Beirut
16°
|
Homepage
أزمة السّير إلى الحلّ والمشاريع بدأت.. وماذا كشف سعيد عن سكّة الحديد؟
ريتا الجمّال | المصدر: ليبانون ديبايت | الاربعاء 01 تشرين الثاني 2017 - 1:00

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

صحيح أنّ الحرب اللبنانيّة انتهت وطويت صفحتها، وأنّ لبنان رفع راية الاستقلال بعد احتلالٍ دام طويلاً، وصمدَ بوجه الزلازل الخارجيّة والهزّات الداخليّة، الّا أنّ كتاب الماضي لا يزال مفتوحاً على تداعيات الاحداث السّابقة وانعكاساتها السلبيّة على الوضع الرّاهن، ليس فقط على الصعيد السياسيّ والامنيّ والمؤسّساتي والادراي والاجتماعي والسّياحي فالمعيشي، إنّما أيضاً على صعيد "أزمة مُزمنة" عجزت العهود والحكومات المُتعاقبة على ايجاد حلول لها، والتي تحوّلت الى كابوس يوميّ يتمنّى المُواطن اللبنانيّ الاستيقاظ منه قبل أن يُدمّره نفسيّاً ويُرهقه جسديّاً ويُفلسه مادّياً.

أزمة السّير في لبنان، والاختناقات المُروريّة اليوميّة الصباحيّة والمسائيّة، التي بدأت تقضي شيئاً فشيء على أنفاس اللبنانيّين وصبرهم خصوصاً بعدما استنزفوا كلّ وسائل الهرب من "العجقة"، وأُغلقت كلّ الطرقات الرئيسيّة الفرعيّة بوجههم، والتي تُكبّد الاقتصاد المحليّ سنويّاً خسائر بملايين الدولارات، ووضعت لبنان في المرتبة 124 من أصل 138 دولة من حيث جودة الطرق، تعود الى الواجهة كلّ عام في مثل هذا الوقت والفصل، على الرغم من أنها تمتدّ على كلّ الفصول، لكنّ للشتاء بشكل أساسيّ قُدرة على رفع منسوب الازمة نتيجة "الفيضانات"... فهل سيتكرّر مشهد "البَهدلة" ذاته هذه السنة، أم أنّ العهد الجديد سيُحقّق المُعجزة التي فشلت في تحقيقها العهود السّابقة، خصوصاً وأنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، تعهّد وضع هذا الملفّ ضمن أولويّاته؟!


مُستشار رئيس الجمهورية للشؤون الهندسيّة المُهندس أنطون سعيد، أكّد في حديث الى "ليبانون ديبايت"، أنّ "الأزمة المُروريّة مُرتبطة بعوامل عدّة، وتراكُمات طويلة من الاهمال، وقلّة المُتابعة والرصد، وغياب الموازنة، والعجز الماليّ، والاستملاكات العالقة ولا يُمكن حلّها بسحرِ ساحرٍ، لكنّ رئيس الجمهوريّة يُعطي أهميّة كبيرة لهذا الموضوع، نظراً لما يُشكّله من ضغط بالدرجة الاولى على المُواطنين، وعلى أصعد مختلفة".

وأشار سعيد الى أنّ "هناك الكثير من المشاريع التي دخلت حيّز التنفيذ وأخرى في طور الاعداد لها، وقسم كبير يُعمل على تحريكها مُجدّداً فيما كان موضوعاً في الادراج لفترة طويلة، رغم أنّه كان كاملاً مُكتملاً، كما هناك تنسيقاً لافتاً مع وزارة الاشغال المُتعاونة جدّاً في هذا المجال، وكذلك مع مجلس الإنماء والإعمار، فجهود كثيرة تُبذل لحلّ الأزمة، بيد أنّ المشاريع لا تُنجز في يوم وليلة بل تتطلّب وقتاً لانشائها وافتتاحها، لذا فإنّ خارطة الطريق وضعت، والمشوار جدّي، والمُستقبل القريب سيكون حتماً أفضل وسيعيد الرّاحة للمواطنين وللوطن". مُشدّداً على أنّ "التنسيق بين القصر الجمهوريّ، ووزير الاشغال يوسف فنيانوس بشكل خاصّ، يتمّ بمهنيّة عالية، من الطرفين تحت عنوان مصلحة الوطن العليا، وبعيداً من السياسة وزواريبها، والتباينات الحاصلة، ولا سيّما أنّ الرئيس عون لم يعد أباً لفريق أو حزب واحد بل بات "بيّ كلّ لبنان"، والتعاطي يتمّ دائماً على هذا الأساس".

ولفت الى أنّ "الأجندة مليئة بالمشاريع والخطط، وبدأنا نرى التحرّكات الميدانيّة، التنفيذيّة في أكثر من مكان، حيث أنّه وبعد طول انتظار، بدأت الاعمال التنفيذيّة لجسر جلّ الديب والتي ستستغرق حوالي السنة وثلاثة أشهر، وذلك بعدما تمكّنا من تقليص تكاليف المشروع من 48 مليون دولار الى 23 مليون دولار، وتأمين التمويل لاربعة مشاريع "متنيّة" أخرى، بقيمة 91 مليون دولار للمشاريع الخمس، والتي تتضمّن جسر انطلياس وتوسيع ساحة جلّ الديب، وصولاً الى بصاليم، بالاضافة الى طريقين، واحدة من جسر النقاش الى مفرق النائب السّابق جبران طوق، وأخرى من جسر النقاش الى تحويطة الرابية، ما من شأنه أن يفتح العديد من المنافذ التي يُمكن للمواطن أن يلجأ اليها"، مشيراً في الوقت نفسه الى أنّ "هذه الاعمال سواء في جلّ الديب أو غيرها من المناطق والطرقات التي ستنفّذ فيها المشاريع، من الطبيعيّ أنّ تسببّ الاشغال فيها زحمة سير، ونتمنّى على المواطنين التحمّل خلال هذه الفترة ليكونوا على موعد مع "الراحة المُستقبليّة".

وتطرّق سعيد الى الصدامات المروريّة الكثيرة التي شهدتها طريق عجلتون، والتي راح ضحيّتها عدد كبير من المواطنين، والتواصل السّريع بين الرئيس عون ووزير الاشغال لايجاد حلّ طارئ وسريع قبل ذاك الشّامل، خصوصاً أن هذه المنطقة تُعتبر سياحيّة بإمتياز وتمرّ منها يوميّاً أكثر من أربعي ألف سيّارة، والعمل الجادّ سيُتابع، على صعيد كسروان ككلّ حيث حلّت مشكلة الصرف الصحيّ، وتمّ تأمين التمويل المَطلوب من البنك الأوروبي للتثمير، والقروض دخلت حيّز التنفيذ، مثلها مثل الاستملاكات التي تمكّنت الدولة اللبنانيّة من تأمينها، وهذا كلّه بالتنسيق مع المراجع المعنيّة والمختصّة، والضغط المُتواصل لإعادة احياء الاستملاكات التي لم تُنجز سابقاً".

فعلى صعيد أوتوستراد جونية، أشار سعيد الى أنّ "لجنة الاستملاك في جبل لبنان، أنجزت الاستملاكات بقيمة 35 مليون دولار، وباشر مجلس الإنماء والإعمار دفع المُستحقّات للمالكين، ووضع المواصفات المطلوبة في الشركات، حيث قدّمت 23 شركة دراساتها لتُطلق على اساسها المُناقصة التي يُحدّدها البنك الأوروبي للتثمير و"الإنماء والإعمار"، بمعنى ان الآليّة باتت مُرتبطة بالأوروبيّين ووضعت على السّكة الصحيحة منذ أن أُطلق ملفّ التأهيل، ومنذ تسلّم الرئيس عون مهامه الرئاسيّة"، معتبراً أنّ "كلّ مشروع يُقام سواء مُرتبط بجسر جلّ الديب أو جونية أو غيرهما، سيُلاقي جملة اعتراضات وحملة تأييد، ومن شأنه ان يلحق الاضرار في بعض الاماكن ولعدد من الاشخاص، لكن المطلوب تقديم الأفضل والمصلحة العامة لا تلك الخاصّة".

وتوقّف سعيد عند خطّة إنشاء سكّة الحديد من بيروت الى طرابلس التي تولّتها "وزارة الاشغال"، ومن طرابلس الى العبوديّة والتي قام بدراستها "الانماء والاعمار" وهو الان بصدد تلزيمها، مؤكّداً أنّ "الرئيس عون أعطى هذا المشروع أولويّة، ونحن بصدد متابعته بدقة، كونه يعدّ حيويّاً على المُستوى الاقتصادي، وكذلك على الصعيد التجاري لنقل البضائع، الى سوريا ومنها ولتقليص زحمة السير باستخدامه وسيلة نقل بديلة عن السيّارات".

ومن جملة المشاريع، ذكرَ سعيد:"هناك مُتابعة جديّة لمرفأ جونية، بدأها فخامة الرئيس منذ أن كان نائباً عن كسروان، ولا يزال يولي المرفأ أهميّة كبرى، كونه يُشكّل نقطة سياحيّة بإمتياز، وهو اليوم على بُعد ايّام من بدء التنفيذ، وسيكون احد اهمّ المرافئ في الشرق الاوسط. هذا وتمّ تدشين طريق القدّيسين في البترون، والتي افتتحها الرئيس عون، وتأمّن التمويل لربطها بطريق عنّايا - القديس شربل، بالاضافة الى تأمين الاعتماد لاستكمال العمل على طريق بير الهيت قرطبا، ومحطّة تكرير الصرف الصحّي في أدما والذوق وميروبا، كما أنّ طرقات اهمج - اللقلوق هي أيضاً قيد التنفيذ، وكذلك تلزيم طريق اللقلوق - العاقورة، وتلزيم اوتوستراد تنورين التحتا وتنورين الفوقا، كما نعمل على تأمين الاستملاكات لطريق صيدا القديمة، وقد تمّ تلزيم مشروع الصرف الصحيّ في جزين". مشيراً الى أنّ "هناك حوالي 350 مليون دولار السّابق ذكرها في مشاريع كسروان تنتظر التلزيمات، والتي تُعتبَر مُفيدةً جدّاً على صعيد الإنماء وخلق فُرصِ عملٍ للبنانيّين وتحريك السّوق المحلّيّ".

وختم سعيد بالتأكيد أنّ "ورشة العمل طويلة، والضغط يتمّ على أكثر من صعيد، سواء لوضع مشاريع جديدة، وتنفيذها، وباتجاه تحريك تلك القديمة المنسيّة، وهناك رصد لما تعانيه كلّ منطقة بحثاً عن الحلول المُناسبة، لكنّ هذا كلّه يتطلّب وقتاً حتّى يلمس المواطن اللبنانيّ نتائجة الميدانيّة".
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News، اضغط هنا
الاكثر قراءة
التيار والسعودية 9 خرجوا عن الطاعة.. أم كبش محرقة جديد؟ 5 مخالفة دينية في قرية بقاعية! 1
"أيام صعبة وقاسية بانتظار لبنان"... العريضي: الآتي أعظم والله يستر! 10 جثة "مقطّعة" في هذه المنطقة! 6 مستجدات جريمة العزونية ...ما علاقة الزوجة السابقة؟ 2
يُرجّح أنه لبناني... معلومات عن طاعن الكاهن العراقي بأستراليا (فيديو) 11 الإستماع إلى نانسي عجرم بإشارة القاضي عقيقي! 7 بعد إتصال تلقتّه ابنة شقيقته... ما مستجدات جريمة العزونية؟! 3
لقاء الصدفة 12 "الجبل" يشهد على جريمة جديدة: مُخطّط محكم و"بصمة" سورية… التفاصيل الكاملة! 8 جريمة قتل في العزونية بتوقيع سوري... والأمور قد تخرج عن السيطرة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر