Beirut
16°
|
Homepage
هل تحصل "المُعجزة" في الحزب القوميّ؟
نهلا ناصر الدين | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 01 تشرين الثاني 2017 - 0:00

تحوّلت القاعدة الثنائيّة لرئاسة الحزب في السنوات الماضية إلى عُرفٍ مقيت

ما حصل لافتاً للاهتمام وهناك إمكانيّة لرؤية وجوهٍ جديدةٍ في رئاسة الحزب

تستبعد مصادر أخرى حصول مثل هكذا معجزة في الحزب القوميّ


"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين

الرابع من تشرين الثاني الجاري، تاريخٌ يتحضّر له "القوميّون" بكلِّ ما أُوتوا من قوّة، وموعدٌ له أن يُغيّرَ وجه الحزب القوميّ التقليدي، كونه قد يرسم ملامح رئاسيّة جديدة بعد سنواتٍ طويلةٍ من تبادل الأدوار في المراكز حتّى غدا عُرفاً سياسيّاً مقيتاً في حزبٍ عُرِفَ عنه تبادل السلطة واستخراج الوجوه الجديدة.

فبعد المشاكل الكثيرة التي عانى منها الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ والتي انتهت بتسويةٍ أدّت إلى تقدّم رئيس الحزب، وزير الدولة لشؤونِ مجلس النوّاب علي قانصوه، استقالته من منصب رئاسة الحزب الذي تسلّمه في شهر آب 2016، لأسبابٍ "دستوريّة" مرتبطة بعدم سماح النظام الداخليّ للحزب بالمزاوجة بين المسؤوليات، بعد أن وصل الشلل والخلاف مع المعارضة إلى حائطٍ مسدود (إمّا استقالة قانصوه من رئاسة الحزب أو استقالته من الحكومة).


وكان من مُوجبات هذه التسوية التي جرى التوصّل إليها بشقّ الأنفس، للحؤول دون استمرار سياسة تعطيل عمل المجلس الأعلى، أن يتقدّم رئيس هذا المجلس، محمود عبد الخالق، باستقالته أيضاً علماً أنّ ولايته كانت ستنتهي في حزيران المقبل من العام 2018.

وفور الفراغ من تقديم الاستقالات، ترشّح النائب أسعد حردان (الرجل المُهيمن على هيئات الحزب) كما يصفه كثيرون، لرئاسة المجلس الأعلى ففاز بالتزكية، وبالتالي أصبح رئيساً للمجلس الذي يُفترَض أن ينتخب رئيساً بعد 14 يوماً من تقديم الاستقالة، على أن يُكمِل الرئيس المُقبل ولاية قانصوه التي تستمرّ حتى المؤتمر المُقبل للحزب، في العام 2020.

وكون التجارب مرّة في الحزب، خُيّل للكثيرين، أنّ النائب حردان سيعودُ إلى رئاسة الحزب وفق تبادل الأدوار السابق، لكن المُفاجأة كانت بتنحّيه مقابل استلامه رئاسة المجلس الأعلى الذي يحوز فيه على ثقة غالبية أعضائه، ما جعله مقرّراً للرئاسة بدل أن يكون حاملاً لها، في تطوّرٍ يحصل للمرّة الأولى، ما فتح الباب أمام دخول مُرشّحين آخرين إلى السباق.

وبخروج "حردان" من دائرة الترشّح للرئاسة، يعني أنَّ كسر القاعدة الثنائية لرئاسة الحزب القوميّ (حردان أو قانصوه) والتي تحوّلت في السنوات الماضية إلى عُرفٍ ضَرب ديمقراطيّة الحزب وأدخله بتململ، ستنكسرُ هذه الدورة على اعتبار أنّ قانصوه قدّم استقالته من الرئاسة ولا يمكنه العودة إليها لأنّه يشغل منصب وزيرٍ في الحكومة الحالية، وحردان كذلك الأمر كونه يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى.

فهل تحصل المعجزة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ؟
تنقسم مصادر الحزب تجاه هذه "المعجزة". وتُشير في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" إلى أنَّ ما حصل لافتٌ للاهتمام كونه فتح نافذةً لرؤية وجوهٍ جديدةٍ في رئاسة الحزب، التي يمكن أن يصلَ إليها للمرّة الأولى رئيس من خارج الاصطفافات السابقة.

وفي المعلومات، إنّ "المعارضة القوميّة" تعمل على ذلك، ولكنّها حتّى اليوم لم تُقدّم مرشّحها الصريح للرئاسة، "لسببٍ تكتيكيٍّ بحت مُرتبط بخطّة تتبعها وهي عدم حرق أوراقها قبل وقتٍ من الانتخابات الرئاسيّة، والعمل على عنصر المُفاجأة".

كيف ذلك؟ يكشف مصدرٌ، أنَّ "دستور الحزب لا يُحدّد وقت إقفال باب الترشيح بتاريخ، ما يسمح بإخفاء أوراقٍ وإبرازها في الوقت القاتل" ومعنى ذلك، أنّ العضو في المجلس الأعلى من المُمكن حسب النظام الداخلي للحزب، أن يتقدّم بترشّحه أثناء الجلسة وقبل الدخولِ في التصويت بعد المُناداة بأسماء المُرشّحين، إذ يبقى باب الترشّح مفتوحاً حتّى لحظة الانتخاب.

ويقول إنّ المعارضة ربّما تُخفي أسماءً في جعبتها، علماً أنّ ما طُرِح حتى تاريخه من ترشيحاتٍ ما زالت قليلةً نسبةً إلى المهتمّين بالمنصب، ما يُعزّز إمكانيّة تقديم الأسماء داخل الجلسة السرّية.

هذا الكلام، تقلّل من شأنه مصادر قوميّة أُخرى تُحسب على "المعارضة" تستبعد حصول مثل هكذا معجزة في الحزب القوميّ، لكنّها تُؤكّد أنّه "على الرغم من الأجواء المؤاتية لحصول المُعجزة، إلّا أنّ الشياطين ما زالت تكمن في التفاصيل، إذ إنّ حردان الذي يُهيمِن على الغالبيّة الساحقة من أعضاء المجلس الأعلى، هو اليوم على رأس السلطة التي بيدها قرار انتخاب الرئيس، ما يمكّنه من تمرير المُرشّح الذي يريد، وعندها يكون حردان رئيساً للمجلس الأعلى ورئيساً للحزب في الظل".

وترى المصادر نفسها أنّ "المشكلة في الحزب القومي اليوم لا تكمن في الأشخاص، بل في النهج المُعتمد الذي جاء نتيجة اتّفاق الوحدة الذي حصل عام 1996 وكانت شبيهةً من حيث الإفرازات لما أفرزه اتّفاق الطائف من حيث تقاسم السلطة بين زعمات الحرب".

فهل تتحقّق المُعجزة في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ في 4 تشرين الثاني الجاري ويجري الخروج كلّياً من الإفرازات السياسيّة لاتّفاق 96، ويأتي الحزب بوجهٍ جديدٍ يتمّ تبادل السلطات فيه ويُعيد القوميّون الذين خرجوا عن الجسم نتيجة التململ والهيمنة وإبعادهم عن سلطة القرار، أم إنَّ الانتخاب سيكون صُوَريّاً وسيأتي بأحد أقطاب المهيمنين على الحزب؟ سؤالٌ سنعرف إجابته بعد ثلاثة أيامٍ فقط من تاريخ اليوم.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
نائب يودّع العزوبية بعد أسابيع! 9 أرسل صوراً لـ"القبة الحديدية"... هكذا خدعت طهران جندي إسرائيلي! 5 طائرة تهبط في مطار بيروت وعليها عبارة "تل أبيب"! 1
مرة جديدة... الجيش الإسرائيلي يستهدف بعلبك! (فيديو) 10 عملية للحزب في عمق اسرائيل... صقور متفجرة تدك القاعدة العسكرية الأكبر! 6 "الإتفاق حصل"... بو صعب سيبلغ بري بهذا الأمر! 2
بعد إنتحار شاب... نائب يُثير موضوع ألعاب الميسر 11 رواتب القطاع العام في خطر هذا الشهر! 7 صوت قوي "يوقظ" سكان الجديدة... ماذا حصل عند "ABDO"؟! (فيديو) 3
200 ألف مقاتل سوري يهددون لبنان.. ناجي حايك يتحدث عن "أمر كبير" طُلِب من الحزب ويكشف حقيقة جبران! 12 الإثنين يوم مفصلي... هل يحمل البشرى؟! 8 الرواية الحقيقية لـ "إنفجار دورس"! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر