Beirut
16°
|
Homepage
الزحفُ نحو الهاويةِ..
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الخميس 19 تشرين الأول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

مَن يُوقفُ استمرار الزحفِ نحو الهاوية، ومن يضمنُ عدم الوقوعِ فيها؟ من يضمنُ بقاء "ربطِ النزاعِ" مربوطاً وألّا يتدحرجَ ويصلَ إلى ما لا تُحمدَ عُقباه؟ من أيقظَ الصقور بعد أنّ نيّم الحمائم، وهل المصلحة اليوم بالتنبيشِ عن المُشكل أو في تداركه؟


أهلُ الحُكم لم يعودوا في وئام، الكلُّ ينتظرُ الكلّ على الكوعِ ويستنحُ الفُرصةَ المُناسِبةَ للانقضاضِ والنهش. الجميعُ جمّعَ ملفّاتٍ للجميعِ والكلّ غارقٌ في ذمّ الكل، لا بل ضائعونَ في أنهُرِ المصالحِ ومُحيطاتِ الصفقات، وأضحى كلّ موقفٍ يحتاجُ لردٍّ ثمّ الردُّ على الردِّ، حتّى أضحوا وأضحَينا وأمسَوا وأمسينَا على جوقةِ نقدٍ واختلافٍ وهجومٍ داخليٍّ وخارجيٍّ لا تنتهي فصولها بين أولياءِ الحُكمِ فيما بينهم، وبينهم أفرادُ أحزابِهم وبين الشّركاءِ أو الحلفاءِ سويّاً.


في تيّار المستقبل يُطلقُ وزيرُ الداخليّةِ نهاد المشنوق النّارَ على رئيسهِ سعد الحريري من خلفِ الكواليس، ثمّ يخرجُ على الإعلامِ مُبرّئاً ساحته!، يُشهرُ سيف انتقادِ التشكيلات القضائيّة في اللّقاءاتِ البيروتيّة ثمّ يعتبرُ أنّ هذا "رأي خاصّ". يرمي بسهمِ، نقيضةِ الوزيرِ جبران باسيل "الذي يستسهلُ معهُ الحريري مواقفهُ وتوريطاته" من نيويورك حتّى الأونيسكو، ثمّ يخرجُ النائبُ أحمد فتفت حاملاً لواءَ "مظلوميّة السُنّة" مُلوّحاً به في ساحةِ النجمة، وكأن مُمثّل السُنّة في الدولةِ لا عاجزَ عن الدفاعِ عن حقوقِ الطائفة.. يا إلهي ما الذي يحصل!

على مَرمَى القوّاتِ اللبنانيّة والتيّار الوطنيّ الحرّ ليس الوضعُ أفضلَ حالاً. لم تَعُد مقولةُ "أوعا خيّك" تُجدي نفعاً فـ"الخيّ" فقعَ من شِدّةِ ضربِ الأخِ على الحافر، والآخرَ لم يَعُد مُرتاحاً لبالِ شقيقِهِ، لذا أُوقِظَت الصقور من سَباتِها وامتطوا صهوةَ مِنبرِ مجلسِ النوّابِ لإطلاقِ المواقفِ الناريّة التي ومن شِبهِ المُؤكّدِ أنّها لم تأتِ مِن خارجِ دائرةِ القَبول السياسيّ لدى الفريقين.


تصويبُ رئيسِ التيّارِ الوطنيّ الحرّ وزيرُ الخارجيّة جبران باسيل على "مصالحةِ الجبل" واعتباره أنّها "غير شاملةٍ" قرأها الشريكُ في "الورقة" نواياها جيّداً، هي لا تغدو أقلّ مِن "صفعٍ لمعراب" وليست أكثرَ مِن "حركشةٍ" للمختارة!

وعلى الرّغم مِن تصويباتِ وإعادةِ تصويبِ "باسيل" التويتريّة، لكنّ نفوسَ من قُصدَ بالأمرِ لم تهدأ وانطوى عنها ردّاتُ فعلٍ تجلّت في مجلسِ النوّاب، إذ استعادَ النائب أنطوان زهرا نغمةَ الخطابِ البائدِ مُستلماً الحاجزَ بعد أنّ رفعَ المِتراس إلى أقصاه، وسلّط انتقاداتِهِ صوب "الشريك - الأخ" الذي كانَ قد ألمحَ إلى "العِظام والقبور" مُتّهماً إيّاه بـ"نبشِ التاريخ".

قال زهرا إنّ " التعلمَ من التاريخِ ليس نبشاً في التاريخِ أو قبوره، البعضُ يشتهي النبشَ في القبورِ، علينا أنّ نعيشَ الاستقلال ونحصّنهُ والدنيا استمراريّة". وعلى مسمعِ "باسيل" الصامت نُكزَ "زهرا" على الوجعِ مُعتبراً "محطّات بحجمِ التاريخِ وكِبَرِهِ صنعها رجالٌ كِبار، كالبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، لا نقبلُ أنّ تكونَ محلَّ جدالٍ والمسُ بها ممنوع، هذه خطوةٌ لبناءِ لبنان واستقرارِهِ لا نقبلُ أنّ تكونَ موضعَ نِقاش".

هكذا تحوّلَ النّقاشُ إلى نِزاعٍ بعد التراكُمات، ثمّ ذمٍ وتلطيشٍ وكوي أمامَ شاشاتِ التلفزةِ ما استدركهُ الرئيسُ نبيه برّي بالتلميحِ أنّنا "على الهواء" علّه يُهدّئ من روعِ النوّابِ المُحمّلينَ برواسبَ الحياةِ السياسيّةِ، وأثناء ذلك كادَ الأوكسجينُ أنّ ينقطعَ عن "باسيل" بعد وقوفِ النائب جورج عدوان على المِنبرِ ليتوجّهُ بقصفٍ مِنَ الأعيرةِ الثقيلةِ مُستهدفاً التيّارين معاً (المستقبل والتيّار) مارّاً على التشكيلاتِ القضائيّة وصفقةِ الكهرباءِ ومُلمّحاً إلى أنّ هناك مَن يحاولُ إقالة "رئيسِ دائرةِ المُناقصات لأنّهُ ينفّذ القانون" والغمزُ هنا معروفٌ لمن!

يأتي كلُّ ذلك ورئيسُ حزبِ القوّات سمير جعجع مشغولٌ بجولتِهِ الخارجيّة عاملاً على شحذِ هُممِ مُقاتليهِ السابقين بينما يتصارحُ "إخوانه" في بيروت، وكأنّه أعطى لهم أمر عمليّاتٍ بعدمِ "السكوتِ بعد اليومِ" عن التجاوزاتِ الحاصلة، خاصّةً وأنّ الأوساطَ تقرأُ في حديثِ الوزير "باسيل" من سوقِ الغربِ، أنّه موجّهٌ صوبَ القوّات والتقدّمي معاً، لأنّ "الرابيه" تنظرُ ضمنيّاً إلى ما أُنجِزَ على أنّهُ "مصالحةٌ بين حزبينِ لا طائفتين".

آخرونَ يرونَ أنّ فحوى خطاب "باسيل" ينصبُّ في اتّجاهِ الدفعِ نحو إجراءِ "هندسةٍ" على الاتّفاقِ لكي يشملَ "العونيّين" الذين كانوا جزءاً مِنَ الذي حصل في الجبل، أي أنّ البحث يقودُ إلى فهمِ أنّهم يريدونَ "قطعةً من قالبِ جُبنةِ المُصالحة" كي لا يبقى الجبلُ رازِحاً "إقطاعٌ تقدّميّ - قوّاتيّ"، على حدّ تعبيرهم!

المصيبةُ التي جَمعت أهل الحكم يزيد من شكوكِ انتهاءِ زمن "ربط النزاعِ" فيها أنّ "مِعراب" تُعيدُ التموضعَ نحو انتهاجِ سياسةٍ جديدةٍ تجاه "التيّار" ومن خلفهِ العهد، لا تصلُ إلى مستوى "فرطِ" الورقةِ التي يراها الطّرفان "ضرورةً سياسيّةً" لتهدئةِ النفوس، بل تبلُغ التمايزُ المُلطّف القريب من أسلوبِ الرابع عشر من آذار سابقاً لكن بجانبٍ "احترافي" ستظهرُ أشكالهُ وتجلّياته في المرحلةِ المُقبلة.

وما يقود إلى تعزيزِ هذه الشكوك ما ينتابُ العلاقة على مستوى قيادةِ الفريقين و"ضبّاط الإيقاع" الذينَ فَرمَلوا اجتماعَاتِهم الثنائيّة قبل مدّة، وليس واضحاً في الأفقِ أيّة مواعيد لاجتماعاتٍ جديدةٍ قد "تسحبُ فتائل" ساخنةً كثيرةً قد تتحوّل صواعق تُفجّرُ الألغام التي لم يتمّ إزالتها بعد.

"أيُعقلُ أن يقولَ البعضُ عن نفسهِ إنّهُ عنصريّ؟ هذا كلامٌ مُؤذٍ داخليّاً وخارجيّاً، والبعضُ ينبشُ القبورَ وكأنّهُ اشتاقَ للحربِ الأهليّة"، هكذا يختمُ النائبُ "احمد فتفت" فلتتهُ الخطابيّة بإشارةِ جدٍّ بالغة.. ربّما قرأها "أمنيّاً" وشاهدها تنمو في عقولِ البعض
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 9 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
إقامة دائمة لـ "السوريين" 10 فرنجية ليس شيطاناً والياس بو صعب خسارة كبيرة... نائب عوني يحذّر من قنبلة ستنفجر ونداء إلى بري! 6 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 2
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 11 القضاء يهدر جهود القوى الامنية… اخلاء سبيل عصابة خطف 7 زياد أسود يكشف خلفيات "فصل" بو صعب وعن "حضانة" باسيل: ما حدا باقي! 3
"خلافا للشائعات"... صواريخ "العراق" تكشف خفايا الهجوم على ايران! 12 صور "تظهر" حجم الأضرار في القاعدة الإيرانية المستهدفة! 8 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر