Beirut
16°
|
Homepage
بين المرأة وقيادة السيّارة.. هجومٌ لبنانيّ ساخر ولكن هذه الحقائق ستصدمكم!
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 28 أيلول 2017 - 0:00

أمرٌ ملكيّ بمنحِ المرأة حقّ قيادة السيّارات بعد منعٍ استمرّ لعقود طويلة

تغريداتٌ ساخرة تُفيدُ أنّ نسبة الصِّدامات المروريّة سترتفعُ في السعودية

إحصاءاتٌ تُفيدُ أنّ المرأة كسائق هي أكثر أماناً من الرجل

ضرورة تعلّم أصول القيادة وفرض مناهج جدّية لتعليم قيادة السيّارات


"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال

وأخيراً ونحن على أبوابِ عام 2018.. باتَ من حقّ المرأة السعوديّة أن تقود السيّارة، بأمرٍ ملكيّ من الدولة الوحيدة في العالم التي كانت تفرض مثل هذا المنع، وغيره العديد من المُحرّمات، التي حَجّمت دور المرأة، وأقصتها لعقودٍ طويلةٍ من الزمن عن ممارسة الكثير من النشاطات والأعمال والتمتّع بأبسطِ الحقوق.

وفي التفاصيل، أصدر الملك السعوديّ سلمان بن عبد العزيز، مساء الثلاثاء، أمراً ملكيّاً بمنحِ المرأة حقّ قيادة السيّارات، بعد منعٍ استمرّ لعقودٍ طويلةٍ، واستند المرسوم الملكيّ إلى "ما يترتّب من سلبيّاتٍ من عدم السّماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيّات المتوخّاة من السّماح لها بذلك مع مُراعاة تطبيق الضوابط الشرعيّة اللّازمة والتقيّد بها". كما ونصّ المرسوم على أنّ "التنفيذ سيبدأ في وسطِ العام المُقبل بعد اتّخاذ الإجراءات ووضع الضوابط الضروريّة لاستصدارِ رُخص القيادةِ وملاءمةِ قانون المرور مع التطوّرات الجديدة".


هذا المرسوم، يأتي ضمن سلسلةِ الإجراءات المُتطوّرة والحديثة، التي وضعها الملك السعوديّ على رأس أولويّاته، وضمّها إلى أجندةٍ وبرنامج ومشروع تطويريّ يسعى إلى تحقيقه على أكثر من صعيد، فكان أن أصدر أمراً ملكيّاً في وقتٍ سابقٍ، يُجيزُ أيضاً للمرأةِ السعوديّة التواجد في الملاعب لمشاهدةِ المباريات الرياضيّة، وكذلك السماح بتنظيم الحفلات الموسيقيّة، ضمن إطار خطّة اتّساع مساحة الترفيه في المملكة العربيّة السّعوديّة التي لطالما كانت رائدةً في عالمِ الاقتصاد والمال والنفط بشكلٍ خاصّ، باستثناء عالم المرأة الذي أبقاها من أدنى الدول احتراماً لحقوقٍ اجتماعيّة حياتيّة تحت مبرّراتٍ دينيّةٍ كثيرة.

وكالعادة، أخذ اللّبنانيّون هذا "الأمر الملكيّ" باتّجاهٍ آخرَ، وبأسلوبٍ ساخر، طغت عليه تغريداتٍ تُفيد أنّ نسبة الصدامات المروريّة سترتفع في السعوديّة بمُجرّدِ أن تبدأ المرأة بقيادةِ السيّارة، من دون أن تكون هذه "الحملة" العشوائيّة مبنيّةً على معلوماتٍ وحقائق وأرقامٍ موثوقةٍ. وقد تكون المعلومات التي ستُنشر في هذا المقال، صادمةً للبعض، وتُشكّل مفاجأةً ستؤدّي إلى إعادة الحسابات في هذا الإطار، والتضامن فعلاً مع المرأة والتركيز أكثر على أبعادِ هذا الإجراء والخطوات اللّاحقة المُفترض اتّباعها إلى حينِ العمل بالمرسوم وبعده والتي تسري بدورها على لبنان.

الحقيقةُ الأولى، كشف عنها مساعد أمين سرّ المجلسِ الوطنيّ للسلامةِ المروريّة الرائد ميشال مطران، الذي كانت تغريداته استثنائيّة في هذا المجال، إذ أطلق هاشتاغ "#المرأة_سائق_أكثر_أماناً"، مُنطلقاً من إحصاءٍ عالميٍّ يُفيدُ بحسبِ ما كتب أنّ "النساء في كلّ دولِ العالم يرتكبنَ ٧٠% من الصِّدامات المروريّة عامّةً، بينما الرجال يرتكبون ٧٠% من الصِّدامات القاتلة، يعني أنّ النساء يرتكبنَ صِداماتٍ أكثر كعددٍ ولكنّهنّ سائقات أكثر أماناً".

الحقيقةُ الثّانية، تأتي كردٍّ على من يقول إنّ الصِّدامات المروريّة في المملكة سترتفعُ عندما تبدأ المرأة بقيادة السيّارة، إذ إنّ السعوديّة وحتّى قبل صدورِ المرسوم الملكيّ، كانت تُعتَبرُ الأولى عالميّاً في حوادثِ السير، لا بل أُطلِقَ على الصِّدامات المروريّة في سنواتٍ سابقة، صفة "إرهاب الشوارع"، بعد وصول "معدّل الوفيّات في حوادثِ الطّرق إلى سبعة عشرة شخصاً يوميّاً، بما يُعادل وفاة شخص كلّ أربعين دقيقة، فيما بلغَ عدد المُصابين أكثر من 68 ألفاً سنويّاً، وزادت الخسائر الماديّة على 13 مليار ريال في السنة، بحسب ما أكّدهُ سابقاً العقيد زهير بن عبدالرحمن شرف مدير الأنظمة واللوائح في مرورِ منطقةِ المدينة المنورة".

الحقيقةُ الثّالثة، أكّدتها دراسة بريطانيّة أُعدّت سابقاً في هذا السّياق، وأظهرت بالأرقام، أنّ الرجال يرتكبونَ مخالفاتٍ وانتهاكاتٍ مروريّة خصوصاً في مجال السّرعة بمعدّلٍ يزيدُ عن النساء بتسعةِ أضعاف، كما أنّ الحوادث التي يرتكبها الرجل هي أكثر خطورةٍ، من تلك التي ترتكبها المرأة، إذ ينتج عنها وفيّات أو إصابات بالغة نظراَ لتهوّره في القيادة، وميله الدّائم إلى السّرعة، بعكسِ المرأة التي تُعتبر هادئةً وأقلّ تهوّراً. مشيرةً في الوقت نفسه، إلى أنّ "القدرة على ركنِ السّيارة في المواقف هو الجانب الوحيد الذي يكون أداء النساء فيه ضعيفاً".

وبغضّ النظر عن هذه الدراسات والحقائق، والمعلومات، يبقى الثابت الوحيد، في ضرورةِ تعلّم أصول القيادة، سواء أكان السّائق رجلاً أم امرأة، ليكون مؤهّلاً فعلاً لاستلام سيّارة وقيادتها على الطريق لأنّ "حياة النّاس مش لعبة"، وفرضُ مناهجَ جدّية لتعليم قيادة السيّارات، وتكريس السلوكيّات المطلوبة، للحدّ من الصِّدامات المروريّة وحماية أرواح الناس، وهذا ما يجب أن تفعله السعوديّة في الوقت الذي يفصلها عن تطبيقِ المرسوم الملكيّ فعلّياً خصوصاً بعد هذا الحرمان الطويل، وما على لبنان أيضاً أن يُركّز عليه، فالطرقات تخطف يوميّاً خيرة الشباب والمواطنين وتُيتّمُ أشخاص كُثر.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
خرج من الأنفاق... السنوار يتفقد غزة (صور) 9 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 6 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 2
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 11 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 7 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 حقيقة الخلاف بين باسيل وبعض نواب كتلته! 8 سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر