في الإلغاء، مشيراً إلى أن "فكرة الاحتفال طبعاً عُرضت على الحزب فلماذا لم يرفضها منذ البداية؟ لماذا سيضع نفسه في وجه المؤسسة العسكرية؟ كان بإمكانه إرسال وفد يمثله تحت شعار المعادلة الخشبية جيش شعب مقاومة". ويرفض اعتبار حزب الله المُسيطر على البلد، "هناك توازن فعلي في لبنان، ولا يمكن للحزب جرّ الحكومة إلى المكان الذي يريده، في الوقت الذي كان فعلاً باستطاعته فعل ذلك من خلال التطبيع مع سوريا، لكن هناك جزءً من الحكومة يرفض الأمر". لكنه يرى أن حزب الله يمنع استعادة الدولة هيبتها، ويمنع انتصارات الجيش، "الحزب لا يريد أن تستعيد الدولة أدوارها السيادية لأن ذلك ينفي وجوده الذي يريد أن يقول من خلاله إن الدولة عاجزة للاستمرار في وظيفته خارج الدستور والقوانين المرعية.

في المقابل، يرد الصحافي والكاتب السياسي علي حجازي على الاتهامات الموجهة ضد حزب الله بتعطيل الاحتفال قائلاً، إنها "سخيفة". ويعيد الأسباب، أولاً، إلى الإشكال حول ماهية الأطراف والأحزاب التي يمكنها الحشد في الساحة، وعن إمكانية ضبط الجمهور، مشيداً بحشد الحزب "أينما كان وبالعدد الذي يريده، والقدرة على التنظيم اللوجستي".

أما السبب الثاني يعود إلى مواقف الرؤساء الثلاثة المتباينة حول هذا الأمر، ما يعني أن الكلمات التي كانت ستُلقى قد تحصد ردود فعل شعبية غير متوقعة. وفي النقطة الثالثة يشير إلى ضيق الوقت الذي يقف عائقاً أمام حشد عدد يليق بهذا النصر، موضحاً أن الحزب ليس لديه مشكلة بالأمر، وهو من أول المشاركين فيه، لأنه جزء من هذا الانتصار، ولو طلبوا منه تنظيم الاحتفال لفعل ذلك".

ويدحض حجازي الكلام عن تزامن المهرجان مع ذكرى الرئيس الجميل، لافتاً إلى اعتراض حزب الكتائب على التوقيت، باعتبار أن هذا اليوم ليس للاحتفال، مؤيداً موقفهم.

في ظل تباين المواقف وتراشق الاتهامات، أصحاب الدعوة مطالبون، من قبل جميع الأطراف، بتوضيح حقيقة الإلغاء، وضرورة إجراء الاحتفال، مع التشديد على أنه إلغاء وليس تأجيلاً، إنْ من خلال عبارة "تأجيله إلى أمد غير محدد"، أو عبر إزالة الحواجز وكل التحضيرات التي تمت.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر