Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
بعد التلويح بالاستقالة.. "القوّات" حقّقت ما أرادت!
المحرر السياسي
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الاربعاء
25
تشرين الأول
2017
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - المحرِّر السياسي
انفجر "الميزان" الذي كان يقيس قدرة القوّات اللبنانية على احتواء حرارة "جنوح" شركيها في الحكم، التيّار الوطنيّ الحر، ووصل الخِلاف حدّ التلويح باستقالة وزرائها من الحكومة ممّا دفع بالرئيس سعد الحريري إلى أخذ وقتٍ مُستقطع في رحلته الخارجية عاملاً على محاولة "ركلجة الحكيم" علّهُ يتجاوز هذه المحنة!
الخِلاف كما بات معلوماً لدى الجميع، ليس بجديدٍ. أساساً "القوّات" تجد مشكلةً في "هضم" تصرّفات (أو تجاوزات) "ندّها" البرتقالي، وما فجّر "القلوب المليانة" أخيراً، وفق مصادر متابعة، هو عدم الأخذ برأي معراب في تعيينات مجالس إدارة بعض المستشفيات الحكوميّة في عددٍ من المناطق.
وما رفع من وتيرة الاحتقان، أنّ القوّات لم تَعُد تَجِد أيّ أمرٍ تقترحه فيُؤخذ به أو يمرّ! وبالتالي هي تراكم الضربات دون الأخذ بأيّ ردّات فعلٍ تكون بمستوى تفريغ هذا الاحتقان، ما زاد الأمر سوءاً وجعله يصل حدّ التلويح العلني عبر وسائل الإعلام.
ولا ريب في أنَّ "معراب" تنظر إلى مشاركتها في الحكومة على أنّها بعيدةٌ عن مستوى الآمال التي عُقدت أو "مسلوبة القدرات". ففي وقتٍ ظنّت أنّ دخولها إلى جانب "التيّار" كجزءٍ قويٍّ - شريكٍ في الحكم سيعود عليها بالفوائد، اكتشفت لاحقاً أنّ كل ما نالته لا يغدو أكثر من ضربات متتالية على الرأس وضعتها أمام جمهورها في حَرج، فالجمهور يطلب منها الكثير وهي لا تقدّم له سوى القليل، والسبب وقوف وزراء التيّار حجر عثرة أمامها.
متابعون آخرون يقيّمون الخلاف بالميزان. "أنّه خلافٌ على المكتسبات" يقول أحدهم، ويحلّل أنّ "التيّار" نال الكثير خلال عامٍ كامل من وجوده في الحكم، بينما "القوّات" لم تصل إلى درجةٍ "أقل الممكن"! وبالتالي تشعر حالياً أنّ "النزاع" انتقل معها الى مستوى "تقشيطها" ما حصّلته سابقاً، أو توريطها في حكومةٍ لا تذرّ عليها بشيء، بل تأخذ منها "موقف الحماية والتغطية"، لذلك اختارت على لسان رئيسها سمير جعجع أنّ تلوّح بإمكانيّة الاستقالة ومغادرة الحكومة!
إذاً لُبّ الخلاف هو المناقصات، بحسب كلام الدكتور جعجع: "إنّ الاستقالة واردةٌ إذا بلغت الخروقات حدَّ عودة العلاقات مع نظام الأسد واستمرار محاولات تمرير المناقصات المشبوهة". جديده إعادة تمديد فترة قبول العروضات في موضوع "الطاقة"، وهو قلب التحدّي الذي تشعر به القوّات اليوم، إذ إنّ كل معارضتها يجري ضربها في الأرض دون الأخذ بالحسبان ولو بمادّةٍ ممّا تقول، ما يعرّضها للابتزاز.
الخلاف السائد حاليّاً، تقلّل من شأنه مراجع سياسيّة متابعة، إذ تعتبر أنّ تلويح القوّات بالاستقالة ليس سِوى "زوبعة في فنجان" والتلويح عبر الإعلام لا يمكن وضعه إلّا ضمن مندرجات ثلاث:
- توجيه رسالةٍ إلى السياسيّين لتحذيرهم من مغبّة الاستمرار في ذات الوضعية
- مراكمة خطواتٍ شعبيّة على أبواب الانتخابات
- الاستفادة منها في شدِّ عصب المناصرين
وعليه تستخلص المراجع، أنَّ القوّات لن تقلب الطاولة على أطراف الحكم رغم أنّه لا تستفيد منهم بشيء، كونها تُدرك أنّ أي "دعسةٍ ناقصة" قد تُستغَلّ من قِبَلِ بعض الداعين أو
أو المستفيدين من مشروع تأجيل الانتخابات وتطييرها بذريعة "أنّ هناك عناصر تأزيمٍ طرأت على المشهد" و"القوّات" لا تريد أن توفّر الأسباب لهم!
ثمّ تقرأ في فنجان "معراب"، أنّ "الحزب المسيحيّ" يريد مراكمة مظلوميّةٍ في مكانٍ ما لاستخدامها ضدّ التيّار في الانتخابات، لذلك ومنذ الآن وصاعداً، سنشهد الكثير من هذه التهديدات والتلويحات وربّما الحركات السياسيّة الكيدية في كلّ الأمكنة وعلى الإعلام أيضاً.
وتبرز هذه الإشارات في بعض الأوجه، أنَّ القوّات تريد معاينة النتائج من خلف طروحاتها، وفي حالة التلويح بالاستقالة مثلاً، أرادت اختبار شارعها في حال اختارت سلوك هذا الدرب جديّاً، أي بمعنى أوضح أنّها أنزلت "امتحاناً شعبياً" إلى الشارع ثم بدأت ترصد ردّات الفعل عليه وتختبر مدى تجاوب الناس مع هذا الطرح ثم وضعه ضمن "أنبوب تحليلٍ سياسيّ" وقراءة ما سينتج عنه.
وربّما لمست القوّات جودةً نابعةً من خُلاصة نتائج هذا الطرح، وتقديماته قد تنفعها في الانتخابات النيابية، وتأسيساً على كلّ ذلك خرج رئيسها الدكتور سمير جعجع ليُصرّح مبدياً الاستعداد للاستقالة مقرونةً بـ"حِدّة الخُروقات"!
ورغم كلّ ما قيل بحقّ "حزب القوّات" خلال الأيّام التالية لتقديمها هذا التهديد على مذبح الحكومة ووضعه محمل الجدّ انطلاقاً من كلام جعجع، فأنّ القوّات نجحت في شدّ عصب شارعها وربّما شوارع أخرى ووضعت الحكومة في حَرجٍ ودقّت مسماراً جديداً في نعش "النوايا" وبات الأمر لا يستقيم إلّا بحصول لقاءٍ بين الرئيس العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع، تراه مصادر "بعيداً" لأنّ الرئيس "وضع الحلّ عند الوزير جبران باسيل".
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان،
اضغط هنا