رسائل ملغومة للحريري!

Beirut

16°

Coming
Soon

المحرر السياسي

المصدر: ليبانون ديبايت

الخميس 21 أيلول 2017 - 0:00

تشهد الاجتمعات الدوريّة لتنسيقيات تيّار المُستقبل استفسارات متكرّرة عن مواقف الحريري

أربعة أحداثٍ جديدةٍ تصبّ في تأكيدِ تشرذمِ العلاقة بين الحريري وقاعدته الشعبيّة

تأخّر الحريري عن الحفل لفترة 35 دقيقة ما أثار امتعاض الحاضرين

"ليبانون ديبايت" - المُحرِّر السياسي

مناسبة تلو أخرى تُؤكّد المُؤكّد، بأنّ العلاقة بين رئيس الحكومة ورئيس تيّار المستقبل سعد الحريري وقاعدته الشعبيّة ليست على ما يُرام.

فأربعة أحداثٍ جديدةٍ تصبّ في تأكيدِ تشرذُم هذه العلاقة.

لُوحِظ خلال الحفل التكريمي لمؤسّس جريدة "اللّواء" وعميدها الراحل عبد الغني سلام، يوم الجمعة الماضي، في قاعةِ الرئيس الشهيد رفيق الحريري في جامعِ محمّد الأمين في ساحةِ الشهداء وسط بيروت، برعايةِ الرئيس الحريري أنّ الأخير تأخّر عن حضورِ الحفل زهاء الـ35 دقيقة ما تسبّب بـ"قفقفة" لدى من حضر من شخصيّات الصفّ الأوّل من وزراء، نوّاب وفعاليّات بيروتيّة وتساؤلات تحومُ حولَ كيفيّة تأخّر الراعي!

وبحسب البروتوكول الرسميّ المعمولِ به في كثيرٍ من الحالات، فراعي الحفل يجب أن يكون أوّل الحاضرين وآخر من يعتلي المِنبَر.

علماً أنّ الحريري لم يكتفِ بالتأخّر عن الحفل وحسب، بل اعتلى المِنبَر بعد تلاوةِ آياتٍ من الذكرِ الحكيم، وتكلّم لدقائق معدودة، قبل أن يعتذرَ من الحاضرين ومنظّمي الحفل ويغادر متذرّعاً بارتباطه بمواعيد أخرى، علماً أنّ تنسيق رعايته للحفل حصل قبل مدّة، وكان يستطيع استدراك أيّ موعد، ما زادَ من تعقيدات الأمور وعرّضه لسهام الاستهداف.

لكنّ الحريري وعلى قدرِ الخسائرِ التي راكمها خلالَ التكريم لكنّ النجاح الذي يُسجّل له أنّه لم يستمع إلى كلمة الوزير السابق خالد قباني الذي كان في الكثير من الكلام بالغ التأثير، إذ تناولَ في سطورٍ "طويلة عريضة" سيطرة الزعماء على الطوائفِ واستباحتهم لها مُتّهِماً إيّاهم باحتكارِ قرار الناس والتحدّث باسمهم دون وجه حقّ. وكان لقباني خطاباً عالي النبرة تجاه الطبقة السياسيّة كاملةً. وأكثر ما تردّد على مسامع الحاضرين أنّ هذا الخطاب يحمل في طيّاته رسائل موجّهة للحريري.

وكانت وسائل إعلامٍ قد تداولت قبل أشهر أنباء عن مُشاركة قباني بعشاءٍ لأحد أعضاء اتّحاد الجمعيات البيروتيّة أو لمّ شرف الحريري وبحضوره في الشبانية، إذ توجّه فيه قباني بانتقاداتٍ حادّة للحريري، ما استدعى تدخّل أحد المدعوين طالباً من قباني التوقّف عن توجيه الانتقادات للحريري، ما أدّى لحصول مُشادّة كلاميّة بين الطرفين وتأكيد قباني على كلامه، لكنّه ألحقه لاحقاً ببيانٍ ينفي فيه وقائعَ تلك الحادثة، لكن ما يؤكّدها اليوم ما أسهل بالحديث عنه على المِنبر!

ومن الوقائع التي تُشيرُ إلى ارتفاع مستوى النقمة على رئيس التيّار الأزرق، حديث عضو المكتب السياسيّ في تيّار المستقبل والنائب السابق مصطفى علوش في إحدى مقابلاتِه الأخيرة في معرض ردّه على التعليقات التي تُشيرُ لإمكانيّة حصول لقاءٍ بين الرئيس الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، إذ "نبّه الحريري من أنّ لقاءه بأمينِ عام حزب الله (السيّد) حسن نصر الله، في حالِ حصوله، حالياً سيؤذيه وسيُضعفه أمام ما تبقّى من جمهوره، كما أنّه لن يُغيّر شيئاً في المعادلة".

وحاول علوش الذي يُوصف أنّه أحد صقور "التيّار الأزرق" توصيل رسالة للحريري فيها الكثير من عبارات التحذيرِ من أنّ خطواته الحاليّة وقراراته غير المدروسة لها أن توسّعَ الفجوة بينه وبين جمهوره، وتزيد من النقمة عليه.

ولكلام "علّوش" انعكاس على الواقع "الأزرق" الذي يشوبه الكثير من الأحاديثِ والاستفساراتِ حول أدوار الحريري الجديدة ومواقفه، وهي الرسائل التي تتقاطع مع معلوماتِ "ليبانون ديبايت" أنّ تنسيقيّات تيّار المُستقبل في بيروت تعجّ باستفساراتِ أعضائها حول مواقف الحريري، مع اتّفاقِهم على وصفها بالضبابيّة، والتي لا تُشبه أبداً الخطاب الذي بنى تيّار المُستقبل سياساته وتحرّكاته عليه.

ودائما ما تشهد الاجتماعات الدوريّة للتنسيقيّات استفسارات مُتكرّرة دون أن يُوضَّح لهم كلّ ما يحصل، بينما ينحصر جواب المعنيّين بالمطالبة بالتهدئة وسحب منسوب التوتّر تحت زريعة الحِفاظ على مصالح التيّار والرئيس الحريري.

إذاً، باتت واضحةً طبيعة العلاقة بين الحريري وجمهوره، فهل يُصلّح الحريري ما أفسدته مواقفهُ الأخيرة التي لم تتوافق مع مِزاج قاعدته الشعبيّة، قبل موعد الانتخابات النيابيّة، أم أنّ تأرجح العلاقة سينعكسُ سقطات مدوّية للتيّار الأزرق في المعركة الانتخابيّة المُقبلة.

تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا