"ليبانون ديبايت":

تصدّر في الفترة الاخيرة، عنوان "الاحباط السنيّ"، العناوين "الاعلاميّة"، والسياسيّة، بحيث بات مُقدّمة للنشرات الاخباريّة و"المنشيتات" الصحافيّة، التي تطرّقت اليه من زوايا عدّة، أبرزها المواجهة العلنيّة والصريحة بين "تيّار المستقبل" ورئيسه سعد الحريري، والفريق السنيّ المُعارض له، الامر بدأ يُهدّد الطائفة السّنية نفسها، في وجودها واستقرارها وثباتها، ويأخذها الى أماكن الفتنة التي قد تقضي على البلد بأكمله.

وبين الفريقين المُتنازعين، وغياب محاولات تقريب المسافات بما في ذلك من مصلحة للطائفة والوطن، برز دور كبير لرئيس حزب "الحوار الوطني" ورجل الاعمال فؤاد مخزومي، على صعيد الدخول كوسيط لحلّ هذا النزاع أو على الأقلّ التخفيف من حدّة المواجهات بين أبناء الطائفة الواحدة، حيث انّ مصادر مقرّبة من مخزومي، كشفت لـ"ليبانون ديبايت"، عن لقاء جمع رئيس "الحوار الوطني" مع مدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري، يوم الثلاثاء، في احد المطاعم البيروتيّة، حتّى يكون المخزومي صلة وصل في هذا الموضوع، لتقريب وجهات النظر، داخل الطائفة السنيّة، ومعالجة الأسباب التي دفعت بالسّنة الى الشعور بالتهميش".

ورأت المصادر أنّ "حركة المخزومي هذه ليست الأولى، فهو دعا في مراحل كثيرة سابقة، الى إزالة الاحباط المسيحي يوم كان الرئيس ميشال عون في المنفى، والدكتور سمير جعجع في السّجن، وما تبع هذه الفترة، وكذلك، فتح مؤسّساته للوقوف الى جانب اهالي الطائفة الشيعيّة إبّان حرب تمّوز، وها هو اليوم يريد أيضاً أن يقف الى جانب ابناء طائفته للخروج من هذه الأزمة، وحماية الطائفة وتقوية صفوفها لا إضعافها"، كاشفةً أنّ السبب الاساسي وراء ما يحصل، يعود الى ضعف القيادات السياسيّة".

بدوره، أكّد منسّق عام بيروت في "تيّار المستقبل" وليد دمشقيّة، في اتصال مع "ليبانون ديبايت"، أن "هناك صورة سلبيّة تُرسم عن الواقع السنيّ، هدفها الاساسي ضرب الرئيس سعد الحريري، وتصويره بأنه لا يدافع عن حقوق أهل السّنة، علماً بأنّ تيّار المستقبل بشكل عام لا يتحدّث لغة الطوائف والمذاهب، مع أنّ تركيبة البلد السياسيّة تدفع الى التطرّق في بعض الاحيان الى مسألة الحصص، والتوزيع المنصوص عنه أصلاً في النصوص القانونيّة والدستوريّة"، مشيراً الى أنّ "الحريري ردّ بحزم من على منبر مجلس النوّاب، بقوله أنّ أهل السنة ليسوا محبطين، بل على العكس، بقوا متمسكين بالاعتدال والدولة والعدالة واكملوا... وحسم هذا الموضوع، لكن للأسف، هناك جهّات تستغلّ هذا الامر وسترفع لاحقاً من منسوب استغلاله لغايات انتخابيّة وكسب الاصوات التفضيليّة".

وتوقّف دمشقيّة في هذا السّياق على ما تعرّض له أيضاً الأمين العام لـ "المستقبل" أحمد الحريري قبل يومين من تحريف لكلامه وتجزئة مقصودة، بحيث صوّروا الموضوع وكأنّه يطال اهالي بيروت لاستغلاله انتخابيّاً خصوصاً في العاصمة، في حين كان كلامه واضحاً وموجّهاً بالاساس الى كوادر التيّار، معتبراً أنّ "هناك مواجهات اعلاميّة تُقاد بوجه الحريري، من قبل أفرقاء سنّيين ضدّ رئيس الحكومة والمستقبل ككلّ، لاحتلال مكانه في مجلس النوّاب، من خلال اللعب على عواطف الناس والاستفادة من الثغرات والظهور بموقع المُدافع عن الطائفة وحقوقها لنيل الاصوات الانتخابيّة".

وسأل دمشقيّة: لماذا لم يثر أحداً موضوع "الاحباط السّني، يوم كان الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة؟.مؤكّداً أنّ "الرئيس الحريري زعيماً وطنيّاً، كما أنه رئيس حكومة كلّ لبنان، وقد أثبت ولا يزال يُثبت أنّه رجل الاعتدال ولا يتحدّث سوى بلغّة الوطن".