Beirut
16°
|
Homepage
الحريري أمام خيار التصعيد!
المحرر السياسي | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 26 أيلول 2017 - 0:00

مرحلةٌ مُقبلة تفصلنا عن بلورة العلاقات اللّبنانيّة السوريّة، لن يُصعّد الحريري تجاهها

فللمرّة الأولى من بعد إبرام التسوية الرئاسيّة تهتزّ العلاقة بين الرئيسين وفريقيهما

تُرجّح أوساط سياسيّة غلبة العقلانية على خيار الحريري إزاء المطبّات الجديدة


"ليبانون ديبايت" - المُحرِّر السياسي

هل تصمد العلاقة بين أقطاب التسوية الرئيسيّة، التي جاءت بالعماد عون رئيساً للجمهوريّة وبرئيسِ تيّار المستقبل سعد الحريري رئيساً للحكومة، بوجهِ إعصار العلاقات مع سوريا أو "التطبيع" مع الحكومة السوريّة كما يُفضّل فريق رئيس الحكومة تسميته؟... سؤالٌ يشغلُ بال اللّبنانيّين اليوم، ويفتح باب التكهّنات على مِصرَاعيه.

بحسب مُتابعين، فللمرّة الأولى من بعد إبرام التسوية الرئاسيّة تهتزّ العلاقة بين الرئيسين وفريقيهما، اللّذَين آثرا تمرير الصفقات لبعضهما البعض في المرحلة الأخيرة. ووصل هذا الاهتزاز حدّ بدء التلويح الأزرق باحتماليّة استقالة الحريري.


يمكن للمُتابع لسياق أحداث الأيّام القليلة التي مضت، أن يرسمَ خطّاً بيانيّاً تصاعديّاً لتأرجحِ العلاقة بين الفريقين، بحيث بدأت الأزمة من نيويورك، على هامش الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، لحظة التقاء وزير الخارجيّة جبران باسيل بنظيرهِ السوريّ وليد المعلم.

جاء من بعدهِ تعليق باسيل يوم الأوّل من أمس على ردود ِالفعل التي طالت لقاءه بالمعلّم، واضعاً اللّقاء وما شابهه من اللّقاءات الفرديّة أو الثنائيّة أو الجماعيّة بخانةِ المصلحة الوطنيّة، فيما يخصّ قضيّة النازحين السوريّين في لبنان. ما أدّى إلى ارتجال وزير الداخليّة والبلديّات نهاد المشنوق لموقفٍ يُعيدُ الاعتبار لتيّار الرئاسة الثالثة، وهو اعتذاره عن مرافقةِ رئيس الجمهوريّة في زيارةِ الدولة التي يقوم بها لفرنسا.

وما قطع الشكّ باليقين، وأذهل صقور التيّار الأزرق، وأسّس ربّما لمستقبلٍ غير مستمرٍ بين الفريقين، ما قاله رئيس الجمهوريّة في مقابلاتٍ مع وسائل إعلامٍ أجنبيّة، عشيّة زيارته باريس، إنّ "لبنان سيبحث مع سوريا مسألة عودة النازحين، وهنالك مشاورات قيد البحث".

ما يضع الحريري في مأزقٍ يُحتّم عليه السير بخيارين اثنين، إمّا التصعيد، وبالتالي الاستقالة من رئاسة الحكومة، والوقوف وجهاً لوجه أمام خيارات الرئيس عون فيما يخصّ العلاقات اللّبنانيّة السوريّة.

وإمّا الاستمرار بسياسة المُهادنة، التي جعلت منه رئيساً للحكومة، والاستسلام للأمرِ الواقع الذي يُحتّم التعاطي الرسميّ مع الحكومة السوريّة لوضعِ حدٍّ لأزمةِ النازحين، لا سيّما بعد ارتفاع الأصوات الدوليّة المُطالبة بتوطينهم في لبنان، وخفض نسبة مساعدات الدول المانحة للبنان في الأشهرِ المُتبقّية لهذه السنة.

