Beirut
16°
|
Coming
Soon
Coming
Soon
بلديات
الرئيسية
الأخبار المهمة
رادار
بحث وتحري
المحلية
اقليمي ودولي
أمن وقضاء
رياضة
صناعة الوطن
جِدارٌ عازلٌ في الأراضي اللّبنانيّة المُحتلّة.. "نعم يحق لإسرائيل"
نهلا ناصر الدين
|
المصدر:
ليبانون ديبايت
|
الجمعة
03
تشرين الثاني
2017
-
0:00
"ليبانون ديبايت" - نهلا ناصر الدين
"لدى إسرائيل نيّة تشييدِ جدارٍ عازلٍ على الحدود بين لبنان وفلسطين المُحتلّة، وقضم جزءٍ من الأراضي اللبنانيّة".. قالها رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي أمام زوّاره في لقاء الأربعاء.
وحدّد برّي مواصفات الجدار، الذي تنوي إسرائيل إنشاءه في الأراضي "المتحفّظ عليها" أي في الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، إذ "يمتدّ في الجنوب من القطاع الغربيّ من نقطة مقابل رأس الناقورة حتّى نقطة مقابل بلدة علما الشعب، ويمتدّ في القطاع الشرقيّ من نقطةٍ مقابل العديسة حتّى نقطةٍ مقابل كفركلا".
وأن تصدر معلومةٌ من هذا النوع عن سياسيّ بمستوى الرئيس برّي يعني حكماً ضرورة أخذ الموضوع على محمل الجدّ. وتزامن هذا التصريح مع تطوّرٍ لافتٍ مساء الأوّل من أمس، تَمثّلَ باستباحة طائرات العدوّ الإسرائيلي مُجدّدا للأجواء اللبنانيّة لتشنّ عدواناً على أهدافٍ في الداخل السوري، قيل إنّه مُستودعاً للأسلحة غربي مدينة حمص يعود لحزب الله.
فماذا يعني الخرق المُتكرِّر من إسرائيل للسيادة اللبنانيّة، ما هي القوانين الدوليّة التي يخالفها هذا الخرق، ما الرسائل التي أرادت إسرائيل إيصالها عبر قصف سوريا من داخل الأجواء اللبنانيّة، وهل تسمح المعايير الدوليّة ببناء جِدارِ فصلٍ في المناطق "المُتنَازَعِ عليها" بين الدول؟
"يشكّلُ الخرق المُتكرّر من قِبَلِ إسرائيل للأجواء اللبنانيّة، خرقاً للقانون الدولي العام والمبادئ العامّة التي تمنع أيّ دولةٍ من تَخطّي حدودها والاعتداء على المياه والأرضي والأجواء الإقليميّة للدولِ المُجاوِرة، وهي مبادئ موجودةٌ في معاييرٍ دوليّةٍ عديدةٍ منها شُرعة الأُمم المُتّحدة ومنها المادّة 1 و2 من هذه الشُّرعة". كما تُؤكّد الباحثةُ في القانون الدوليّ وحقوق الإنسان، ورئيسة المركز اللّبنانيّ للدراسات الدوليّة الدكتورة ماري غنطوس.
أمّا فيما يخصّ بناء الجدار العازل، تلفُت غنطوس في حديثها لـ"ليبانون ديبايت" إلى أنَّ "لا معايير دوليّة تمنع أيّ دولةٍ من بناء جدار فصلٍ ضمن أراضيها، طالما أنّها لا تُلحِق الأذى بالدول الأخرى. بينما بناء جدارٍ ضمن أراضٍ مُتنازَعٍ عليها فلا يُؤثّر على الحقوق ولا يُنشِئ حقوقاً، ويمكن اعتباره من قَبيلِ التّمسّك بالمزاعمِ والتأكيد على المواقف السابقة لا سيّما المُحافِظة على الخطّ الأزرق".
وبالتالي لا تقيم المعايير الدوليّة أي اعتبارٍ قانونيٍّ لبناء مثل هكذا جدار في الأراضي "المُتنازَعِ عليها"، قبل التوصّل لفضِّ هذا النِّزاع ومعرفة الأرض لأيّ دولةٍ تعود. وترى غنطوس أنَّ كلّ ما تُؤثّر عليه خطوة كهذه أنّها ستخلق تشنّجاً سياسيّاً لكنّها لا تُؤثّر على الحقوق.
وفي تفسير الخروق المستمرّةِ للأجواء اللبنانيّة، يُؤكّد الدكتور في العلوم السياسية العميد سليم بو إسماعيل على أنَّ "إسرائيل عدوٌّ دائمٌ للبنان وسورية وهي تراقب أجواء البلدين بشكلٍ دائم، والطيران الإسرائيليّ لا يغيب عن الأجواء اللبنانيّة ويُحلّق على ارتفاعاتٍ عاليةٍ جدّاً، وأحيانا على ارتفاعاتٍ مُنخفضة. وما حصل مساء الأربعاء هو نتيجة مراقبةٍ دائمةٍ من إسرائيل للأراضي السوريّة ولأهدافٍ يعرفون أنّها قد تعود لحزب الله. كما أنَّ هناك وضعاً احترازيّاً بالنسبة للعدوّ الإسرائيليّ، ولذلك يقوم بجولاتٍ جويّةٍ متواصلةٍ على الحدود اللبنانيّة وفوق الأجواء اللبنانيّة بشكلٍ دائم، إضافةً إلى أنَّ في هذه الغارة رسالةٌ إلى الجانب السوريّ وحزب الله معاً".
علماً أنَّ الغارات المُتكرِّرة باتّجاه هكذا أهداف، يرى بو إسماعيل أنّها بهدف بعث الرسائل الدائمة لتقول إسرائيل إنّها موجودةٌ وإنّها تُراقب الأجواء ومُستعدّة لأيّ طارئ.
ولكن لماذا تستعمل إسرائيل الأجواء اللبنانيّة بشكلٍ دائمٍ لضرب أهدافٍ في الأراضي السوريّة؟
يُشيرُ بو إسماعيل إلى أنّ الأراضي اللبنانيّة أكثر أماناً لها، وسماؤنا مُستباحة، فلا دفاع جويٍّ كافٍ لدى لبنان، يُضافُ إلى ذلك تمرير الرسائل للبنان وتحديداً لحزب الله.
وعن الجدار، يلفت بو إسماعيل إلى أنّه يحقُّ لإسرائيل بناء جِدارٍ فاصلٍ ولكن ضمن أراضيها وليس ضمن الأراضي المُتنَازَع عليها. أمّا الأهدافُ المُتوقَّعة من مثل هكذا جدار، فيمكن أن تكون "تحقيق الحماية لإسرائيل المُتخوِّفة ربّما من التسلّل أو مِن عمليّات بريّة راجِلة للداخل الإسرائيليّ، ويمكن اعتباره نوعاً من الاطمئنان النفسيّ لسكّان القُرى المُجاوِرة للبنان، ويكون بمثابة حمايةٍ مبدئيّةٍ في حال حصول حرب مُستقبليّة".
ويعتبرُ بناء الجدار في الأراضي "المُتحفّظ عليها"، نوعاً من الاعتداء، لا سيّما وأنّ قائد "اليونيفيل" في لبنان الجنرال الإيرلندي بيري، سبق وطلب من العدوّ الإسرائيلي عدم إقامة أيّ بناءٍ في هذه المناطق. وهو اعتداء يستلزم تحرّك المعنيّين في الدولة اللبنانيّة، مثل مجلس الوزراء ووزارة الخارجيّة، تجاه تقديم كتاب أو شكوى في مجلس الأمم المُتّحدة، كون الإقدام على مثل هذه الخطوة يعني إقدام إسرائيل على أزمةٍ دولية.
إذاً، يحقّ لإسرائيل إنشاء جدار فصلٍ في الأراضي التي تعتبرها الدولة اللبنانيّة مُحتلّة، كون لا معايير دوليّة تمنعها من قضمِ أجزاءٍ من أرضنا اللبنانيّة في مقام النبيّ إبراهيم (مزارع شبعا)، والناقورة، علما الشعب، والعديسة وتِلال كفرشوبا... فهل تُقدِمُ إسرائيل على مثل هذه الخطوة، وإنْ كان لها أن تُشعِل فتيل الحرب مُجدّداً بين الدولتين؟
تابعوا آخر أخبار "ليبانون ديبايت" عبر Google News،
اضغط هنا