Beirut
16°
|
Homepage
مكيدةٌ "ثلاثيّة الأبعاد" تدبّرها السعودية لـ"عون"
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الثلاثاء 24 تشرين الأول 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

ما إنْ غادرَ رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع الأراضي السعودية حتّى ارتفع صُراخ حزبه في بيروت أكثر فأكثر سيّما في الدوائر السياسية. بلغ الضجيج الزُّبى! فالوزراء يقودون تمرّداً داخل الحكومة، النائب جورج عدوان يرفع سيف المواجهة مع المصرف المركزيّ في مجلس النوّاب، أمّا في الإعلام فتُصرف نيّات الاستقالة وتُوزَّع بالجملة والمفرّق.. هكذا فجأةً أصبحت "ورقة إعلان النوايا" في الحضيض، ولم يَعُد أحد يَطيق الثاني.

هناكَ "حبلٌ" يَربطُ العلاقة بين "القوّات اللبنانيّة" و "التيّار الوطنيّ الحرّ"، أصبحَ رفيعاً الآن من كثرة الشدِّ والشدِّ المُضاد. أساساً ليس فقط الحبل أصبع رفيعاً بل الصبر أيضاً. "القوّاتيون" لم يعودوا يصبرون على "فُتات التيّار" المتروك لهم من ورشة "الدولة"، وقبل أنّ يجري إطفاء شمعة "العهد" الأولى، باتت "المُفرِّقات" أكثر من "المُجمّعات".


على مقلب "تيّار المستقبل" ليس الحال أقل منه سوءاً. وزير الداخلية نُهاد المشنوق أنجزَ "تكويعةً" بنسبة 180 درجة مُسلّطاً غضب فريقه المحصور خلف الأبواب المغلقة على الوزير جبران باسيل بعد أنْ نعتَ سياساته بـ"الشاردة". الموضوع لا يقتصر على "المشنوق" الذي كان بليغاً في سرد النِّزاع والهجوم، بل على الحريري أيضاً الذي كان كـ"بالع الموس" لا يريد التكلّم كي لا ينجرح كذلك لا يستطيع السكوت، فيخرج بين الفَينَةِ والأُخرى بغاراتٍ قد لا تصلح لشيءٍ سِوى للقول "ها أنّا هنا يا قوم!".

كما في السياسية كذلك في الدبلوماسيّة.. مرشحو صفقة "التيّارين" (المستقبل - الوطنيّ الحرّ) من السفراء لا يجدون طريق عبورهم في أكثر من عاصمة خليجيّة. هناك "فيتويات" مرفوعة على الأسماء بذرائع مختلفة، وإن دقّقنا مثلاً بسفيرنا في الرياض، لوجدنا أنّ الصفعة ليست للتيّار الأزرق بقدر ما هي للبرتقاليّ، بعد تسريب ربط قبول أوراق اعتماد السفير بمقايضة قبول "السعوديّ" أولاً في بيروت!

ومن بين رُكام هذه النزاعات، يُعاد إنتاج تسريباتٍ دارت قبل فترةٍ قصيرةٍ داخل صالوناتٍ سياسيّة، فحوَها أنّ إقرار الحزمة الجديدة من العقوبات الماليّة الأميركيّة على حزب الله، ستبلغ تأثيراتها "رجالات بعبدا" الذين لن يكونوا في حلٍ عن هزّاتها الارتداديّة، والإشارة هنا مُوجّهةٌ صوب رجال أعمالٍ يمتهنون "الشُّغل بالعملات الصعبة" ويُقال أميركيّاً أنّ جزءاً من أرباحهم يعود ريعها كـ"تبرّعاتٍ" لتغطية أنشطة التيّار الوطنيّ الحرّ!

إذاً، وجه مقارعة "التيّار" ليس مرتبطاً ببعدٍ واحدٍ بل بثلاثة أبعادٍ يُراد منها تطويعه بعد اعتماده -وفق وجهة النظر الأُخرى- سياسات تضرُّ بمصلحة السعودية في بيروت، وهذا الشعور تترجمهُ تصرفات الوزير ثامر السبهان الأخيرة.

تُفسّر أقطابٌ تُعتبرُ أطرافاً قويّةً داخل صالوناتٍ سياسيّةٍ الأمر بأنّه "سلسلة انتقامٍ واضحةٍ وعلى مراحل من التيّار الوطنيّ الحرّ"، فهو أيضاً يشكّلُ جزءاً من "ماكينة حزب الله" (وفق النظرة الأميركيّة - الخليجيّة) والحزب يتلطّى بأكثر من سياسةٍ واحدة بحليفه المسيحيّ الذي كان قد سبق أنّ أعلن رئيس الجمهوريّة أنّه "متلازمٌ معه" والتجارب أثبتت صعوبة إخراج عون من دائرة حزب الله.

وكون السعودية تمتهن سياسة الإحراج والإيذاء، يُسرّبُ أنّها تَعُدّ نمطاً آخر من رزمة العقوبات الماليّة على حزب الله لكن ضمن بوتقةٍ خليجيّةٍ – عربيّة، وتريد لها أنّ تَعبِرَ بأمانٍ نحو أهدافها، وتالياً تريد أنّ تُعمّم مسوّدتها في بيروت من جانب حلفائها الجُدد، وعليه ربط أحد السياسيّين خطوة النائب عدوان على أنّها تتناسق مع هذا التوجّه وتستهدف خطوات احتواء الحاكم رياض سلامة للعقوبات الأميركيّة عبر ابتكار "سلسلةٍ قانونيّةٍ مَرِنَة" قد "تُفلتِرَها".

وربّما ليس "عدوان" بوارد خدمة مصلحةٍ سياسيّةٍ ما بقدر ما له مصلحة في تمرير أطراف ملفٍّ كان يملك أوراقه منذ وقتٍ ليس بقصير، لكن تقاطع المصالح ضمن هذا الجوّ ربّما سمح له باعتمار منبر مجلس النوّاب وفتح ما بين يديه أمام الرأي العامّ، ليخلُص السياسيّ بالقول إنّ "لا شيء في البلد معزولٌ عن الأجواء المُحيطة وكلّ خطوةٍ بحاجةٍ لتغطية، والأكيد أنّ عدوان نال تغطية جعجع"، لكن لأيّ سبب؟

يعود بِنَا الحديث للمقام الأوّل، أي خدمة توجّهاتٍ سعوديّةٍ ربّما أشير بها نحو جعجع خلال مكوثه في السعودية لساعات، وفي المقام الثاني تجهيز ورقة عقوباتٍ سعوديّةٍ كي يجري تزخيمها بشقيقتها الأميركيّة ثمّ رميها على لبنان وفرض تنفيذها عليه، وهو ما سيضع العهد في مأزقين، الأوّل في كيفيّة إيجاد الترجمة الصالحة للتنفيذ دون أنّ تُؤثّر على الاقتصاد والداخل اللبنانيّ معاً، والثاني الابتعاد عن إزعاج حزب الله بها، وهو الرِّهان السعوديّ على إيجاد ثغرةٍ ما قد تُوقِع بين التيّار الوطنيّ الحرّ وحليفه الأقرب حزب الله.

من هنا، ثَمَّة من يقرأ مكيدة سعوديّة يجري تحضيرها بهدوءٍ واستغلال هذا الظرف لتمريرِ أوراقِها تأتي كجزءٍ من موجة الانتقام من التيّار الوطنيّ الحرّ الذي بدأ يوم قرّر العماد عون الإبقاء على سياساته وتحالفاته الداخليّة في تيّاره كما هي.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
ابن الـ 24 عاماً يُفجع زغرتا! 9 تصلّبٌ مفاجئ! 5 "الجنون" يضرب نيسان... خنيصر يتحدّث عن أمرٍ نادر ويكشف "مفاجأة"! (فيديو) 1
ابن الـ12 عاماً يروج المخدرات... ماذا جرى في إحدى مدارس لبنان؟ (فيديو) 10 بشأن تسديد الفاتورة سواء بالدولار أو الليرة... بيان من "كهرباء لبنان"! 6 سرقة أسلحة وذخائر من إحدى فصائل قوى الأمن… حاميها حراميها 2
سيناريو يهدد دولار الـ 89 ألف ليرة.. خبير اقتصادي يكشف معلومات مهمة عن الخطة المقبلة! 11 بسبب الإيجار... إقتحمت وابنها منزلاً وقتلا إثنين! (فيديو) 7 سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع كبير... كم سيبلغ؟! 3
"القادم خطير جداً"... العريضي يتحدّث عن "زحطة" كبيرة للقوات! 12 طارد مواطن بهدف سلبه عند أنفاق المطار... هل وقعتم ضحيّة أعماله؟ 8 "حربٌ أهلية"... هذا ما تنبّأ به ماسك! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر