Beirut
16°
|
Homepage
"استراتيجية إيقاظ الإرهابيّين".. هل تصل إلى لبنان؟
المحرر الأمني | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 10 تشرين الأول 2017 - 0:00

يأتي السؤال عن عودةِ الأحداث الأمنيّة إلى لبنان ليتربّع على مخاوف البعض

لم يُسجّل حتى كتابة هذه السطور تسلّل إرهابيين فارّين من العراق وسوريا إلى لبنان

الأجهزة الأمنية تتّبع استراتيجية تفكيك خلايا داعش بشكلٍ كاملٍ

عوامل أساسية عدّة تضعّف دور تنظيم داعش في لبنان وتقيّده


"ليبانون ديبايت" - المحرر الأمني

يرى متابعون للحرب السورية أنّ وضع داعش القتالي غيرُ المستقر على خطوط النزاع السورية والعراقية، اقتضى، بقرارٍ من قيادة التنظيم، اتّباع استراتيجيةٍ جديدة قوامها تفعيلُ الخلايا النائمة داخل المناطق، والتراجع عن فكرة إقامة إمارة إسلامية علنية، وهي الفكرة التي ثبُت للتنظيم فشلها بعد الخسائر المباشرة التي تعرض لها، وأحد أهم مساوئها استنزاف عناصر التنظيم وكشفهم أمام أعدائهم.

خطوةٌ قرّر فيها التنظيم الانكفاء عن المناطق المتنازع عليها، مقابل استعادة مناطق أخرى عبر استغلال الهدوء الأمني واللعب على عنصر المفاجأة بواسطة تنشيط الخلايا النائمة أو تلك المدربة والمجهزة للقيام بحراك ما، أو عبر تسلّل عناصر قيادية أو أخرى ذات "أهلية إجرامية" إلى مناطق أخرى لكي يجري استخدامهم ضمن هذا المشروع.


تلحظ جهاتٌ أمنية، أنّ نشاط التنظيم في هذا الشق ارتفع مؤخّراً في دول محدّدة وفد إليها إرهابيون من الذين هجروا بلدانهم لكن بأسماء جديدة. وإزاء هذا الخطر الجديد القائم على "تفريغ الإمارة" اتخذت الأجهزة الأمنية الدولية إجراءات جديدة قوامها البحث واستقاء المعلومات عن هؤلاء الافراد وتوقيفهم.

"استراتيجية إيقاظ الإرهابيين" نجحت أولى تجاربها في مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، إذ نجح هؤلاء بالقيام بـ"انقلاب شبه أبيض" من داخل البلدة أدى إلى مهاجمة نقاط الجيش السوري مستغلين عامل انشغال القوات في معارك البادية وهدوء الجبهة في القريتين، مما أدى إلى إرباك القوات السورية والحليفة لها وإخراجهم من المدينة وسيطرتهم عليها.

السيطرة تلك فاجأت المتابعين الذين كانوا يركّزون اهتمامهم على البادية السورية فباغت "داعش" في القريتين. وعلى قدر انسداد أفق استمرار سيطرتهم على المدينة نتيجة عوامل عدة أبرزها تطويقها من جميع الجوانب، لكنّ التنظيم نجح في إحداث إرباكٍ نوعي وتأخيرٍ في مسار العمليات التي كان مخططٌ لها وتوجيه القوات نحو القريتين مجدداً! فهل من حواجز تمنع نقل هذا السيناريو إلى بيروت؟

تجيب مصادر معنية بأنه وفي ظلِّ الاستراتيجية الجديدة، ووجود مربعات أمنية قد تأوي خلايا داعشية نائمة في لبنان (كعين الحلوة مثلاً) يتسلل لأذهان البعض أنّ هناك إمكانيةَ لنقل هذا التكتيك إلى لبنان، وتفيض الشكوك لدرجة يسأل فيها البعض الآخر عن إمكانية تكرار سيناريو مصغّر لما حصل في القريتين مع مناطق لبنانية.

تؤكّد مصادر معنيّة على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، ولكنّها تستبعد حصول هذه السّيناريوهات. لأنّ تسرّب عناصر داعش إلى لبنان عبر مطار بيروت الدولي أمرٌ صعبٌ جداً كون الوضع الأمني ممسوكٌ في المطار، علماً أنّ لدى الأجهزة الأمنية داتا المعلومات اللازمة عن قياديي التنظيم وعناصره والتي على دوام التحديث، تعتبر ذراعاً قوية لكبح جماح هؤلاء ورافداً هاماً لأجهزة الأمن اللبنانية.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الأجهزة الأمنية تتّبع استراتيجية "الضرب على الرأس"، أي تفكيك خلايا داعش بشكلٍ كاملٍ، وهو تكتيكٌ برع اللبنانيون باستخدامه لا بل كانوا أول من ابتكروه.

وأدّى تسلسل هذه الضربات إلى إرباك وإرهاق جسم داعش في لبنان، وإضعاف هامش التخطيط لدى مجموعاته المتضعضعة، حتى سُحبت مصادر القوة من داعش، لدرجةٍ ما عاد بإمكان داعش القيام بعملياتٍ ذات ثقل أمني.

وبحسب معلومات "ليبانون ديبايت" فلم يُسجّل حتى كتابة هذه السطور تسلّل إرهابيين فارّين من العراق وسوريا إلى مناطق يُشتبه بوجود نشاط لداعش فيها كمخيّم عين الحلوة، ما يعني أن استراتيجية داعش الجديدة حتى اليوم لم يظهر أنها ستُمارس على المستوى اللبناني، وإن كان الحذر مطلوبٌ كون لبنان جزءاً من المنطقة التي يحاول تنظيم "داعش" العمل عليها.

عوامل أساسية عدّة، تضعّف دور داعش في لبنان وتقيّده، بحسب المصادر نفسها، وهي أن الحلقة المحيطة بلبنان والتي كان تنظيم داعش يتمركز بها وكانت قريبة من حدود لبنان الشرقية، قد فُقِدت، وهي كانت ممراً استراتيجياً ولوجستياً للتنظيم.

حيث خضعت منطقة البادية السورية وريف تدمر لعملية تطهيرِ كاملة، قطعت التواصل بين مقرات داعش في ريف الرقة وريف دير الزور مروراً بالبادية وصولاً إلى الجرود اللبنانية التي تمّ تطهيرها من الإرهابيين، وهو الخط الذي كان يُعتبر الرافد اللوجستي لداعش، ما ساهم ويساهم بضرب مخطط داعش في الداخل اللبناني .

ولعلَّ أفضل دليلٍ على تفسير ضعف وضع داعش الحالي في لبنان، وعدم قدرته على الحركة، هو أنّه لم يُسجّل، رغم التهديدات، أي خرق أمني لمراسم إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت على مدى 13 يوماً وليلة.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 2
"بهدف التستر"... الأقمار الصناعية تظهر ما قامت به إيران! 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 3
"إنجاز هائل" لحزب الله... إعلام إسرائيلي يكشف! 12 مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 8 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر