Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
ماذا فعل القياديّان حتّى تريد واشنطن الانتقام منهما؟
عبدالله قمح
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الثلاثاء
17
تشرين الأول
2017
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
هناك مؤشّراتٌ واضحةٌ تدلّ على أنّ "ملاحقة حزب الله" لم تَعُد غايةً أميركيّة - إسرائيليّة فقط، بل للسعوديّة دورٌ ومصلحةٌ أيضاً، وما يُؤكّد هذا الكلام ظنّ أحد المتابعين من أنّ "المملكة" تراهن على استرجاع زمن "البوشَين" مع ترامب، ويرى في حملات الرياض السياسيّة وعقوبات واشنطن الماليّة تكاملاً يخدم الهدف نفسه ويقود إلى ذات النتيجة.
تبدأ القصّة من تقاطع المصالح السعودية - الأميركية التي تجسّدت في "حفلة الرياض" مطلع الصيف الحالي، إذ وضعت المملكة بين يدي "الجمهوري" سيولةً نقديّةً باعتمادٍ مفتوحٍ كمَكرُمةٍ له. الهدف غير المُعلنِ منها تمويل حملاتٍ ضدّ أعداءٍ مُشتركين لسياسات الجانبين.
إذاً وظيفة هذا الاعتماد تشبه إلى حدٍّ ما ذلك الذي استُخدِمَ زمن الرئيسين جورج بوش الاب والابن في حربين مدمِّرَتين على العراق بقيادة صدام حسين بذريعة "غزو الخليج"، ولاحقاً استخدام المال الخليجيّ لتمويل نزاعاتٍ واضطراباتٍ في العالم العربي، اندرجت ضمن خُطط الثنائي.
ويمكن الفهم بوضوح من دروب الرئيس الأميركيّ أنّ العقوبات الماليّة ثمّ الملايين المرصودة كمكافآتٍ لاعتقال بعض قادة حزب الله تخدم الهدف أعلاه.. لكن لماذا قرّرت واشنطن البدء بالملاحقة عبر هذين الرجلين؟
يعود بنا الحديث إلى زمن تبنّي حزب الله للأدبيّات الخُمينيّة خلال الثمانينيّات، التي رسمت شكل العلاقة مع الأميركيّين والغرب ثمّ ترجمة شعارات العداء لأميركا في الميدان عبر خطف الطائرات وتفجير السفارات والمَقَارّ العسكريّة في بيروت.
لكن وعلى الرغم من عدم وجود أدلّةٍ دامغةٍ على تورّط الحزب فيها أو إذا صحّ الاتّهام تخلّيه عنها بعد ذلك، أبقت المُخابرات الأميركيّة على نتائجها في سجلّاتها لكي يجري تفعيها عند الحاجة. فكلّما أرادت واشنطن التصويب على حزب الله لأغراضٍ سياسيّة، أخرجت تلك الذرائع من خزائنها كموجباتٍ تُبيحُ لها أيّة خُطواتٍ أو عملٍ أمنيٍّ أو ضربةٍ حتّى.
لكنّ المُتابع المعنيّ يُسقط هذا السبب بواقعيّة أنّ المسؤول عن كلّ هذه الأعمال (وفق الاتّهام الأميركيّ - أي الحاج عماد مُغنية) جرى اغتياله قبل تسعة أعوامٍ في دمشق! فما الموجب لنبشِ هذه الملفّات اليوم كون المسؤول عنها مات؟
يقود هذا السؤال إلى فهمِ أنّ للأميركيّين مآرب أخرى تبدأ بالاتّضاح كما تعمقنا باسم الرجلين المطلوبين، طلال حمية وفؤاد شكر.
وتتّهم واشنطن الأوّل بقيادة وحدة العمليّات الخارجيّة المعروفة باسم وحدة 910، والثاني -وهو اسم غير متداول كثيراً- بالقرب من دائرة القرار في الحزب، دون الانغماس أكثر في التفاصيل.
لكن يظهر أنّ خلف السريّة الموضوعة حول الاسمين، تحديداً "شكر"، ملفّات أمنيّة تبارز الجانبان فيها طِوال أعوامٍ على مسرح بيروت وأفضت نتائجها لمصلحة حزب الله، ما جعل من طلال حمية المطلوب الأوّل إسرائيليّاً ثم أميركيّاً (سربت أواخر عام 2016 عبر صحيفة يديعوت أحرنوت الناطقة باسم الجيش الإسرائيليّ صورةً لحمية مُذيّلةً بعبارة خليفة القيادي مصطفى بدر الدين الذي اغتيل بمحيط دمشق من العام نفسه، وعبارة رئيس فرع العمليّات الخارجيّة، وهي نفس الصورة والتوصيف الذي استخدمتها واشنطن).
يعتبر السياسيّ أنّ ربط اسم المطلوبين بـ"فرع العمليّات الخارجيّة"، يراد منه إعطاء ذرائع قانونيّة للخطوة الأميركيّة على اعتبار أنّ هذا الفرع يتّهمه بالوقوف خلف عمليّاتٍ أمنيّةٍ خارج حدود لبنان (تفجير حافلة بورغاس - بلغاريا عام 2012)، لتبرّر الملاحقة التي يتّضح أنّ أسبابها الحقيقيّة عكس ذلك كليّاً.
إذ تتوافر معلومات حول أمن حزب الله الذي بَرِعَ في السنوات الماضية بتفكيكِ شبكات التجسّس الأميركيّة على حزب الله التي تبيّن أنّ بعضاً منها يُنظّمُ عمليّة اختراق جسمه وآخر مهتمّ بعمليّاتٍ ميدانيّةٍ وتجنيد رجال أمنٍ وغير ذلك، ويظهر أنّ واشنطن تتّهم حمية شكر معاً بالضلوع خلف المسؤوليّة عن التفكيك.
وأسهم الرجلين بضرب رؤوس تلك الشبكات واعتقال أعضائها وتوفير معلومات للأجهزة اللبنانيّة وإشراكها في عمليّات تفكيك الشبكات الإسرائيليّة التي لم تكن مُنعزلة عن تلك الأميركيّة، ما فرّغ المحتوى الأميركيّ وجعل من شبكاته الأمنيّة موضع استهدافٍ حتّم عليها فيما بعد تجميد عملها مرحليّاً وبالتالي إخراجها من نطاق الفائدة لفترةٍ ليست بقصيرة.
لكن أبرز ما يحوم حول أسباب انحدار المواجهة الأميركيّة إلى هذا المستوى، هي نجاح الرجلين في توجيه ضرباتٍ لمنصّة المخابرات الأميركيّة العاملة في بيروت.
وقادت النجاحات في تفكيك الشبكات لانتقالها إلى داخل جسم حزب الله وتفكيك شيفرات قادت إلى اكتشاف تسرّبٍ وتسلّلٍ أميركيّ إلى دائرةِ الأمن، وتجنيد مسؤولين على مستوى وتوظيفهم في العمالة لصالح المخابرات الأميركيّة.
ومن بينهم المسؤول بفرع العمليّات الخارجيّة نفسه، محمد شوربا، الذي تبيّن أنّه ضالعٌ في ارتباطٍ استخباراتي مع الأميركيّين ووفّر لهم "داتا" كبير من المعلومات أدّت إلى تلقّي حزب الله ضرباتٍ أمنيّة.
ويُفهمُ من هذا الكلام أنّ أسباب واشنطن أمنيّة - عسكريّة وتأتي بغرض الانتقام من الرجلين وجعلهما أهدافاً لتبرّر الاتّهامات ولاحقاً تغطية أيّ عملٍ أمنيّ أو خطوة عسكريّة ما.
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا