Beirut
16°
|
Homepage
خطرٌ مُحدق يتهدّد الانتخابات!
عبدالله قمح | المصدر: ليبانون ديبايت | الجمعة 03 تشرين الثاني 2017 - 0:00

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

تُكثِرُ الغربان من تحليقها في سماء "التسوية السياسيّة" وتُراقبُ عن كثبٍ ماذا يجري في الأسفل بين "تيّاري الحكم". الأكيد أنّ الحرب الباردة قد وقعت، والغُربان تبحث عن جُثثٍ قد تبدأُ بالتساقطِ تِباعاً، ومن يقول إنّ نزاع وزيري الداخليّة نُهاد المشنوق والخارجيّة جبران باسيل منفصلٌ عن العلاقة القائمة بين "تيّار المستقبل" و "التيّار الوطنيّ الحرّ"، هو منعزلٌ عن الواقع.

الأكيد، بحسب أكثر من مراقب، أنّ "غارات باسيل" و "صليات المشنوق"، إنْ تزامن "القصف" أتى مع الاحتفالات بالذكرى الأولى للعهد، وكأنَّ مُطلِقِيها أرادوا توجيه رسائل حول مصير التسوية وصلاحيّاتها، علماً أنّ شظياها طالت المرجعيّتين، لأنّ النِّزاع القائم اليوم أساسه سياسيّ، وهو تشابكٌ بين نهجين، نهجٌ يستقي انتصارات محورٍ ويُرتّب أوراقه على هذا الأساس، ونهجٌ يعتبر أنّ الاستفادة من نجاحات النهجِ الأوّل ممنوعةٌ ثمّ يُشدّ خلف المحورِ النَّقيض.


وتأسيساً، تُصبح القضايا الخِلافيّة البسيطة على المسطّح السياسيّ، أسباباً جوهريّةً لإطلاقِ العنان نحو تأزيمٍ عميق، لكنّه ذات سقفٍ مضبوطٍ تُحدّد حدود تدهوره، كون لا أحد لهُ مصلحة، حتّى الساعة، في فرطِ عقد التسوية.

لكن قبل طرحِ سؤال لماذا يتنازع باسيل والمشنوق، يجب طرح التالي: "ماذا يدور حلف كواليس العلاقة بين باسيل (ومن خلفه الرئيس عون) وبين الرئيس سعد الحريري؟؟"، ما يُسرَّب ضبابيٌّ جداً لدرجة أنّ هناك صعوبةً في قراءته، لكنّ ثمّةَ ثغراتٌ تعبرُ منها إشاراتٌ حول الأسباب كسفرِ الرئيس الحريري إلى السعوديّة.

ويقال إنّه سعى هناك لإعادة تسويق جدوى التسوية (حتّى الآن)، هكذا يُسرّب، مع إشارةٍ لافتةٍ هذه المرّة، أنّه مُتشبّث بالمصلحة من التسوية لا فيها، إذ إنَّ التكتيكات السياسيّة المُتّبَعة بين طرفي الحكم واضح أنّها مُتباعِدة، ولا أحد يضمن أنْ تستمرّ صلاحيّة هذه المصلحة طويلاً.

وبطبيعة الحال، فإنّ المُحافَظة على هذه المصلحة لا تقتضي الدخول في نزاعاتٍ مباشِرةٍ بين الركنين الرئيسين، بل اللّجوء إلى الصفوف الخلفيّة التي تتكفّل باللّطش والاستهداف الكلاميّ والسياسيّ ورفع درجة التنافس، كحال الوزيرين وبيانتهما الناريّة في الساعات الماضية.

ويُتّهم نُهاد المشنوق بأنّه أوّل من شَهِدَ له على إطلاق النار صوب باسيل حين وصف سياسته الخارجيّة بـ"الشاردة" بعد لقاء نيويورك الشهير.

ويقول متابعون سياسيّون، إنّ جنوح المشنوق عن ركائز التسوية، أعطى جرعة تحرّرٍ لباسيل كي يتحرّك براحةٍ أكثر صوب التصويب على المواضيع الخِلافيّة، من هنا فتح نيرانه نحو مسألة الانتخابات، بعد أن لمسَ عدم تجاوبٍ حول ما اتُّفِقَ عليه سابقاً، أي القبول بشرط التسجيل المُسبق والبطاقة البيومترية، إذ يتّهم باسيل المشنوق (ومن خلفه) بأنّه "يريد تطيير الانتخابات!" بعد أن تنازل عن دعم هذا الخيار.

وما زاد من طين النِّزاع بلّة، أنّ أعلن الرئيس سعد الحريري في الاجتماع ما قبل الأخير للجنة تطبيق قانون الانتخاب، أنّه "مع فتح مناقصةٍ جديدةٍ من خارج الاتّفاق بالتراضي" لتلزيم وإنتاج وطباعة الهوية البيومترية ثمَّ قبوله إجراء الانتخابات على الهوية أو جواز السفر العاديّين، ما أُعِدَّ من الطرف "البرتقاليّ" خروجاً عن نصوص الاتّفاق الذي كان يقضي بالقبول بالتسجيل المُسبَق وطباعة الهويّة الممغنطة كشرطينِ أساسين لإجراء الانتخابات.

إذاً تُفهم ما هيّة الشَّعرة التي فجّرت الخِلاف هي "الانتخابات".. فماذا لدى التيّار من معلومات؟

تقول مصادر معنية، إنّ مجموعةً لا بأس بها من الوسط السياسيّ وصلت لها معلوماتٌ عاليّة الدقّة، تُشيرُ إلى وجود نيّةٍ مُبيّته لتطيير الانتخابات النيابيّة مشدودةً بضغوطاتٍ إقليمية، وهذا السيناريو يُراد تعميمه من خلال رفع حماوة الخطاب السياسيّ الداخليّ من خلال تشديد الاستهداف السياسيّ لحزب الله ومن خَلفهُ وصولاً إلى درجة الانفجار، لكن من له مصلحة في فعل ذلك، تُجيب مصادر "من لهم خشية من عدم اختبار النتائج التي سيفرزها القانون الجديد".

"الخشية" قد تؤدّي إلى "زرك" أطرافٍ سياسيّينَ محكومين بضغوطاتٍ إقليميّة ترى مصلحةً في عدم إيصال حزب الله وحلفائه بـ"قوّةٍ بالغة" إلى مجلس النوّاب، ما يعني وجوب تطيير الانتخابات والطريق نحو ذلك هو خلقُ أسبابٍ والتسويق لها قبل الوصول إلى المُهل الدستوريّة بفترة قصيرة.

قد يتكوّن الجوّ المطلوب من خلال رفع حماوة النِّقاش السياسيّ الذي بدأ فعلياً داخل "لجنة تطبيق القانون" التي لا يمرّ اجتماع إلّا ويسود الخِلاف فيها. ويُقال إنّ هناكَ رهاناً على نقله خارج اللجنة ثمّ تركه يتسلّل إلى داخل الحكومة وتكليفه نسف أوضاعها ما قد يُحوّلها إلى تصريف الأعمال، وقد يُستغَلّ هذا التغيّر الطارئ في مشروع عدم القدرة على إجراء انتخابات ما سيُجبر المجلس على التمديد للمرّة الرابعة تحت خطر الفراغ غير المنطقي!

لغاية الساعة، تُسرّب جهات إنّها ستواجه أيّ مشروعٍ لتطييرِ الانتخابات، لكنّها تُشيرُ إلى أنّ هناك نوايا جديّة لخياطة هذه الحبكة لتكونَ مَخرجاً لقوى مُحرجة من التسوية وخائفة من نتائج الانتخابات وترى مصلحةً في العودة إلى خندق التحالفات القديمة التي لا يُعقل الوصول إليها إلّا بتغيرٍ سياسيٍّ داخليٍّ يُعيدُ ترتيب التوازنات، وبالتالي لن تنجحَ الاصطفافات السابقة بالتجمّع إلّا في مثل هذه الحالة.. من هنا تُقرأ أسباب ارتفاع سقف التخاطب بين الوزيرين وتالياً بين التيارين.
انضم الى قناة "Spot Shot by Lebanon Debate" على يوتيوب الان، اضغط هنا
الاكثر قراءة
كليب "يُرجح" ما قد تبلغه فرنسا لِميقاتي اليوم! 9 حافي القدمين... نائب سابق يتعرّض لسرقة "من نوع آخر"! (فيديو) 5 بالفيديو: إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في برج حمود 1
واشنطن تكشف دورها في "الضربة الإسرائيلية" على ايران 10 "النكزة الأخيرة"... منشورٌ "ناريّ" للسيّد! 6 حادثة رئاسية فضحت "الثنائي الشيعي" 2
بشأن تعديل قيمة رسوم المعاملات... بيانٌ من الأمن العام! 11 بشار بطل عمليّة نصب كبيرة في طرابلس! (صور) 7 مستجدات فصل بو صعب من التيار! 3
"التيار معجون عجن بالغش"... جعجع يستنكر! (فيديو) 12 عصابة "خطرة" تنشط في طرابلس... بطلتها إمرأة! 8 سيناريو "مُقلق" ينتظر مطار بيروت... إنذار خطير وأيام حاسمة! 4
حمل تطبيق الهاتف المحمول النشرة الإلكترونيّة تواصلوا معنا عبر