"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

لاقت صورة السّيلفي التي نشرها رئيس الحكومة سعد الحريري مع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، ردود فعلٍ كثيرة، بعد سلسلة التغريدات والتصريحات التي أدلى بها السبهان في هجوم قد يكون الأعنف حتّى الان، بحيث وصل بعضها الى القول:"بإذن الله تعالى لدينا العلاج الناجع والكفيل بدرء هذا الوباء السرطاني، وبإذن الله قادرون على صنع شيء لمستقبل دولنا ومستقبل لبنان نفسه". مُشدّداً في تصريح لسكاي نيوز على أنّه "كما قضينا على القاعدة وداعش.. سنقضي على هذا الجسم الغريب".

هذا الهجوم "الاعلامي" سبقته تغريدات عنيفة من السبهان، وتبعته "زيارة عمل" مفاجئة للرئيس الحريري الى المملكة العربيّة السّعودية، حملت علامات استفهام كثيرة، ودفعت ببعض الاطراف والقوى السياسيّة الى القول داخل الكواليس أنّ "ما قبل زيارة الحريري الى السعودية، لن يكون كما قبلها"، وأنّ الرسائل من "السّيلفي"، وإصرار الحريري على وصف السبهان "بمعالي الصديق"، وقيام الأخير بإعادة نشر الصورة، والتعليق بالقول أنّ "اجتماع مطول ومثمر مع اخي دولة الرئيس سعد الحريري واتفاق على كثير من الامور التي تهم الشعب اللبناني الصالح وبإذن الله القادم افضل".. هي خطوات واضحة وصريحة تؤشّر بتطوّرات قريبة، وربّما فرض معادلة جديدة.

عضو كتلة "المُستقبل" النائب السّابق مصطفى علوش، اعتبر أنّ "المواجهة الكلاميّة بين السّعودية و"حزب اللّه" عُمرها سنوات طويلة، وتطوّرت أكثر على مدى الخمس سنوات الماضية، لاسباب كثيرة، بدءاً من الحرب السّورية، مروراً باليمن، وغيرها من المُستجدّات وصولاً الى العقوبات الاميركيّة الماليّة على الحزب، وغيرها من الاحداث المُتتالية، التي بنتيجتها قد يحصل عملاً أعنف من المواجهة الكلاميّة، لكنّه لا يزال غير واضح المعالم".

ولفت علوش، في اتصال مع "ليبانون ديبايت"، الى أنّ "السعوديّة قرّرت القيام بمواجهة مفتوحة مع "حزب اللّه"، قد تؤدّي ربّما الى مواجهة مُسلّحة، أو تتّخذ أشكالاً أخرى، لكنّ هذا الكلام يبقى من باب التكهّنات وقراءة المؤشّرات".

علوش وإذ أكّد أنّه لا يعرف ماذا يقصد الحريري من صورة السيلفي مع السبهان، اعتبر أنّ "الزيارة التي قام بها الحريري الى السعوديّة، ولقائه ولي العهد محمد بن سلمان، لا تفاجئه، بل على العكس، خصوصاً أنّه ذهب للتشاور في أمور تخصّ لبنان، من دون ان ننسى أن تغريدات السبهان طالت لبنان، وقد يكون لها علاقة بهذه الزيارة، لمعرفة المقصود منها ومضامينها والتشاور في هذا الامر مع الوزير السبهان". مضيفاً:"دائماً ما نسمع كلاماً يتمثّل بأنّ "ما قبل الزيارة لن يكون كما قبلها"، فهو بات لصيقاً بكلّ جولة وزيارة، وعلينا أن ننتظر حتّى نرى التطوّرات و"ما بعد".

بدوره، أشار المُحلّل السّياسي غسان جواد الى أنّ "السّيلفي التي جمعت الحريري والسّبهان، هي عبارة عن صورة فوتوغرافيّة، فيها دلالات ورسائل كثيرة، فهي تعني المزيد من الضّغط على "حزب اللّه"، كما وستفتتح مرحلة جديدة في مسألة ربط النزاع معه، والتي بدورها ستُترجم بمجرّد أن يحطّ الرئيس الحريري في بيروت". مشيراً الى أنّ "المواقف الصّادرة عن السّبهان، ومن خلفه المملكة العربيّة السّعودية، هي انعكاس للسياسة الاميركيّة الجديدة المُتبعة ضدّ "حزب اللّه" وتحقيقاً لأهدافها، التي يتخلّلها رفعاً عالياً للسقوف، من ضمنها ملفّ العقوبات الاميركيّة الماليّة على الحزب".

وختم جواد بالتأكيد أنّ "أهمّ رسالة يمكن فهمها من صورة السيلفي، واللقاء بشكل عام، أنّ الحريري ولدى عودته الى لبنان، سيخفّف من سياسة التنازلات التي يعتمدها رئيس الحكومة تجاه رئيس الجمهوريّة، وتبنّيه من خلال نشره لهذه الصّورة، خطاب السبهان وتغريداته الأخيرة".