Beirut
16°
|
Homepage
السعودية تبدأُ إجرءات تطويقِ عون
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 28 أيلول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

طفحَ الكيلُ لدى المملكةِ العربيّة السعوديّة؛ فالحرب التي كانت باردةً بالأمس لم تَعُد كذلكَ اليوم، وزمن انتظارِ حصولِ تغيّرٍ في المفاهيم لدى التيّار الوطنيّ الحرّ اندثرَ على أعتابِ سقوطِ مؤامرةِ جذبِ الرئيس ميشال عون نحو الرّياض، وباتت السعوديّة مُتأكدةً من أنَّ الذي بُنى على مدارِ سنواتٍ ربّما لن تهدمهُ سنوات، وإنَّ الذي كُتب عام 2006 قد كُتِب، وإنَّ ما سيُكتَب عام 2017 في سوريا لا يجب أنّ يُرفّع إلى مرتبةِ القَبول ودرجةِ القَداسة بلّ تجب المُواجهة ولو على حافّةِ القبر.

لا يبدو أنّ السعوديّة كانت "تمزح" يوم ظهرت تغريدات السبهان. وخِلافاً لما ادّعت المملكة من أنّ التغريدات هي "اجتهاداتٌ خاصّة"، اتّضحَ اليوم أنّها ثمرة إخراجٍ سعوديٍّ رسميٍّ واضح قسمَ ظهر البعيرِ اللّبنانيّ بين فئتين. واحدة مع حزبِ (الشيطان) وأُخرى مع حزب (الخير)!


إذاً فما كانَ قبل تغريدات السبهان سعوديّاً ليس كبعدِهِ، وعليه يتحتّم على المعنيّين أنّ يختاروا على أيِّ ضفّةٍ يقفون. وتمهيداً للفرزِ الكاملِ، بدأت بلورة التحالفِ الجديدِ المُواجهِ لحزبِ الله من "البلاط السعوديّ" مع استدعاءِ الشخصيّاتِ المُكوّنة للرابع عشر من آذار إلى "القصر السعوديّ" باستثناء "تيّار المُستقبل" الغارقِ في شهرِ العسل العونيّ، إذ لا يبدو أنّهُ قابلٌ للانزعاج من أيّ حدثٍ أو حديث.

وفي غمرةِ الأحداثِ شدَّ رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة سمير جعجع الرّحال نحو السعوديّة في زيارةٍ تأتي "ضمنَ جولةٍ خليجيّةٍ". وبالتزامن توجّه رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل إلى المحطّة نفسها ظهراً تلبيةً لـ"دعوةٍ رسميّةٍ" ما أعطى انطباعاً أنّ المملكة تحشدُ في ربوعِها المُعارضِين لحزب الله تزامناً مع بدءِ الإجراءات العملانيّة في بيروت المُفسّرة بارتفاع الصّوتِ المُعادي لإيران خلال الأيّام الماضية على نحوٍ مُختلفٍ عن السابق.

ولا شكّ أنّ الذي حرّك من عجلةِ "الاستنهاض السعوديّ" للرابع عشر من آذار، هو إعلانُ الرئيس ميشال عون أنّهُ ماضٍ في خيارِ الانفتاح على سوريا "بذريعةِ إعادة النازحين"، ولن يوفّر التّقارب الرسميّ مع دمشق من قاموسه، وهو ما استُتبِعَ لاحقاً بلقاءِ باسيل - المعلّم الذي حُلّل في بيروت على أنّه القشّة التي قسمت ظهر البعير بين بعبدا والديوان الملكيّ.

وبينما نأى الرئيس سعد الحريري بنفسهِ عن "الحشد" السعوديّ، تبدو أوساطهُ مُصرّة على "التّفاهمِ مع حزب الله على ضرورةِ ربط النّزاع والمحافظة على الحكومة والتمسّك بالائتلافِ الحكوميّ القائم والعلاقة مع بعبدا والتنسيق مع التيّار الوطنيّ" لكنّها توضّح أنّها "لن يتكوّن ضدّ الإجماع العربيّ وخاصّةً الموقف السعوديّ".

وفي قراءةِ المشهد لدى القوّات، يُقلّل مستشار الدكتور سمير جعجع، وهبي قاطيشا، من الصيغِ الّتي بدأ البعض يلفّ الزيارةَ فيها واصفاً إيّاها "بالزيارةِ الطبيعيّة".

وردّاً على سؤالٍ حولَ تزامن الزيارة مع التي يقوم بها رئيسُ حزبِ الكتائب، علّقَ قاطيشا: "أساساً زيارات الحكيم ومواعيدهُ مُحاطة بهامشٍ من السريّة، ولا نعلم إذا ما كانَ هناك تزامنٌ أمّ لا" لكنّه وفي الوقتِ نفسه قال إنّ "السعوديّة تعملُ على التواصل مع كلّ القِوى السياديّة في لبنان" وتالياً هي زيارةٌ ترتبطُ بـ"التغييرات الحاصلة في المنطقة من سوريا إلى كردستان، إِذ إنّ السعوديّة تُريدُ الانفتاح على حلفائها".

وحول إمكانيّة أن تكون الزيارة "مَحطّ إصلاحٍ للعلاقةِ بين القوّات والكتائب برعايةٍ سعوديّةٍ"، أجاب باستغرابٍ: "ليس هناك حاجة، فأيّ مشكلةٍ مع الكتائب تُحلّ باتّصالٍ هاتفيٍّ ولا حاجة لدخولِ السعوديّ.. نحن والكتائب لا فرق بيننا"، لكنّه أوضحَ في السياقِ نفسهِ ردّاً على سؤالٍ حولَ إمكانيّة عقدِ لقاءٍ بين جعجع والجميّل في الرياض: "ليش تما يلتقوه؟!".

لكنَ المستوى الكتائبيّ كان أبلغ وضوحاً في مقاربةِ الملفّ، إذ كشف النائب إيلي ماروني لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ زيارة "الشيخ سامي الجميّل مُقررة مسبقاً" وقد تلقّاها قبل خلال زيارة وزير الدولة السعوديّ ثامر السبهان الأخيرة، "وقد يكون (رئيس حزب القوّات) سمير جعجع قد تلقّاها في الوقتِ نفسه أيضاً"، وهذا يتقاطعُ مع ما كان نشرهُ موقعنا بُعيدَ زيارة السبهان من أنّ الوزير السعوديّ يُخطّط لإعادةِ لمِّ شملِ فريق 14 آذار من بوّابةِ الكتائب والقوّات.

وعلى الرغم من اعتقاده بإمكانيّة حصول لقاءٍ بين جعجع والجميّل في الرياض، لكنّه أكّد في الوقتِ نفسه أنّه "أمرٌ لا يجوزُ البناء عليه، فالزيارةُ هي للسعوديّة وليس زيارة لبنانيّة في السعوديّة" مُبدياً تمنّياته بـ"حصولِ لقاءٍ بين الرجلين قريباً لأنّ ما يجمع القوّات بالكتائب كبير".

وإذ سُئِل "ماروني" عن إمكانيّة أنّ تكون الزيارة في إطارِ الردّ على الكلام الذي ورد حول "وضعِ اليد الإيرانيّة على لبنان"، أجاب إنّنا في الكتائب "عُرفنا بمواجهةِ التحالفاتِ والمحاور، لكنّ ذلك لا يعني أن نُوجّه من أيّ دولةٍ لمواجهةِ تحالفٍ ما".

وحول زيارة رئيس حزب الكتائب إلى السعوديّة، وضعها في إطارِ "التنسيق واستطلاعِ المواقف" واعداً بالكشفِ عن فحو المحادثاتِ واللّقاءاتِ خلال "24 ساعة كفيلة ببلورةِ الصورة".

وردّاً على سؤالِ "ليبانون ديبايت" حول تشابهِ الزيارتين إلى السعوديّة بالاستدعاءاتِ التي كانت تقومُ بها "الاستخبارات السوريّة" للسياسيّين خلال وجودها في لبنان، رأى "ماروني" أنّ "المقارنة مستحيلة في هذا المقام ولا تجوز" فنحن "دفعنا دماءً والقوّات دفعتَ أثماناً في السجن لمواجهةِ مثل هذا النوع من التصرّفات" و "لا يجوز توصيف الزيارة إلى السعوديّة على هذا النحو".

لكنّ هناك حمّالة أوجه في الزيارةِ إلى السعوديّة، فبين تبريراتِ شخصيّاتِ الحزبين، والوقائع التي سِيقت ورُبِطَت بعد تغريدات "السبهان"، نرى أنّ المصلحة السعودية في لبنان تقتضي في الوقت الراهن إعادة إنتاج حلقةِ الضغط القديمة المتمثّلة بفريقِ 14 آذار ليكون ندّاً للعهدِ الحاليّ الذي يبدو أنّه سيخوضَ غِمار 5 سنواتٍ من المعارك، ولعلّ أشدّها تلك التي ترسم خيوطها راهناً مع بدءِ أُفولِ العسكرةِ وإحلال التفاهمات السياسيّة مكانها في سوريا.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر