برعاية الأستاذ تيمور جنبلاط وبدعوة من شركة البعيني القابضة ومحترف عساف و مواكبة لتخليد ذكرى بطل الإستقلال أديب البعيني، عقد هذا الأسبوع لقاء حاشد في محترف عساف في الورهانية الشوف حضرته شخصيات وفعاليات ضمّت نخبة من رجال الأعمال ورؤساء ومدراء كبريات الشركات المتخصصة في مجالات الهندسة والمقاولات والإستشارات الهندسية والتطوير العقاري والخبراء الإقتصاديين بالإضافة إلى رؤساء بلديات وممثلين عن اللجنة التأسيسية لجمعية تخليد ذكرى بطل الإستقلال أديب البعيني .

قام المجتمعون بجولة على المحترف و المتحف اطلعوا خلالها على الأعمال الفنية العديدة القيمة فيه، ومنها منحوتة عملاقة للزعيم كمال جنبلاط، وأخرى تدمج المدرسة التجريدية بالمدرسة الواقعية لتشكل وجه الأديب ميخائيل نعيمة، والتي تُعتبر من الأعمال النادرة عالميّاً كما اطّلعوا على البيوت التُّراثيّة المبنيّة بمواصفات بيئيّة تتآلف كليّاً مع الطبيعة.

بعد الجولة، ألقيت كلمات عدّة استهلّها الأستاذ مازن البعيني بكلمة بإسم شركة البعيني القابضة، شكر فيها الأستاذ تيمور جنبلاط لرعايته اللقاء و دعمه لتخليد ذكرى بطل الإستقلال أديب البعيني و لتطوير محترف عساف و تشجيع مشاركة القطاع الخاص مع الهيئات الحكومية و البلدية و المؤسسات الإجتماعية في تنمية و تطوير المناطق الريفية و توفير فرص عمل للشباب و أصحاب الخبرات والكفاءات المهنية.

ورحّب البعيني بالضيوف شاكراً لهم تلبيتهم دعوة شركة البعيني القابضة للإجتماع في محترف عساف و مثمناً لقاء كبرى شركات الهندسة و التطوير و الإستثمار في رحاب الشوف مما يدل على ما تتميز به هذه المنطقة من مقومات طبيعية و بيئية و حضرية وسياحية قابلة للتنمية و التطوير.

و توقف البعيني عند قضية تخليد ذكرى بطل الإستقلال أديب البعيني والمراحل التي قطعت في هذا المجال، فعبّر عن إمتنانه للإحتضان الكبير الذي تلاقيه هذه القضيّة من اللبنانيين عامة والأهل خاصة، حيث أكّدوا باحتضانهم هذا أنَّ أديب البعيني يستحق وقفة التقدير والتكريم بما يمثله من قيم في الرجولة والشرف، ولما قدّمه لوطننا من أجل حريته وسيادته وإستقلاله”.

وألقى الشيخ حسان حسان كلمة بالمناسبة باسم "بيت الإستقلال في بشامون"، إستذكر فيها بسالة قائد الحرس الوطني أديب البعيني إبّان معركة الإستقلال في بلدة بشامون ودوره الفاعل في المعركة، ملقياً الضوء على خصاله الوطنية، ومثمّناً جهود لجنة تخليد ذكراه وجميع القيمين على إحياء ذكرى هذه الشخصية الوطنية، والمبادرة بإقامة نصب تذكاري له في مسقط رأسه مزرعة الشوف للتذكير بدوره المحوري في الإستقلال و كعربون وفاء من الأهل و غيرهم من اللبنانيين لهؤلاء الأبطال و الرموز في مسيرة لبنان الوطنية. كذلك توقّف عند واقعة إستشهاد بطل الإستقلال سعيد فخر الدين خلال المعركة وردة فعل أديب البعيني باكياً رفيقه في الجهاد، إذ "عندما سأله المغفور له الرئيس صبري حمادة آنذاك متعجباً: أيبكي البطل أديب رفيقه ..؟ أجابه أديب: إنما أبكي كيف سبقني سعيد إلى الشهادة في سبيل الوطن" .

ثم قدّم الفنان عساف عساف عرضاً عن النموذج للنصب التذكاري للبطل البعيني الذي يقوم محترف عساف بتنفيذه، حيث من المقرّر أن يشاد عند المدخل الجنوبي لبلدة مزرعة الشوف مسقط رأس البطل البعيني وبالقرب من ضريحه، خلال شهر تشرين الثاني من العام 2018 بالتزامن مع ذكرى الإستقلال ال 75 .

بدوره عرض الفنان منصور عساف رؤيا الأخوة عساف حيال تطوير المحترف ومشروع إنشاء مباني إضافية ليستقبل فنانين عالميين ومدرسة للنحت والرسم وتشييد أبنية سكنية ذات طابع قروي وتراثي مع مراعاة الجانب البيئي لجهة إستهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، شاكراً لشركة البعيني القابضة مبادرتها في تبني تطوير محترف عساف، ومثنياً على جهود الأستاذ مازن البعيني في هذا الإطار، وكاشفاً عن تطلعات نحو تحالف الشركات بقيادة شركة البعيني القابضة من أجل إعداد الدراسات والتصاميم لتطوير المحترف وجعله مركزاً نموذجياً للفن والثقافة في شرق المتوسط تحت مسمى "دار عساف”.

و من ثم عرض المهندس إيلي جبرايل رئيس شركة إرغا غروب للهندسة تجربته في العمل البلدي من موقعه كرئيس لبدية غلبون، بحيث قدمت هذه البلدية تجربة نموذجية في مجال الدور البلدي الإنمائي وفق خطة عمل إنمائية متكاملة من حيث تطوير البنية التحتية والتشجير والطاقة البديلة وتدوير المياه و معالجة النفايات وجعل غلبون بلدة ذكية حيث سيتم إنشاء مركز للتكنولوجيا المتخصصة وغيرها من الأعمال، وجميعها ضمن إطار الإستدامة والمحافظة على البيئة والتراث اللبناني وضمن مواصفات وقواعد حديثة ومتطّورة.

من جهته، أعرب المهندس رامي الخوري عن شكره للجنة تخليد ذكرى بطل الإستقلال أديب البعيني لإشراك شركة رفيق الخوري وشركاه للهندسة في عمل النصب التذكاري له، وقال: "نتطلع إلى أن يكون هذا النصب التذكاري بالتعاون مع الأخوة عساف المبدعين، معلماً في بلدته مزرعة الشوف في فن النحت والعمارة لما يمثله أديب البعيني كأحد رجالات الإستقلال في لبنان". أضاف: "إنّ منطقة الشوف تتمتع بخصوصية وميزة بيئية كبيرتين، وهي بحاجة إلى المزيد من التخطيط لاستكمال تنميتها وتثبيت مقومات العيش في أريافها".

أمّا المهندس إدغار مراد مدير التصميم والتخطيط الحضري في شركة خطيب وعلمي، فقد أعرب عن إعجابه بمحترف عساف ومؤهلات منطقة الشوف، وألقى الضوء على أهمية التخطيط الحضري وانعكاسه على تحقيق النمو في المجتمعات وتعزيز نمط حياة الناس والاقتصاد.

وشكر المهندس علي بصبوص رئيس شركة باد للهندسة والإستشارات القيمين على اللقاء، وقال: "إنَّ منطقة الشوف مثالية للسياحة الريفية والبيئية التي يتم إزدياد الطلب عليها يوماً بعد يوم، معرباً عن اهتمام شركة باد بالمساهمة في أي إستشارات لتعزيز النمو في جميع أنحاء لبنان لاسيما في منطقة الشوف.

وأشاد الأستاذ جورج بشارة ممثلاً أميركان غلوبال فوند للإستثمار، بالعلاقة التي تربط الشركة الإستثمارية مع شركة البعيني القابضة حيث سبق أن تعاونا في مشاريع في المنطقة العربية، مبدياً استعداده للتعاون في مشاريع مستقبلية.

أمّا الشيخ مساعد السراء ممثلاً شركة دار تطوير العقار السعودية، فقال: إنَّ لبنان عزيز جدّاً على السعودية وهذه المناطق الخضراء الساحرة وهذه الطبيعة الآخاذة إنّما كانت ولا تزال تمثل رئة للدول العربية، معرباً عن التمنيات للبنان خاصّة والمنطقة العربية عامّةً، بالإستقرار الدائم في سبيل التعاون والإستثمار في عدة مشاريع في مختلف القطاعات.