Beirut
16°
|
Homepage
"السفارة" واخواتها وفضيحة الاتصالات
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الاثنين 18 أيلول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

أن تستغشم "سائر المواطنين" شيءٌ وأن تنذرهم خوفاً عليهم شيءٌ آخر.

تنطبق فعلة "الاستغشام" في مطلعِ المقطع أعلاه على السفارةِ الأميركيّة وأخواتها اللّواتي امتهنّ في الأيّامِ الماضية سياسة الترهيبِ وتسليط سيف التنفيذِ على رِقاب اللّبنانيّين، أمّا في الثانية فيُطبّق الحرص على خطوةِ مديريّة المخابرات في الجيشِ اللّبنانيّ التي فرّغت محتوى رسالة "السفارات" عارضةً الحقيقة أمام الرأي العامّ كما هي.


"السطو الدبلوماسيّ" على "مهنة الأمنِ" كان وَقِحَاً لدرجة التجرّؤ على رسمِ "خارطةِ تهديداتٍ" وتقسيم أدوار الإعلان والإعلام عنها؛ فبينما أخذت السفارة الأميركيّة على عاتِقِها وسم "كازينو لبنان" كمنطقةٍ مهدّداً، تسلّم الفرنسيّون مهمّة تحديد مواقيت ومواعيد الهجمات! أمّا الكنديون فكانوا أكثر دقّةً في تحديدِ "هامش الخطر".

ولم ينقص السفارة إلّا الإفصاح عن نوعِ السيّارات التي ستستخدم وساعة حصول الاعتداء بالضبط. ولولا "العيب والحياء" لكانوا أعلنوا عن ماركة "صبابيط" الإرهابيّين وعطرهم!

كلّ ذلك حصل بتجاهلٍ تامٍّ للسيادةِ اللّبنانيّة وكأنّنا نعيش في مزرعةٍ لا دولة ولا أجهزة فيها، إذ "يتسكّع" الدبلوماسيّون في رحابِها مُطلقين التحذيرات يمناً ويساراً ضاربينَ عرض الحائط كلّ مشتقاتِ السيادة، ثمّ ليخرجوا ببياناتهم على الإعلام محذّرين، لتهبّ عاصفة لم تنتهِ فصولها بعد.

الغريبُ أنّ السفارة الأميركيّة التي بادرت بإطلاق التحذيرات، بنت معلوماتها وفق ما تقول مصادر "ليبانون ديبايت" على مقاطعتها اتّصالات بالأقمارِ الاصطناعيّة بين قيادة التنظيم في الرقة ومجموعتين على الأقل داخل لبنان!

وعلى قدر أهمّية الحدث، لكن المُتابعينَ جنحوا صوبَ "كشفِ بختِ" التهديداتِ دون أن يطلقوا سؤالاً جوهريّاً أساسيّاً لا بد منه، "من أعطى الحقّ للأميركيّين بالدخول إلى فضاءِ الاتّصالات اللّبنانيّة ومراقبته" ويقود هذا السؤال إلى اعتراض مصيبتَين خَطِرَتَين:

الأولى تؤكّد وبالدليل أنّ السماء اللّبنانيّة باتت عرضاً لدخولٍ أميركيٍّ غير شرعيّ، يمثّل اعتداءً على خصوصيّة اللّبنانيّين وسيادتهم على أرضهم وتدخّلاً سافراً في حقوقِهِم وشؤونِهم، ويكشف عن فضيحةٍ "من الوزنِ الثقل" وعلى الدولة بأجهزتِها إكرامنا بتفسيرٍ منطقيّ.

أمّا الثانية فتعدّ أجهزة المخابرات الأميركيّة قطع معلومات الاتّصالات التي رصدت عن نظرتها اللّبنانيّة والذّهاب نحو إعلانٍ عن وجود تهديداتٍ من خلال رسائل البريد الإلكترونيّ والرسائل القصيرة، وهو ما كان محلّ "استغرابٍ" من مصادر أمنيّة نفت عِلمها بوجودِ مخطّطٍ ما أو إبلاغِها فحو مُخطّط ما يُعدّ له.

وبعد إثبات أنّ واشنطن تُقامر وحلفائها في لبنان من أجل إرضاءِ أطراف أو تحقيق غاياتٍ سياسيّة بالأمن، خرجت مديريّة المخابرات في الجيشِ اللّبنانيّ لتعلن عن توقيفِ خليّةٍ إرهابيّة في مخيّمِ عين الحلوة مؤلّفة من 19 شخصاً يقودها مصريّ وكانت تُخطّط لهجماتٍ إرهابيّة.

وعَلِمَ "ليبانون ديبايت" أنّ المجموعة المذكورة غالبيّة أعضائها من الوافدين الجدد إلى لبنان من المناطق التي خَسِرَها التنظيم في سوريا والعراق ما يدلّ على نوايا الجماعة الإرهابيّة نقل نشاطها إلى الساحة اللّبنانيّة.

والمُفارقة هنا، أنّ هذه المجموعة جرى ضبطها قبل مدّة دون أن تُعلن مديريّة المُخابرات عن ذلك إفساحاً في المجال أمام التحقيقات. ويُعتقد أنّ التهديد الذي "قامرت به" السفارات مرتبطٌ بمخططاتِ تلك المجموعة "المقبوض عليها". ويبقى السؤال، لماذا اختيار موعد إعلان التحذير من المُخطّط بعد أن أوقفت المجموعة وليس قبل ذلك؟

وبينم هذا الاعتراض عن مُصيبتين توازيانِ في أمر كشفِهِمَا عن فضيحةٍ لا تقلّ خطورةً عن ما نُسِبَ للإرهابيّين من خُططٍ ويميط اللّثامَ عن انكشافٍ خطيرٍ لفضاءِ الاتّصالات اللّبنانيّ الذي باتَ مسرحاً مكشوفاً لأجهزةٍ رمتِ المعلومات على طاولةِ المُخابرات الأميركيّة التي بدأت الإجراءات العملانيّة دون عناءِ التنسيقِ مع شركائها في بيروت!
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 3
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 12 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 8 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر