ليبانون ديبايت - فيفيان الخولي

شاءت سخرية القدر أننا نعيش في بلد يُعاقَب أحد ضباطه لوضعه "Like" على أحد التعليقات عبر "تويتر"، فيُقال من منصبه، ويُفرض عليه الحصار الأمني في منزله، بحجة "توتير العلاقات مع بلد عربي"، في الوقت الذي يتمرجل فيه ملازم أول، بمشاركة عصابة أمنية، بالاعتداء على مواطنين عزّل بوحشية، لسبب شخصي، محتمياً ببزته وبنجمتيْن لامعتَين أمنياً، والأهم، بكونه أحد مرافقي رئيس وزراء سابق، ليبقى سارحاً مارحاً بين الناس، بل ومتفاخراً بجريمته من دون أن يتحرك جفن للدولة أو الأجهزة الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.

البطل الذي نتحدث عنه هو الملازم أول في قوى الأمن الداخلي كريم طليس، الذي ثارت رجولته دفاعاً عن سمعة "صاحبته" التي أفادته بعد قضائها وقتاً ممتعاً مع ثلاثة شبان وفتاتين في منتج Laguava السياحي في الرميلي، طيلة يوم الاربعاء، رقصاً وغناء وشرباً، بأن أحد مدراء المنتجع (وهو واحد من الشبان الثلاثة الذين تشاركوا معها الحفل) ويدعى أسد مطر (من بلدة القاع) حاول التحرش بها. فما كان من الضابط الا أن سارع باتجاه طريق بيروت – الرميلة، بسيارة عسكرية، واقتحم المنتجع من دون إذن قضائي.

وتشير معلومات "ليبانون ديبايت" إلى أنه وفور اقتحام المكان، نزل منها الضابط بزيّه العسكري منادياً على أسد مطر، ثم انهال عليه بالضرب هو ومساعده المدعو ر. ح.. وبعد دقائق حضرت 3 سيارات ترجل منها ما يقارب الـ20 شخصاً بين عسكري مرتدٍ لزيه الأمني ومدنيين، شاركوا الضابط ومساعده في ضرب مطر وصديقيه ثم تكبيلهم وضربهم مجدداً، وتصوريهم عراة بالفيديو والصور من خلال هواتفهم وارسال الصور الى اصدقائهم متباهين بجريمتهم.

ولم يكتفِ الضابط بذلك، بل بادر الى سوق الاشخاص الثلاثة مكبلين بسيارة عسكرية ووضعهم في مخفر بلدة السعديات وهم في حالة لا تقوى على الحركة! وبدل ان يقوم المخفر بمتابعة ما حصل، قرّر وضع المعتدى عليهم وهم ينزفون دماً في نظارته، وقام بتلفيق قضايا لإدانتهم، تارةً بترويج وتعاطي المخدرات وتارةً اخرى بالاغتصاب من دون وجود اي دليل.

وبعدما ساءت حالة الشاب أسد، جرى نقله الى مستشفى المشرق حيث يرقد بغرفة العناية الفائقة منذ مساء الاربعاء بينما الضابط "القبضاي" يسرح ويمرح من دون ان يبادر أحد بسؤاله عن الحق الذي استند إليه في اقدامه بالاعتداء على اشخاص عزّل.

الجريمة التي أقدم عليها الضابط مستغلاً اسم قوى الامن وصلاحيات نجومه وموقعه، لا تضر بسمعة المؤسسة الامنية التي تحمل شعار "السهر على حماية المواطنين وأمنهم"، بل المضرّ أن تقوم المقدم سوزان الحاج بكبسة "like"، فتُزعزع الأمن القومي، فتُفتح الجبهات الإعلامية والأمنية والعسكرية لمحاربتها، لنشرها صوراً عائلية كادت أن تُدخل لبنان في أتون حرب هو في غنى عنها.

من المؤسف والعار أن يغفو الأمن ويغضَ الطرف عن زعرنة طليس ورجاله، في حين تقبع امرأة لم تتردد يوماً بتنفيذ القانون في بلد اللاقانون، تحت رحمة سجانيها.

وبالعودة إلى القصة، وعلى الرغم مما حصل، لم يسحب أقرباء أسد ثقتهم بمؤسسة قوى الامن، واضعين القضية بعهدة المدير العام اللواء عماد عثمان لمحاسبة الضابط المعتدي وزملائه الذين تحركوا بملء ارادتهم من دون اي اذن قضائي. وإذا ما سلّمنا جدلاً أن أسد ورفاقه ارتكبوا أية مخالفة فهناك أطر قانونية كفيلة بمحاسبتهم.