Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
خطوةٌ "زحليّة" لمُحاربة سرطان الثدي.. والقضاء عليه
ريتا الجمّال
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
20
تشرين الأول
2017
-
7:00
"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:
يُخصّصُ شهرُ تشرين الأوّل من كلّ عام، للتوعيةِ على سرطانِ الثدي في بلدانِ العالمِ كافّةً، بُغية زيادةِ الاهتمامِ بهذا المرض، وتقديم الدعمِ اللّازمِ للتوعيةِ على خطورتِهِ والإبكار في الكشفِ عنه وعلاجه، فضلاً عن تزويدِ المُصابينَ به بالرعايةِ المُخفّفةِ لوطأتِهِ. خصوصاً أنّ سرطانَ الثدي بحسبِ مُنظّمةِ الصحّةِ العالميّة يأتي في مقدّمةِ أنواعِ السرطانِ التي تُصيبُ النساءَ في العالمِ المُتقدّمِ والنامي على السواء، مع ارتفاعِ معدّلاتِ الإصابةِ بالسرطانِ في العالمِ النامي نتيجة زيادة متوسّطِ العُمرِ المُتوقّع، وزيادة التوسّع العمرانيّ واعتماد أنماطِ الحياةِ الغريبة.
وبهذهِ المُناسبة، تُقيمُ لجنة المرأة في أبرشيّةِ زحلة المارونيّة للسنةِ الرابعةِ على التوالي، برعايةِ وحضورِ المطران جوزف معوّض، ندوةً توعويّةً عن آخر المستجدّاتِ حول أورامِ الثدي، يُلقيها الدكتور شادي بريدي والأخصائيّة في علمِ النفسِ السّيدة اليز شبيب، وذلك يوم السبتِ الواقعِ في 21 تشرين الأوّل عند السّاعةِ السّابعةِ مساءً في قاعةِ مُطرانيّة زحلة المارونيّة في كسارة - زحلة، التي ستُضاءُ باللونِ الزهريّ، يليها إضاءةُ مقامِ تمثالِ السيّدة العذراء باللونِ الزهريّ أيضاً، حيث سيُصلّى على نيّةِ شفاءِ المرضى.
رئيسةُ اللّجنة السيّدة نيفين الهاشم، أشارت في اتّصالٍ مع "ليبانون ديبايت"، إلى أنّ "هذه الندوةُ مُهمّةٌ جدّاً، فهي تلعبُ دوراً أساسيّاً في التغلّب على سرطان الثدي، من خلالِ التوعيّةِ على هذا المرضِ الخبيث، وحثّ النساء على إجراءِ الصورةِ الشعاعيّة، لاكتشافِ المرضِ وهو في مراحلِهِ الأولى بُغية التمكّن من التخلّص منه، إذ إنّ نُسبَ الشّفاء ترتفعُ كثيراً عند الكشفِ المُبكرِ عن هذا النوعِ من السرطان. ولأجلِ ذلك، تحرصُ اللّجنةُ أيضاً على مساعدةِ النساءِ غير القادراتِ ماديّاً على إجراء الصورة، بتأمينِ هذا الفحصِ لها قبل فواتِ الأوان".
الهاشمُ التي عاشت تجربةَ سرطانِ الثدي وتمكّنت بفضلِ هذه الصورة من التخلّصِ من هذا المرض بوقتٍ مُبكرٍ قبل أن يضعَ حدّاً لحياتها، لفتت إلى أنّ "تجربتها أكبر مثال على ارتفاع فرص الشفاء من المرض عند اكتشافه المُبكر في مراحله الأوليّة، وما حصلَ العام الماضي إثباتٌ إضافيٌّ على أهميّة التوعية، إذ أجرت مئة وعشرين سيّدة الصورة الشعاعيّة ليتبيّن إصابة 4 نساء بهذا المرض، فاكتشفنَ الأمر وسارعنَ إلى سلوكِ طريقِ العِلاج سريعاً"، كاشفةً أنّ "السبت، ستُعطي إحدى السيّدات المُصابات سابقاً بمرضِ سرطانِ الثدي، شهادةَ حياة، عن مسارِها مع السرطان منذُ اليوم الأوّل على اكتشافِه، ومراحل العلاج وصولاً إلى تمكّنها من القضاءِ على المرض، الذي رغم أوجاعِهِ وتداعيّاتِهِ وعوارضِهِ، إلّا أنّهُ لم يسرق منها حياتها الطبيعيّة التي حافظت عليها، ما ساعدها كثيراً في عمليّة الشفاء".
وإذ شكرت الهاشم، "مستشفى الخوري على تبنّيها هذهِ المُبادرة، ومساعدة اللّجنة في إتمامِ مهامّها على صعيدِ التوعية، وإجراءِ الصورةِ الشعاعيّةِ بآلاتٍ حديثةٍ ومُتطوّرةٍ جدّاً"، لفتت إلى أنّ "مبنى المطرانيّة سيبقى مُضاءً باللونِ الزهريّ لمدّةِ أسبوع، أمّا مقام العذراءِ فسيبقى كذلك حتّى يوم الثلاثاء، شاكرةً في هذا السّياقِ السّيد أسعد نكد، وشركة كهرباءِ زحلة على جهودِهما اللّافتة".
الدكتور بريدي، لفتَ إلى الدورِ المُهمّ الذي يلعبهُ الكشفُ المُبكرُ عن سرطانِ الثدي في ارتفاعِ حُظوظِ الشفاء، إذ أثبتت الدّراسات العالميّة، أنّه عند اكتشافِ المرض في السّنة الأولى من ظهورِهِ، يُساعدُ كثيراً على القضاءِ عليه، خصوصاً عند إجراءِ العمليّةِ الجراحيّة، من هنا أهميّة حملةِ التوعية، التي لا تقتصرُ فقط على حثّ السيّداتِ على إجراءِ الصورةِ الشعاعيّة، بل تُشجّعهم من جهّةٍ ثانيةٍ على القيامِ بهذهِ الخطوةِ على اعتبار أنّها مجانيّة، وقد ساهمت الحملاتُ التي نُظِّمَت في الأعوامِ الثلاثة الماضية في كشفِ حالاتٍ مُصابةٍ بسرطانِ الثدي كانت تجهل إصابتها بهذا المرض، فكان الاكتشافُ المُبكّرُ والعلاج فالشفاء التامّ".
وأشارَ بريدي إلى أنّ "نُسبَ الإصابة بهذا المرض، ترتفعُ بشكلٍ كبيرٍ وملحوظ، خصوصاً عند النساءِ الصغيراتِ في السّن، علماً بأنَّ أحد أسبابِ المرض الأساسيّة كانَ التّقدّمُ في العمر، والذي على أساسهِ كان يُنصحُ بإجراءِ الصورةِ الشعاعيّةِ والفحصِ بعد عمرِ الخمسين، لكننّا اليوم أصبحنا ندعو إلى إجراء الفحصِ المُبكرِ عن عُمرٍ صغيرٍ أي بدءاً من الأربعين تقريباً، ولا تزال للأسفِ أسباب هذا التحوّل الكبيرِ مجهولةً".
بدورِها، لفتت الأخصائيّة في علمِ النفسِ السّيدةِ اليز شبيب، إلى أنّ "العِلاجَ النفسيّ هو بمستوى ذاكَ الطبّيِّ، ولهُ دورٌ أساسيٌّ في حياةِ المريض، من هنا نسعى دائماً إلى تكريسِ طاقةٍ إيجابيّةٍ حتّى في العباراتِ المُستخدمة، فبدل استخدام الكشفِ المُبكرِ أو التشخيصِ كاِسمِ للفحوصِ الطبيّةِ والشعاعيّة، يمكنُ استبدالُ هذه التعابيرُ بفحصِ "أنا بخير"، لِما لهُ من انعكاساتٍ تفاؤليّةٍ تَرتدّ إيجاباً على نفسيّةِ المريض، وقُدرته على تقبّلِ وضعهِ بدعمٍ أكبر، خصوصاً أنّ سرطانَ الثديّ باتَ لهُ علاجاتٌ شبه نهائيّة، من هنا أهميّة العامل النفسيّ".
ورأت شبيب أنّ "القلقَ والكآبة، هما بمثابةِ موتٍ بطيءٍ أخطر من مرضِ السرطانِ نفسه، ولا سيّما أنّ هذه المشاعرَ المُتشنّجةَ تبدأ منذ يوم إجراءِ الصورةِ الشعاعيّة ومعرفةِ حقيقةِ المرض، على اعتبار أنّنا تربّينا وكبرنا ونحن نسمعُ عن هذا المرضِ الخبيث، وعن تأثيراتِه السلبيّة على الجانبِ الأنثويّ للمرأةِ وارتدادِهِ على علاقتها مع زوجها، وهنا يأتي أيضاً دورُ هذا الأخير وحتّى الأولاد لمُساعدة المُصابةِ بمرضِ السرطانِ على تخطّي هذه المرحلةِ الصعبة، وتوقيتها، مع ضرورةِ توضيحِ فكرةِ المرضِ للعائلة، والتعامل معه بالطرقِ العلميّة أكثر".
وأوضحت أنّ "نسبةَ سرطان الثدي ترتفعُ سنةً بعد سنةٍ، والعلاجُ النفسيّ باتَ الطريقَ الذي يسلكهُ كلُّ مريضٍ حتّى أنّ الأطباءَ ينصحونَ به خصوصاً عندما يرونَ أنّ المُصابةَ بهذا النوعِ من السرطانِ لا تستجيب إلى الدواءِ والعِلاجِ الطبيّ بالشكلِ المطلوب، فيُصار عندها إلى اعتمادِ العلاجِ النفسيّ ما من شأنِهِ أن يُحدِثَ تطوّراتٍ إيجابيّةٍ كثيرة"، لافتةً إلى أنّ "مراحلَ العلاجِ النفسيّ، تمرّ بالتحليلِ، فالسلوكِ، وكيفيّة تعاطي العائلة، ويتخلّلهُ جلساتٌ فرديّة مع المريض، ومن ثمّ تلكَ التي يجتمعُ فيها مصابونَ بالمرضِ نفسه، ليتحدّثوا عن تجربتِهم والصعوبات التي مرّوا بها والتطوّراتِ التي حصلت معهم، حتّى يعلم المريضُ أنّهُ ليس لوحدهِ بل هناك الكثيرُ من الحالاتِ الشبيهةِ، ومن ثمّ يُصارُ إلى عقدِ جلساتٍ أيضاً مع الزوجِ والأهل".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا