بدأ العدّ العكسيّ لموعدِ الانتخاباتِ النيابيّة المُقبلة، في ظلّ انقسامٍ عنيفٍ يعصفُ بالكُتلِ السّياسيّة، وترقّب حَذِر للنتائجِ التي يمكنُ أن يحصدها كلّ حزبٍ مع قانونٍ انتخابيٍّ يُجمِعُ الكلّ على أنّ نتائجه ستكونُ مُفاجئةً.

لكن ما تزال بعض الكُتل تُصرّ على انتظارِ بلورةِ الصّورة السّياسيّة الكاملة لتُعلنَ عن تحالفاتِها، ومُرشّحيها ومعدّاتها الانتخابيّة لخوضِ المعركة، ومنها حزب الكتائب اللّبنانيّة.

يُشيرُ ماروني في مقابلةٍ خاصّةٍ لـ"ليبانون ديبايت" إلى أنّ الكتائب تنتظر الانتخابات بفارغِ الصّبر، لأنّ التمديد أصبح غير مرغوبٍ به، وبالتالي "ستخوضُ الكتائبُ الانتخابات بمشاريعها واقتراحاتِها التي نتمنّى أن تكونَ على قدرِ آمال المُواطن اللّبنانيّ"، مُؤكّداً ترشّحهُ عن المقعد المارونيّ في زحلة.

وعن العلاقة مع الكُتلةِ الشّعبيّة، يلفتُ ماروني إلى أنّ "هناك مأساة في العلاقةِ مع الكُتلة، وهذهِ المأساةُ كان ثمنها دماء أخي، ونحن لم ندّعي قضائيّاً كما يُقال على الراحل إيلي سكاف بالقتل أو التحريضِ، بل ادّعينا بالتدخّل وهذه وقائع ثابتة. أمّا اليوم فنحن الجرحى والضحيّة وإِن كان من خطواتٍ إيجابيّة يجب أن تُتخذ لصالحِ زحلة، فمن السيّدة ميريام سكاف وريثة الكُتلةِ الشعبيّة ورئيستها. وإذا أرادت سكاف أن تضمّدَ الجِراح وتتضامن مع عائلةٍ مجروحةٍ فلتُساهم، أقلّها معنويّاً، بالقُدرةِ على إلقاءِ القبضِ على القاتلَين اللذَين تعرفهما جيّداً وهي صديقةٌ لعائلتِهما". ويربط ماروني إمكانيّة التحالف الانتخابيّ مع سكاف بالخطوات التي يمكنُ أن تتّخذها.

ويصفُ المصالحة المسيحيّة المسيحيّة بين التيّار الوطنيّ الحرّ والقوّات اللّبنانيّة بـ"المطلوبة لتضميدِ جِراح المُجتمع المسيحيّ، إلّا أنّها بالتأكيد لا تختصر المسيحيين، فهناك فريقٌ كبيرٌ من المسيحيّين خارج إطارِ هذا التوافق. ولتكون المصالحة مسيحيّةً يجب أن تكونَ شاملةً لكلِّ الأفرقاءِ المسيحيّين، مع صلواتنا لتبقى هذهِ المصالحة".

أمّا انتخابيّاً، وإن كانت هذهِ الثنائيّة المسيحيّة ستُشكّلُ خطراً على الكتائبِ انتخابيّاً، يرى ماروني أنّه بحسب المُعطيات والتصاريح عن مسؤوليّ الحزبَين، فمن الصعوبة بظلِ القانونِ النسبيّ على الصوتِ التفضيليّ أن يكون هناك تعاونٌ مع بعضهم البعض في الدوائر".

وحول علاقة الكتائب مع رئيسِ الحكومةِ سعد الحريري، يلفتُ ماروني إلى أنّ "دولةَ الرئيس صديق ورفيق درب دفعَ ودفعنا دِماءً من أجلِ استقلالِ لبنان الثاني، ونأمل أن تعودَ العلاقات مع الرئيس الحريري إلى سابقِ عهدها لأنّنا كلّنا ننتمي إلى الفريقِ الذي بدمائِهِ روى أرض الوطن وحصلنا على الاستقلالِ الثاني، لنوفِ ثورة الشّعبِ حقّها".

أمّا فيما يخصّ حكومة العهد الجديد، أوضحَ ماروني أنّهُ كان يتمنّى من الحكومةِ ومن هذا العهد أن يُحقّقوا حلم اللّبنانيّين ببلدٍ قوي و"البلدُ القويّ يكونُ قوياً باقتصادِهِ، قويّاً بقدرةِ شعبهِ على الصمودِ وعلى الحياةِ الحرّةِ الكريمة، ولكن ما نراهُ اليوم أن هناك أخطاءً كبيرةً وليس هناك انسجامٌ بين بعضهم البعض، وهناك حكومتانِ داخل الحكومة"، آملاً أن يبدأ العهد القويّ بعد الانتخاباتِ كما يُردّد عرّابوه.

وتعليقاً على زيارةِ الممكلة العربية السعوديّة، أشار ماروني إلى أنّه اختبر السّعوديّة عندما كان وزيراً للسياحة، فـ"كانت الداعم الأوّل لسياحةِ لبنان واقتصاده، وكانت دائماً تقدّم المساعدات للبنان في إطارِ سيادةِ وكرامة البلدين، ونحن نُحيّي السعوديّة على دورها الدّائم لجانبِ سيادة واستقلالِ لبنان واقتصاده"، نافياً أن يكون لديه معلومات عن زيارةِ رئيس حزبِ الكتائب النائب سامي الجميّل الأخيرة للمملكة.

وردّاً على سؤالٍ حول العلاقة مع رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ وزير الخارجيّة والمغتربين جبران باسيل، يقولُ ماروني "عندما كنتُ وزيراً كان يجلس باسيل إلى شمالي بحسبِ البروتوكول، وبهذهِ الفترة كانت العلاقةُ ودّيّةً بيننا رغم اختلافنا الكبير في السياسة".

ويُضيف، أمّا اليوم فـ"يحاولُ باسيل أن يكون شعبويّاً، لكنّني لو كُنت مكانه في هذه المرحلة وبما توافر له مِن ظروفٍ لها علاقة بأنّ عمّه رئيساً للجمهوريّة ويمنحه كلّ الدعم والصلاحيّات، لكنت لعبت دور (خيّ) كلّ اللّبنانيّين، وما كنت لأدخلَ بتحدٍّ مع أحد. لأنّ على الأرضِ نلمس نفوراً كبيراً من أدائِه ورؤيته، لا سيّما في الشّارعِ المسيحيّ لناحية التعيينات المسيحيّة وكأن لا مسيحيّين إلّا بالتيّار الوطنيّ الحرّ".

وبـ"الصديق ورفيق الدّرب" يصفُ ماروني الوزير السّابق سجعان قزّي، ويُعلّق على العلاقة قائِلاً: "حصل اختلاف بوُجهاتِ النّظرِ بقضيّةِ الاستقالة من الحكومة لكن العمل الحزبيّ شيء والعلاقة الشّخصيّة شيءٌ آخرَ، فلهُ عندي كلّ تقديرٍ واحترام".