ويضع الخيار الأخير الحريري وجهاً لوجه مع قاعدتهِ الشعبيّة غير الراضية عن مواقفهِ العقلانيّة التي بدأت مع ترشيحِ الجنرال عون رئيساً للجمهوريّة وربّما لم تنتهِ مع القبول بالعلاقةِ مع النظام السوريّ.

تُرجّح أوساط سياسيّة في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" غلبة العقلانيّة على خيار الحريري إزاءَ هذه المطبّات، وإن كان ذلك سيضعهُ بموقفٍ مُحرجٍ مع قاعدتهِ الشعبيّة.

وتعلّل الأوساط ذلك، باعتبار أنّ زيارة الحريري الأخيرة لروسيا كانت واضحة الملامحِ تجاه البحث عن دورٍ له ولشركاته في إعادة إعمار سوريا، "ما يعني أن الحريري يبحث عن إعادة بلورة العلاقات مع سوريا ويُريدُ لهذا الباب أن يُفتَح ولكن ليس عن طريقه".

فـ"الحريري صاحب شركاتٍ لها علاقة بالإعمار، وبالتالي هو صاحبُ مصلحةٍ. وصاحبُ المصلحةِ دائماً ما يتّجه نحو حماية وتنمية مصالِحِه على حسابِ أيّ اعتباراتٍ أخرى سواء أكانت سياسيّة أم طائفيّة".

وتضع هذه المصالح الحريري في مكانِ المُعاكس لزملائه في تيّار المستقبل، وهم الزملاء الذين استطاعوا أن يُؤسّسوا لحالاتٍ خاصّةٍ بهم في مرحلةِ غياب الحريري القصري عن لبنان، الأمر الذي يُفسّر الخطاب عالي النبرة من صقورٍ وحتّى من عصافير تيّار المُستقبل الذين بدأوا يُغرّدون خارج سرب الحريريّة السياسيّة. ما يُفسّر موقف المشنوق الأخير، وهو الذي كان رأس حربةٍ مُعارضٍ لاتّجاهاتِ الحريري في أيّ مسألةٍ لها علاقة بين الرئيسين عون والحريري.

وتستبعدُ أوساط مُتابعة سياسيّاً استقالة الحريري، فـ"مصلحته في هذه المرحلة تقتضي استمرار تواجده في السلطة، أقلّها حتّى تمرير الانتخابات النيابيّة المُقبلة". وترى أنّه ما عاد قادراً على إعادة استقطاب قاعدته الشعبيّة إلّا عبر وجوده في السلطة، إذ يُحاول كسب رضاهم بتقديمِ الخدمات لا تقديم المواقف السياسيّة، مُستغلّاً حاجة الشارع السنّيّ الماسّة للإنماء وللفتاتِ الاهتمام.

وتضع سبباً ثالثاً ينفي استقالة الحريري، وهو أنّ المنطقة ذاهبةٌ باتّجاه تسوياتٍ سوف تُذرّ الأموال، و"لا يرى الحريري المُفلس أنّ من مصلحته الابتعاد عن السلطة مرحليّاً، وهو الذي يُحاول من خلال زياراته الدوليّة إعادة ترتيب أولويّاته على المدى البعيد لا القريب".

إذاً، مرحلة مُقبلة تفصلنا عن بلورة العلاقات اللّبنانيّة السوريّة، تُوحي الأجواء بأنّ الحريري لن يُصعّد تجاهها. فهل سيشهد تيّار المُستقبل إزاء الأجواء الجديدة انشقاقات كبيرة على شاكلةِ انشقاقِ اللّواء أشرف ريفي، في الأيّام المُقبلة، أم أنّ صقوره سينصهرونَ في الموقف الرئيسيّ للحريريّ؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بعد خبر توقيف قاصر... توضيح من "لجنة أهل متوسطة عانوت" 9 خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 10 تشريح عقل جنبلاط وكشف ما في داخله... "دمار وخراب بانتظار اللبنانيين"! 6 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف عن الخطة المقبلة! 2
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 11 الأمور لم تعد تحتمل... "الخطر" يُحيط بـ "بلدة شمالية"! 7 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 3
"بسبب شائعة"... حرق منازل واعتداء على أقباط في مصر 12 "إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 8 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر